نستقبل عامًا جديدًا، ومعه يحمل كل منا أمانيه وآماله بأن يكون أفضل من العام الذي سبقه، على الرغم من كل ما مررنا به من صعوبات وتحديات. ونحن في موقع "بُكرا"، نتقدم إلى أبناء شعبنا داخل الـ48، وفي كافة أماكن وجودهم، وإلى أبناء العالم العربي عامة، بأحر التهاني والتمنيات بمناسبة العام الجديد.
كان عام 2024 عامًا مليئًا بالتحديات، حيث عانى مجتمعنا العربي في الداخل من تفشي العنف الذي لم يرحم أحدًا، وراح ضحيته قرابة 230 شخصًا، بينهم 22 امرأة. هذا الواقع المؤلم لا يجب أن يكون قدرنا، بل دعوة مفتوحة لكل فرد منا للعمل معًا لإيجاد حلول جذرية، لنحمي أرواحنا ونبني مجتمعًا آمنًا يليق بنا وبأبنائنا.
وعلى الصعيد الوطني، لا يزال شعبنا الفلسطيني عامة يعاني من ويلات الحرب، التي القت بظلالها على حياتنا اليومية وأثرت في كافة مناحي حياتنا. غزة، التي عانت من الحصار لأكثر من 17 عامًا، شهدت في العام الماضي استمرارًا للحرب والعدوان. بينما يتطلع الجميع إلى الاحتفال بالأعياد والسنة الجديدة، هناك أطفال في غزة قضوا بسبب البرد، وأسر تعيش في الخيام تبحث عن ملجأ يحفظ كرامتها وإنسانيتها.
ولا يمكننا أن ننسى معاناة أشقائنا في العالم العربي، حيث لا تزال مخيمات اللاجئين والمشردين في سوريا واليمن ولبنان وغيرها شاهدة على مأساة إنسانية كبرى. ومع ذلك، هناك بصيص أمل في سوريا، حيث بدأت تلوح في الأفق بوادر تغيير نأمل أن يكون للأفضل، لينعم الشعب السوري بحياة كريمة ومستقرة.
مع بداية هذا العام الجديد، نتمنى من أعماق قلوبنا أن يكون 2025 عامًا يحمل معه السلام والطمأنينة للجميع. عامًا تنتهي فيه الحرب على غزة ويتوقف شلال الدم. عامًا يجد فيه أهل الخيام مأوى يحفظ كرامتهم، ويمكّنهم من العيش كبقية البشر. نتمنى أن تكون هذه السنة محطة للبدء في معالجة جذور العنف في مجتمعنا العربي داخل الخط الأخضر، وأن نكون قادرين على بناء مجتمع قائم على المحبة والتسامح والعدالة.
وفي هذه المناسبة، ندعو كل فرد من أبناء مجتمعنا إلى أن يكون جزءًا من التغيير الذي نطمح إليه. فلنبدأ العام الجديد بمد أيدينا لبعضنا البعض، والعمل معًا من أجل مستقبل أفضل. فلنتذكر دائمًا أن التغيير يبدأ بخطوة، وأنه بجهودنا المشتركة يمكننا تحقيق المستحيل.
ختامًا، نتمنى لكل قرائنا وأحبائنا عامًا سعيدًا يحمل في طياته الأمل، ويخفف من آلامنا، ويقربنا خطوة من تحقيق أحلامنا المشتركة. كل عام وأنتم بخير، وكل عام ونحن أقرب إلى الإنسانية والعدل والسلام.
"بُكرا" معكم دائمًا، صوتكم نحو المستقبل.