آخر الأخبار

اقتربت ساعة المواجهة الكبرى.. تحذيرات من معاودة الحرب بين إيران وإسرائيل

شارك

رجحت الخبيرة في الشأن الإيراني، الدكتورة فاطمة الصمادي، الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات، تجدد الاشتباكات أو اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين إيران وإسرائيل، مؤكدة أن سيناريو الحرب لا يزال واردا وبنسبة كبيرة، في ظل فشل الهجمات السابقة في تحقيق أهدافها الإستراتيجية، وعلى رأسها إنهاء البرنامج النووي الإيراني.

وخلال مشاركتها في برنامج "المسائية" على الجزيرة مباشر، أكدت الصمادي أن المواجهة بين إيران وإسرائيل "قادمة لا محالة" ما لم يحدث تغيير جذري في البنية السياسية والإستراتيجية لأي من الطرفين، مشيرة إلى أن تداعيات هذا الصراع باتت تمتد إلى دول إقليمية أخرى، بينها تركيا، التي بدأت تتعامل مع التهديد الإسرائيلي باعتباره مسألة أمن قومي، في مؤشر على اتساع دائرة التوتر في المنطقة.

اقرأ أيضا

list of 4 items
* list 1 of 4 كيف يقرأ الإيرانيون مناورات طهران الصاروخية؟
* list 2 of 4 استعداد أميركي لمحادثات مع طهران "وفق شروط"
* list 3 of 4 أبرز الملفات المطروحة في لقاء ترامب ونتنياهو المرتقب
* list 4 of 4 صحف عالمية: إيران تعافت وأي هجوم جديد عليها سيكون كارثيا على إسرائيل end of list

وأوضحت الصمادي أن الضربات التي استهدفت إيران لم تنه برنامجها النووي، مشيرة إلى أن طهران دخلت بعد حرب "الاثني عشر يوما" مرحلة ما وصفته بـ"الغموض النووي"، حيث لا توجد معلومات دقيقة حول حجم مخزون اليورانيوم الإيراني أو مستوى الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية. وأضافت أن تقارير غربية وأميركية، وحتى إسرائيلية، تشكك في الروايات التي تحدثت عن تحقيق أهداف حاسمة ضد البرنامج النووي الإيراني.

دمار واسع داخل إسرائيل

وأكدت الصمادي أن طريقة انتهاء المواجهة السابقة تحمل دلالات مهمة، لافتة إلى أن تقارير إسرائيلية تشير إلى دمار واسع داخل إسرائيل، وأن تل أبيب هي من طلبت وقف الحرب بعد استخدام إيران صواريخ ذات قدرة تدميرية عالية في الأيام الأخيرة من المواجهة، ما يعكس عجز إسرائيل عن تحمل كلفة الاستمرار في الحرب.

وفي ردها على تساؤلات حول احتمال تضخيم إسرائيل لقدرات إيران النووية والصاروخية، قالت الصمادي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتمد في بقائه السياسي على منطق الصراع والحرب، وقد يسعى إلى جبهة جديدة بعد تعثر حرب غزة، غير أن الواقع العسكري يشير -بحسب قولها- إلى أن البرنامج الصاروخي الإيراني لم يتضرر بالشكل الذي تضرر به البرنامج النووي، بل إن إيران أعادت بسرعة ترميم خطوط الإنتاج، ووسعت مخزونها الصاروخي مقارنة بما كان عليه قبل الحرب.

أعمال الترميم واسعة

وأضافت الصمادي أنها زارت إيران مؤخرا، واطلعت ميدانيا على بعض المواقع التي تعرضت لهجمات، مؤكدة أن أعمال الترميم كانت واسعة وسريعة، إلى درجة يصعب معها رصد آثار الدمار، مشيرة إلى أن طهران باتت أكثر استعدادا لتحمل ضربة جديدة، لكنها سترد هذه المرة بشكل "أكثر إيلاما".

إعلان

وحول التحول في الإستراتيجية الإيرانية، أوضحت الصمادي أن المواجهة الأخيرة أنهت مرحلة "حرب الظل" بين إيران وإسرائيل، ونقلت الصراع إلى مستوى المواجهة المباشرة، رغم ما كشفته الحرب من خروقات أمنية كبيرة داخل إيران، بعضها تقني، لكن كثيرا منها مرتبط بالعامل البشري، وهو ما دفع طهران إلى تنفيذ محاكمات وإعدامات بحق متهمين بالتجسس لصالح إسرائيل.

ورأت الصمادي أن المواجهة الأخيرة كانت مفيدة لإيران من زاوية اختبار قدراتها ونقاط ضعفها، خاصة على صعيد الصواريخ والمسيرات، التي جرى استخدامها لأول مرة في معركة واقعية ضد دولة متقدمة عسكريا، وهو ما أعاد البرنامج الصاروخي الإيراني إلى صدارة الاهتمام والضغط الغربي، مع محاولات إدخاله ضمن أي مسار تفاوضي مستقبلي.

اتساع رقعة الصراع

وبشأن اتساع رقعة الصراع، حذرت الصمادي من أن أي مواجهة جديدة لن تبقى محصورة بين إيران وإسرائيل، مؤكدة أن حلفاء طهران في المنطقة، رغم ما تعرضوا له من ضربات، لم يخرجوا من المعادلة، وأن قدراتهم على التأثير ما زالت قائمة، وإن اختلفت أشكال ومستويات المشاركة.

وفي السياق الداخلي الإيراني، أشارت الصمادي إلى وجود نقاش وجدال واسع داخل إيران حول إدارة الصراع، بين تيارات ترى ضرورة ربط المواجهة بالمصلحة الإيرانية وحجم الضرر، وأخرى تعتبر المعركة مع إسرائيل "وجودية" ولا تقبل التراجع عنها، محذرة من أن التخلي عن هذه المقاربة يمس أحد الأسس الأيديولوجية للجمهورية الإسلامية.

وأكدت الصمادي أن الحرب الأخيرة أحدثت تحولا في المزاج الشعبي الإيراني، حيث تراجعت الأصوات الرافضة للانخراط في الصراع مع إسرائيل، لصالح تصاعد المشاعر القومية التي رأت في المواجهة دفاعا عن إيران نفسها، وليس فقط عن حلفائها أو عن القضية الفلسطينية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا