حذر كل من أعضاء الكنيست عميت هاليفي وزئيف إلكين وأوهاد تال من لجنة الشؤون الخارجية والأمن البرلمانية، أعضاء الحكومة من التوغل البري إلى لبنان وفقًا لخطة جيش الدفاع الحالية، التي يزعمون أنهم تعرفوا على تفاصيلها. وقال النواب انهم يؤيدون التوغل البري في لبنان من حيث المبدأ، لكن الخطة التي عرضت عليهم ستؤدي إلى البلبلة وليس إلى الحسم.
وبغض النظر عن التصعيد الحالي على الجبهة الشمالية، نتيجة لمجزرة مجدل شمس، كان أعضاء الكنيست عميت هاليفي وزئيف إلكين وأوهاد تال من لجنة الخارجية والأمن قد بعثوا برسالة سرية إلى رئيس الوزراء والى وزراء الحكومة قبل شهر ونصف من ذلك كتبوا فيها: "بحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإن تنفيذ خطة العمليات التي أعدها جيش الدفاع قد تقود دولة إسرائيل إلى فشل مأساوي له عواقب غير مسبوقة. إن رؤساء الأجهزة الأمنية مخطئون بشدة في فهم استراتيجية العدو".
وجاء في الرسالة المطولة، والتي نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أهم ما جاء فيها من نقاط، يشرح أعضاء لجنة الشؤون الخارجية والأمن بالتفصيل لماذا، حسب رأيهم، الخطة الميدانية التي وضعها جيش الدفاع لإمكانية التوغل برا في لبنان مغلوطة. وهي الخة التي لم تتم مناقشتها بجدية في مجلس الوزراء الموسع، ولكنها معروفة لدى القيادات العسكرية بمن فيهم القيادات الميدانية، فهي بالطبع نوقشت بين جيش الدفاع وغالانت ورئيس الوزراء.
ويرى أعضاء الكنيست أن الخطة الخاصة بلبنان في الواقع لم تتعلم من الأخطاء التي ارتكبت في العملية البرية في قطاع غزة، وأنه ينبغي تحديد هدف الحرب على انه تقويض قدرات حزب الله السلطوية والعسكرية وليس مجرد إبعاده عن المنطقة. ويوضح النواب في رسالتهم، انه حتى لو كان الهدف هو إبعاد حزب الله من الحدود كما يحدده جيش الدفاع، فإنه من الضروري تنفيذ خطة أخرى.
وفي مراجعة أولية يؤكد أعضاء الكنيست أن خطة عمل المحور الإيراني هي إرهاق إسرائيل والحديث عن ذلك بالتفصيل، وبرأيهم فإن المحور ينجح في فعل ذلك بإسرائيل في أزقة ومحاور غزة وبالنسبة لهم فإن الخطة الحالية ستؤدي أيضاً إلى التورط في الوحل اللبناني.
وكتب النواب في رسالتهم: "إن النشاط المخطط له في القطاع الجنوبي من لبنان لن يزيل تهديد القدرات النارية لحزب الله، المنتشرة في معظمها شمال الليطاني ويمكن أن تصل إلى حيفا والى تل أبيب وحتى جنوباً. ولكن إذا انتهت هذه العملية باتفاق يحدد الوضع، بروح القرار 1701، فلن تزيل حتى خطر الغزو، حتى لو استغرق الأمر مزيداً من الوقت والاستعدادات الاستخباراتية لقوات "الرضوان" وغيرها لعبور الحدود".
وفي حديثهم قسم "شكل القتال" فقد ورد بالعموم بعد حذف بعض التفاصيل مراعاة للسرية: "الخطة الحالية مبنية بشكل عام من الخفيف نحو الثقيل. يجب أن يكون شكل القتال عكس ذلك - الإجراءات التي تسعى إلى اتخاذ قرار سريع والذي ينبغي في المرحلة الافتتاحية أن يدمر مصادر قوة ونيران حزب الله ويصل إلى موقع سيطرة في الأماكن الإستراتيجية في لبنان".
ويؤيد أعضاء الكنيست من حيث المبدأ التوغل البري في لبنان، ولكن كما ورد آنفا، فهم يعتقدون أنه في ظل هذه الظروف من الضروري اتخاذ إجراءات أخرى تشمل إعادة تأهيل جيش الدفاع من حيث الأفراد والتسليح. كما أن هناك حاجة إلى تحضير عملي لخطة أخرى تحدث تغييراً جذرياً في لبنان، وليس لعمل محدود لن يجدي نفعاً.