تشهد منصات التواصل الاجتماع في الايام الاخيرة، جدالات واراء مختلفة في مدينة الناصرة، بعد اعلان الكنائس وجمعيات دينية مختلفة، عن اقتصار احتفالات الميلاد هذا العام على الطقوس الدينية والامسيات، والغاء احتفالات اضاءة الشجرة والمسيرة التقليدية.
بعض الاشخاص اعتبر ذلك قرارا صحيحًا، وذلك في ظل الاوضاع التي تشهدها المنطقة والحرب في قطاع غزة، مؤكدين أنه لم يمكن ان تكون مظاهر فرح في هذا الوضع الحرج.
وكذلك كان هناك بعض الاشخاص الذين عبروا عن استياء من هذا القرار، حيث كتب الكثيرون في منصات التواصل، "لماذا نقوم بالاختصار في الاعياد وفرحة الاطفال فقط، الطوابير في المطارات والمعابر لا تنتهي، الاعراس والمناسبات استمرت كالمعتاد، ما ذنب اطفالنا، لماذا يتم حرمان الاطفال من الاحتفال بميلاد يسوع عليه السلام".
بيان مجلس الطائفة الارثوذكسية حول الموضوع
مجلس الطائفة الارثوذكسية في الناصرة يؤكد على احياء عيد الميلاد المجيد بموجب الطقوس والرموز الميلادية وفق ما قرره واعلنه في الشهر الماضي
يؤكد مجلس الطائفة الارثوذكسية في الناصرة، أن برامج احياء عيد الميلاد المجيد ستجري هذا العام بموجب الطقوس والرموز الميلادية، بحسب ما قرره منذ الشهر الماضي، وبالتزامه بقرار مجلس الكنائس في البلاد، مشددا على أن الظروف القائمة لا تسمح بنشاطات شعبية احتفالية واسعة، بل وهي فرصة للتركيز على معاني عيد الميلاد ورموزه، التي نتمنى ان يعيشها كل انسان وكل شعب وكل بلد، رموز النور والسلام، المحبة والتسامح، التآخي والوفاق...
ويشدد المجلس على أن قراراته مستقلة وتتخذ في هيئاته الداخلية وبالتنسيق مع الهيئة الروحية، ولا شأن للمجلس بما ينشره افراد أو غيرهم من شائعات لا صلة لها بالواقع، لذا يتوجه المجلس لكل من لديه اي استفسار او تساؤل او طلب، التوجه مباشرةً للمجلس وهيئاته الشرعية المنتخبة.
نأمل أن يكون العام الجديد عام خير وسلام، وانهاء كافة المآسي في بلادنا والمنطقة والعالم أجمع.
بيان جمعية الموكب
"أهلنا الأعزاء،منذ أكثر من عام، نعاني جميعنا من حرب دامية وصراعات قاسية، جلبت علينا عدد كبير من الضحايا والمصابين، أطفال أبرياء عانوا من أصوات صافرات الإنذار المخيفة، سقوط الصواريخ، والهرب الى الغرفة الامنة ... ضغط نفسي، قلق وخوف كبير."
في مجتمعنا العربي وفي الناصرة بشكل خاص، بالإضافة الى ويلات الحرب، عانينا جميعاً من احداث العنف المستشري في مجتمعنا، فقدان الامن والأمان واستيقاظ أولادنا مذعورين على أصوات رصاص العنف الدامي.
في ظل هذه الأوقات الصعبة، يأتينا عيد الميلاد المجيد، ليذكرنا بميلاد سيدنا يسوع المسيح، الذي جلب إلى البشرية رسالة سلام ومحبة وامل، وهو رمز لقوة الإيمان في مواجهة الظلم والقهر، وليذكرنا بأننا يجب أن نعيش بمبادئ المحبة والتسامح والتضامن، ويعبر عن رغبتنا في عالم أفضل يعم فيه السلام، ويعطينا فرصة لتجديد الأمل بأن الفرح سيعود، وأن الظلام سيعقبه النور.
عيد الميلاد المجيد هو جزء من هوية الناصرة، منها انطلقت الديانة المسيحية بحدث بشارة ابنة الناصرة مريم العذراء، ويجب أن يحتفظ هذا العيد بمكانته في ثقافة المدينة وتاريخها، ليعكس رغبتنا في الحفاظ على التراث والتقاليد، ويظهر اننا ورغم كل التحديات، متمسكون بهويتنا وتاريخنا، مُتحدون كأبناء مدينة واحدة، لنُظهر للعالم أن مدينة البشارة تبقى دائماً وأبداً منارة للمحبة والسلام.
نظراً للأوضاع الراهنة، وبحسب تعليمات رؤساء الكنائس في الأرض المقدسة، ستتسم احتفالات هذه السنة بالتواضع والروحانية، وستتضمن:
حفل استقبال رسمي وإضاءة شجرة الميلاد
امسيات طفل المغارة التي ُتقام تحت شعار "يا جايي نوّر لنا بلادنا"
إنتاج اغنية جديدة "ْيا انسان"، تعكس معاناة أطفالنا وتحمل معاني السلام والامل بنور جديد
تنظيم ساعة قصة وتوزيع كتاب "قصة مسيرة الميلاد" على طلاب مدارس الناصرة
وفيما يتعلق بمسيرة الميلاد، كان لدينا رغبة شديدة بالاستمرار بتنظيم المسيرة بهدف إدخال فرحة العيد على قلوب عائلاتنا واطفالنا، ورغم الظروف الصعبة بدأنا بالتحضيرات التقليدية للمسيرة آملين ان تنتهي الحرب ويعود السلام والنور الى الأرض المقدسة. وقد قمنا بالتشاور مع رؤساء الكنائس، بلدية الناصرة وسرايا الكشاف، اضطررنا على أثرها وللأسف، اتخاذ قرار صعب بتأجيل مسيرة الميلاد المجيد للسنة القادمة، أملين ان تنتهي هذه الحرب ويعود السلام والهدوء الى الأراضي المقدسة.
ندعوكم جميعاً الى نشر فرح الميلاد في عائلاتكم، وان يكون ميلاد طفل المغارة رمز محبة، عطاء وأمل يتجدد في كل قلب وكل بيت، وكل عام وأنتم بخير