في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
يُعد الذكاء الاصطناعي أحد أبرز المجالات التكنولوجية الحديثة التي أحدثت ثورة في طريقة تفاعلنا مع العالم من حولنا. يُعرّف الذكاء الاصطناعي
الدكتور لؤي عبد الله يتحدث عن أهم الجوانب المتعلقة بالذكاء الاصطناعي
بأنه قدرة الآلات والأنظمة الحاسوبية على محاكاة العقل البشري في التفكير، التعلم، واتخاذ القرارات.
ومع ذلك، يرافق هذا التقدم تحديات كبيرة، بما في ذلك الحاجة إلى استخدامه بحكمة لضمان تعظيم الفوائد وتقليل الأضرار المحتملة. ويبرز في هذا المجال، الدكتور لؤي عبد الله من كفر ياسيف وهو محاضر كبير في كلية "عيمك عيزرائيل" في قسم الأنظمة المعلوماتية، ومؤسس ومدير شركة "إكس بيديا" المتخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ويُعتبر خبيراً في مجاله، حيث يقدم استشارات لشركات عالمية ووزارات حكومية، مساهماً في تطوير استراتيجيات مبتكرة لتوظيف الذكاء الاصطناعي وتعزيز كفاءة المؤسسات.
يقول الدكتور لؤي عبد الله في حديث أدلى به لموقع بانيت وقناة هلا حول الذكاء الاصطناعي: "الذكاء الاصطناعي ليس مجالًا حديثًا كما قد يظن البعض، بل هو مجال ذو جذور عميقة وتاريخ طويل من التطور. بدأتُ التعرف على هذا المجال في عامي 2004 و2005، حيث كان قد شهد تطورًا ملحوظًا حتى في ذلك الوقت". ومضى قائلاً: "الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، خاصة في استخدامنا للتكنولوجيا. على سبيل المثال، عند استخدامنا لليوتيوب، يعتمد النظام على الذكاء الاصطناعي لدراسة شخصياتنا وتحليل أنماط استخدامنا. بناءً على ذلك، يتم اقتراح محتوى يناسب اهتماماتنا ورغباتنا، مما يساهم في تحسين تجربة المستخدم".
وأضاف: "من الناحية التقنية، الذكاء الاصطناعي هو عملية تكنولوجية متقدمة تعتمد على الرياضيات والخوارزميات التي تُدمج في أنظمة الحاسوب. هذه الأنظمة تُحاكي العقل البشري وتُحاول اتخاذ قرارات بناءً على البيانات المُتاحة.
وأشار الدكتور لؤي عبد الله الى "أن الذكاء الاصطناعي دخل في مجموعة واسعة من المجالات، منها الطب، والتعليم، والصناعة، والبحث العلمي، والترفيه، وحتى إدارة الحياة اليومية. هذا الانتشار يُبرز الإمكانيات الكبيرة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي لتحسين حياة البشر وتطوير المجتمعات، مع التحديات التي تستدعي تعاملًا حكيمًا مع هذه التقنية المتقدمة".
"ضعف قدرات الإنسان"
وتابع قائلاً: "أوافق تمامًا أن الاستخدام المفرط وغير المدروس للذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى ضعف في قدرات الإنسان. خذ على سبيل المثال الألعاب الإلكترونية، حيث يقضي الأطفال ساعات طويلة أمام الشاشات، مما يسبب ضررًا جسديًا ونفسيًا على المدى الطويل. وفي هذا السياق، يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا رئيسيًا في تفاقم هذه الظاهرة، سواء من خلال تصميم ألعاب تُبقي الأطفال مرتبطين بها لفترات طويلة، أو من خلال استغلال الأنماط السلوكية لجذب انتباههم بشكل مفرط".
"قلة خبرتنا"
وأوضح الدكتور لؤي عبد الله "أن المشكلة الحقيقية تكمن في قلة خبرتنا ومعرفتنا بكيفية استخدام هذه الأدوات بشكل صحيح ومفيد. الذكاء الاصطناعي بحد ذاته ليس عدوًا، بل هو أداة قوية يمكن توظيفها بطرق إيجابية إذا أحسنّا فهمها واستخدامها".
وأضاف: "بالنسبة لي، أستخدم الذكاء الاصطناعي ليس فقط لحل المهام أو الحصول على إجابات سريعة، بل كوسيلة للتعلم المشترك. أتعامل معه كأداة بحث تساعدني على استكشاف المسائل من زوايا متعددة. أبحث وأتعمق في النقاط المختلفة مع الذكاء الاصطناعي، مما يعزز فهمي الشخصي ويطور من قدراتي".
"داعم وليس بديلا"
واختتم قائلاً: "ما نحتاج إليه هو نشر الوعي حول الاستخدام الذكي والمتوازن لهذه التقنية، بحيث تكون داعمة لقدراتنا البشرية وليست بديلاً عنها. بهذه الطريقة، نستطيع تحقيق الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي مع تجنب سلبياته".