شهدت مفاوضات تبادل الأسرى غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، التي تُجرى في العاصمة القطرية الدوحة، تقدمًا ملحوظًا، مما يفتح الباب أمام التوصل إلى اتفاق شامل إذا لم تطرأ تطورات مفاجئة من الجانب الإسرائيلي.
وفقًا لمصادر مطلعة، يتضمن الاتفاق إطلاق سراح 34 محتجزًا إسرائيليًا تحتجزهم حماس في غزة مقابل وقف إطلاق النار لمدة شهر ونصف، وإطلاق سراح حوالي ألف أسير فلسطيني. تشمل قائمة الأسرى الفلسطينيين فئات متعددة، من بينهم 48 أسيرًا من محرري صفقة شاليط الذين أعيد اعتقالهم، بالإضافة إلى 90 أسيرة، وما بين 150 و200 من المحكومين بالسجن المؤبد. كما تضم القائمة 350 قاصرًا تحت سن 19 عامًا، فضلًا عن 560 أسيرًا من المرضى وكبار السن.
الاتفاق ينص أيضًا على تسليم إسرائيل قائمة بأسماء الأسرى الأحياء لدى حماس، إلى جانب إعادة تموضع الجيش الإسرائيلي بعيدًا عن المناطق السكنية، وفتح معبر رفح أمام دخول المساعدات الإنسانية وخروج الحالات الطبية لتلقي العلاج. كما يُسمح للنازحين بالعودة إلى شمال القطاع بعد تفتيشهم من قِبل جهة ثالثة.
المرحلة
المرحلة الثانية من المفاوضات ستبدأ بعد أسبوع من تطبيق المرحلة الأولى، حيث سيتم التفاوض على إطلاق سراح باقي المحتجزين الإسرائيليين مقابل عدد إضافي من الأسرى الفلسطينيين، إضافة إلى بحث ترتيبات إنهاء الحرب، بما في ذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع. وإذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية، ستنطلق المرحلة الثالثة التي تشمل إعادة إعمار قطاع غزة وإدارته.
تدخلت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في المفاوضات، مما ساعد على تحقيق تقدم ملموس، خصوصًا مع تعهدها بعدم السماح بعودة الحرب بعد بدء تطبيق الاتفاق. حماس أظهرت مرونة غير مسبوقة، من خلال تقديم قائمة بالأحياء من المحتجزين الإسرائيليين، وإدخال أسماء محتجزين من الشباب الذين يمكن إدراجهم ضمن المرحلة الأولى التي تصفها الحركة بأنها "إنسانية".
رغم التقدم، لا تزال هناك تحديات كبيرة، أبرزها إصرار حماس على إطلاق سراح جميع المحكومين بالمؤبد، ورفض إسرائيل التعهد بوقف الحرب بشكل كامل أو الانسحاب الشامل من القطاع. كما تبدي إسرائيل تحفظات تجاه السماح بإعادة إعمار غزة طالما بقيت قوات حماس والفصائل الأخرى مسلحة.
في ظل هذا التقدم، وصل وفد إسرائيلي رفيع إلى الدوحة الأحد، ما يعكس الجدية المتزايدة في المفاوضات، وسط آمال بإنجاز اتفاق يُخفف من حدة الأوضاع في القطاع رغم العقبات القائمة.