شهد المجتمع العربي خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة تصاعدًا خطيرًا في وتيرة العنف والجريمة، حيث قُتل 6 أشخاص في جرائم منفصلة، بالإضافة إلى إصابة 15 آخرين، بينهم طفلان في حادثة انفجار جسم مشبوه في بلدة جسر الزرقاء.
تخرج حديثا من مدرسة التمريض
الحوادث بدأت في مدينة رهط، حيث قُتل الشاب فخري أبو مديغم، البالغ من العمر 25 عامًا، إثر إطلاق نار وقع ظهر يوم الجمعة. وفي ساعات المساء، شهدت مدينة اللد حادثة مشابهة أودت بحياة الشاب لؤي شيخ يوسف، الذي كان في نفس العمر. بينما في منتصف الليل، وقعت جريمة قتل ثالثة في كفر قرع، حيث قُتل محمد يحيى، وهو شاب يبلغ من العمر 30 عامًا. صباح اليوم، استيقظت بلدة عرعرة النقب على خبر مقتل فرج شحادة أبو عرار، الذي لم يمضِ سوى شهرين على تخرجه من دراسة التمريض، إثر تعرضه لإطلاق نار، ولاحقًا وفي ساعات المساء قتل علي آشر خطيب في عبلين، لتقوم عصابات الإجرام بجريمة اضافية في سخنين مما ادى إلى مقتل رباح قراقرة من عرابة بعيارات نارية.
إلى جانب هذه الجرائم المروعة، أُصيب 15 شخصًا آخرًا في حوادث عنف متفرقة. من بين المصابين، طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات أُصيبت بجروح في الرأس، وطفل يبلغ خمس سنوات أُصيب في الساق، نتيجة انفجار جسم يُعتقد أنه قنبلة يدوية في جسر الزرقاء. وُصفت إصاباتهما بالطفيفة، وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج.
اعتقال 9 مشتبهين
ردًّا على هذه الأحداث المأساوية، عقد مفوض الشرطة داني ليفي اجتماعًا صباح اليوم لتقييم الوضع، وأصدر تعليماته بتعزيز القوات في الميدان، بالإضافة إلى تكثيف عمليات التفتيش والمداهمات. وأعلنت الشرطة عن اعتقال تسعة مشتبهين ومصادرة أسلحة ووسائل قتالية خلال الساعات الماضية. وأكدت استمرار الجهود الميدانية لجمع الأدلة والقبض على الجناة.
وفقًا لمعطيات صادرة عن منظمة "مبادرات إبراهيم"، بلغ عدد القتلى في المجتمع العربي منذ بداية العام 2024 ما مجموعه 211 شخصًا، بينهم 18 امرأة، في حين تم إطلاق النار على 189 من الضحايا. ما يزيد من مأساوية الأرقام أن 77 من القتلى كانوا دون سن الثلاثين.
في ظل هذه المعطيات المروعة، تستمر المطالب الشعبية والحقوقية بضرورة اتخاذ إجراءات حازمة وفعّالة لوقف نزيف الدم المستمر ومعالجة جذور العنف والجريمة التي تهدد أمن واستقرار المجتمع العربي بأسره.