في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في تحليل نشره موقع "آي بيبر" البريطاني، قال الكاتب جيمس بول إن ردود فعل دونالد ترامب على نشر ملفات الملياردير الأميركي الراحل جيفري إبستين تُعَد مؤشرا واضحا على حالة ارتباك وخوف غير مألوفة لدى رئيس اعتاد السيطرة على السردية الإعلامية.
وأضاف أن رموزا مقربين من ترامب -مثل مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الحالي كاش باتيل والمدعية العامة بام بوندي – تعهدوا خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية بالإفراج الكامل عن هذه الملفات لإثبات تورط خصومهم الديمقراطيين.
وبعد ذلك التعهد، تغيرت النبرة تماما بمجرد وصول ترامب للسلطة، حيث بدأت وزارة العدل في المماطلة وتجاوز المواعيد القانونية، بل حاولت بوندي امتصاص غضب الجمهور بتقديم مستندات كانت متاحة بالفعل في النطاق العام، حسب جيمس بول الذي يعمل محررا سياسيا بصحيفة "ذا نيو وورلد" البريطانية وموقعها الإلكتروني.
وكانت وزارة العدل الأميركية قد أفرجت مؤخرا عن آلاف الوثائق الجديدة المتعلقة بالممول الراحل والمدان بجرائم جنسية جيفري إبستين، في خطوة أعادت فتح واحد من أكثر الملفات حساسية في السياسة الأميركية والعالمية، نظرا لتضمّنها صورا وأسماء لشخصيات نافذة، وسط تأكيد رسمي أن الظهور في الوثائق لا يعني تورطا جنائيا.
وزعم الكاتب أن محاولات الإدارة الأميركية الحالية انتقاء وثائق معينة لتشويه سمعة الخصوم باتت واضحة تماما، خاصة مع تسريب صور للرئيس الأسبق بيل كلينتون في أوضاع محرجة، مقابل خلو تلك الدفعات من التسريبات من أي إشارة إلى ترامب.
وهذه الإستراتيجية لم تحقق -برأي المقال- هدفها، بل زادت التدقيق الإعلامي والبرلماني، خاصة بعد إقرار الكونغرس قانونا يُلزم بالكشف عن الملفات جميعها.
ووفقا للمقال، يفسر المحللون هذا التناقض في موقف ترامب بأنه ليس دفاعا عن كلينتون بقدر ما هو تهديد مبطن أو "شفقة ذاتية"، خوفا من أن تطاله التسريبات القادمة، خاصة أن له تاريخا طويلا من الصداقة مع إبستين أوثق من غالبية من ورد ذكرهم في الوثائق المسرّبة.
في المقابل، أظهر بيل كلينتون عدم اكتراث غير متوقع، حيث صرح عبر متحدث باسمه بأنه لا يمانع من النشر الكامل للوثائق، مما أفشل محاولات ترامب للضغط على الديمقراطيين للتراجع.
ويخلص المقال إلى أن ترامب، الذي اعتاد طوال مسيرته الإفلات من العواقب، يبدو الآن "مرتعبا"، لأن قواعد اللعبة قد تغيّرت، ولم تعد أساليب التشتيت المعتادة تجدي نفعا.
المصدر:
الجزيرة