بحضور غفير من المثقّفين والكتّاب والشّعراء والأدباء والفنّانين، وبأجواء ثقافيّة مفعمة بالحيويّة، افتتح نادي حيفا الثّقافيّ أولى أمسياته لعام 2025م،
يوم الخميس الموافق 2 يناير، بأمسية أدبيّة مميّزة، كُرّست لتوقيع وإشهار رواية "فرصة ثانية" للكاتبة صباح بشير.
افتتحت الأمسية بكلمة ترحيبيّة من الأستاذ المحامي فؤاد مفيد نقّارة، رئيس ومؤسّس النّادي، الّذي هنّأ الكاتبة بشير على إصدارها الجديد، وعبّر عن امتنانه للمجلس المليّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ على رعايته الكريمة لأمسيات النّادي، كما استعرض النّشاطات الثّقافيّة المنتظرة في الفترة القادمة.
تخلّل الأمسية مداخلات نقديّة ثريّة قدّمها كلّ من: د. منير توما، د. رباب سرحان، د. أليف فرانش، فيما أدار الحفل بمهنيّة وسلاسة الدّكتور خالد تركي، الّذي رحّب بالحضور وقدّم الضّيوف على المنصّة، مشيدا بإبداعاتهم، ثمّ قدّم نبذة مختصرة عن كلّ ضيف، مسلّطا الضّوء على أبرز إنجازاتهم.
استهلّ الدكتور منير توما كلمته بقصيدة رقيقة أهداها للكاتبة بشير، ثم شرع في تقديم مداخلته، الّتي أشاد فيها ببراعة الكاتبة في نسج رواية ممتعة، وممّا قال:
تعدّ هذه الرّواية رحلة ممتعة، قادتنا فيها كاتبة دقيقة وواسعة الأفق، إلى عالم مبهر يمزج بين الحبّ والأدب، الموت والحياة، وقد نجحت في صياغة بوصلة خاصّة للمشاعر اللّافتة والأحاسيس النّادرة، لتقودنا في أعماق هذه التّجربة الإنسانيّة، ويمتاز أسلوبها السّرديّ بالانسيابيّة والسّلاسة، فهي تحافظ على نمط سرديّ متميّز في السّياق والحوار، لتقدم لنا عملا أدبيّا ممتعا.
أمّا الدكتورة رباب سرحان فأشارت إلى تميّز الكاتبة في تصوير العلاقات الاجتماعيّة والإنسانيّة من خلال شخصيّات واقعيّة، وممّا جاء في مداخلتها: تقدّم لنا الكاتبة نصّا روائيّا مميّزا، يدخل في مضمار الرّواية الواقعيّة الاجتماعيّة، فمن قرأ روايتها الأولى "رحلة إلى ذات امرأة"، يلاحظ إصرارها على الإبداع دون انقطاع، إيمانا منها بالدّور الهامّ الذي يلعبه الأدب في حياة المجتمع، ويلاحظ أيضا تشبّثها بالاتّجاه الواقعيّ في الكتابة؛ كاختيار تعبيريّ يتناسب مع تصوّراتها الإبداعيّة والفكريّة.
سلّط الدّكتور أليف فرانش في مداخلته الضّوء على التّقنيات السرديّة المميّزة الّتي وظّفتها الكاتبة في روايتها، مثل تقنيّة التّوازي والتّقاطع بين المشاهد، أوضح كيف تساهم هذه التقنيّة في إثراء تجربة القارئ، من خلال استكشاف الشخصيّات المتعدّدة، وخلق طبقات سرديّة متداخلة، تبدأ منفصلة ثمّ تتقاطع بطرق غير متوقّعة، لتضفي على النّصّ عنصر التّشويق والإثارة.
من جانبها، أعربت الكاتبة صباح بشير عن شكرها الجزيل للنّادي وإدارته، ولكلّ من ساهم في إنجاح هذه الأمسية، سواءً بالحضور أو بالكلمة، أو بالدّعم، كما وجهّت الشّكر للنّقّاد والمثقّفين الّذين أثروا عملها بآرائهم وتحليلاتهم القيّمة. تطرّقت في كلمتها إلى روايتها، مستعرضة بإيجاز فكرتها ومراحل كتابتها، شرحت الدّوافع الّتي ألهمتها لخوض غمار هذه التّجربة الأدبيّة، وعبّرت عن سعادتها البالغة بتفاعل الجمهور مع الرّواية.
هذا وقد ازدان الحفل بمعرض فنّيّ أنيق بعنوان: "من القدس إلى حيفا"، شارك فيه نخبة من الفنّانين الّذين حضروا من مدينة القدس خصّيصا للمشاركة بلوحاتهم الفنّيّة؛ لتضفي على الأمسية جمالا بصريّا ملفتا، وتعبّر عن التّواصل الفنّيّ بين المدينتين.
في الختام، تم تقديم درع النّادي التّكريميّ للفنّان التّشكيليّ طالب الدّويك، تقديرا لجهوده الإبداعيّة ومسيرته الفنّيّة الحافلة.
أقيمت هذه الأمسية في قاعة كنيسة القدّيس يوحنّا المعمدان الأرثوذكسيّة، تحت رعاية المجلس المليّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ في حيفا، وَوُثّقت بعدسة المصوّر الفنّيّ فؤاد أبو خضرة.