بدعوة من رئيس المجلس العربي للعلاقات الخارجية، الصحفي خالد خليفة، قام سفير جمهورية الصين الشعبية السيد شواه وطاقم السفارة المكون من الملحق التجاري والملحق الثقافي والقنصل العام بزيارة إلى الوسط العربي، وهي الأولى من نوعها منذ عشر سنوات. شملت الزيارة مدينة الناصرة وبلدة كفر مندا الجليلية، حيث اجتمع السفير والوفد المرافق بشخصيات من المجتمع المدني ورجال أعمال وصناع قرار ورجال دين.
وجرت الزيارة عصر يوم الخميس، حيث شارك السفير في أجواء نهاية العام في بلدتي كفر مندا والناصرة. استُقبِل في كفر مندا بحفاوى بالغة من قِبل رجل الأعمال السيد إبراهيم طه، الذي أطلعه على أنشطة رجال الأعمال العرب الذين يتعاملون تجاريًا مع الصين. كما اصطحبه السيد طه في جولة قصيرة في البلدة لاستعراض المشاريع التجارية فيها.
بعد ذلك، قام الوفد الصيني، الذي ضم السفير والملحق التجاري والقنصل، بزيارة إلى مجلس كفر مندا المحلي، حيث كان في استقبالهم رئيس المجلس السيد علي زيدان. أُقيم للسفير حفل استقبال حضره العديد من الشخصيات الاعتبارية ورجال الأعمال المهتمين بتعزيز العلاقات مع الصين من كفر مندا وخارجها.
وألقى السيد علي زيدان كلمة أكد فيها على أهمية إقامة علاقات متينة مع الصين، وطالب بتسهيلات لرجال الأعمال العرب المشاركين في المعارض الدولية بالصين. كما أعرب عن اهتمامه بإقامة توأمة مع إحدى المدن الصينية في المستقبل القريب. وقد عبر رئيس المجلس المحلي عن رغبته في تشكيل وفدا على مستوى عالا لزيارة الصين في القريب العاجل.
في كلمته، أشار رئيس المجلس العربي للعلاقات الخارجية، الصحفي خالد خليفة، إلى أن الصين تُعد شريكًا تجاريًا مهمًا للعرب في الداخل الفلسطيني وللفلسطينيين في الضفة الغربية. وأوضح أن نسبة التجارة بين إسرائيل والصين قبل الحرب كانت تقترب من 23 مليار دولار، مما يعني أن حصة العرب في البلاد قد تصل إلى 6 مليارات دولار، كونهم يشكلون 23% من نسبة سكان الدولة. كما أشار خليفة إلى أهمية العلاقات الوثيقة بين العرب في الداخل والضفة الغربية في زيادة هذه النسبة. وطالب الجانب الصيني بمنح تسهيلات تجارية للعرب، مثل إقامة مكتب تجاري لتسهل النشاطات الاقتصادية بين الصين والعرب في البلاد.
وأكد خليفة على العلاقات التاريخية التي تربط بين العرب والصين، مشيدًا بمواقف الصين الداعمة للقضايا العربية على الساحة الدولية. كما رحب السيد إبراهيم طه أبو جواد بالسفير وطاقمه، داعيًا إلى زيادة الاستثمارات الصينية في الوسط العربي، وتقديم تسهيلات استشارية وقنصلية لرجال الأعمال العرب الذين يزورون الصين بانتظام، وخاصة لمعرض كانتون. وطالب الحكومة الصينية بتسهيل استيراد السيارات الكهربائية وتوسيع تسويقها في الوسط العربي.
وفي ختام حفل الاستقبال، أعرب السفير عن سعادته الكبيرة بهذه الزيارة، مؤكدًا أنها تأتي بهدف توثيق العلاقات مع المجتمع العربي. وأشار إلى أن الحزب الحاكم في الصين قد أقر استراتيجيات لتعزيز العلاقات مع المؤسسات المحلية والدولية، ووعد بنقل اهتمام المجتمع العربي بتعزيز العلاقات إلى حكومته. كما أكد دعمه لرجال الأعمال العرب، خاصة المنتدى المحلي بقيادة السيد إبراهيم طه.
قدّم رئيس المجلس المحلي درعًا تذكاريًا للسفير باسم المجلس المحلي، بحضور السيد علي زيدان والصحفي خالد خليفة والسيد إبراهيم طه. بعد ذلك، دعيا المشاركون والسفير وطاقمه إلى حفل عشاء أقامه السيد إبراهيم طه (أبو جواد) في مطعم بودابست في كفر مندا، حيث سادت أجواء حميمية.
بعدها قام اعضاء المجلس العربي للعلاقات الخارجية والسفير الصيني وطاقمه بالتوجه إلى مدينة الناصرة، حيث تجولوا في المدينة القديمة برفقة الناشطة حنان سليمان موسى، التي أطلعتهم على الأجواء الفريدة التي تعيشها الناصرة وحلوا ضيوف على المطران اللاتين الاب السيد رفيق نهرة حيث استضافهم في بطريكيه اللاتين في الناصرة.
كما استُقبل الوفد الصيني في الكنسية الأرثودوكسية العربية في الناصرة من قِبل الأب بشارة ورور خوري الطائفة واعضاء مجلس الطائفة الأرثودوكسية ورئيس الهيئة التمثيلية، الذي تحدث عن أهمية بدء العام الجديد في الناصرة والتحديات التي يواجها السكان في ظل الأوضاع الصعبة المحلية والإقليمية، حيث استمعوا إلى شرح من الدكتور راجي سروجي عن الأوضاع الكنيسة في هذا الشهر المجيد.
وعبر السفير وأعضاء الوفد الصيني عن تأثرهم البالغ بهذه الزيارة، مشيرًا إلى أنها كانت تجربة استثنائية ونقطة تحول في زيارتهم للبلاد، ووعد بمواصلة العمل على تعزيز العلاقات مع الوسط العربي والناصرة في المستقبل.