تشهد كل من إندونيسيا وسريلانكا أوضاعاً كارثية بعد سلسلة من الفيضانات والانهيارات الأرضية التي خلفتها أعاصير قوية ضربت المنطقة خلال الأيام الماضية، حيث تخطّت حصيلة الوفيات الإجمالية في البلدين أكثر من 1,470 قتيلاً وسط تحركات واسعة للإنقاذ وتحذيرات من تفاقم المخاطر.
وعلى مستوى إقليمي، تسببت العواصف ذاتها بمقتل نحو 200 شخص في جنوب تايلاند وماليزيا.
وفي إندونيسيا، واصل الجيش، يوم الجمعة، تكثيف جهوده في ثلاثة أقاليم بجزيرة سومطرة بعد الدمار الهائل الناتج من الفيضانات والانهيارات الأرضية.
وأفاد الميجور جنرال فريدي أرديانزاه بأن الجيش أقام ما لا يقل عن عشرة جسور مؤقتة لتأمين وصول المواد الغذائية والإمدادات للأهالي المحاصرين، في ظل استمرار إغلاق العديد من الطرق.
وأوضح أرديانزاه أن القوات تنشر كذلك أنظمة تناضح عكسي متنقلة لتحويل المياه الملوثة إلى صالحة للشرب، إضافة إلى إسقاط مواد غذائية وأدوية جواً للمناطق المعزولة.
ووفق بيانات حكومية محدثة، ارتفعت حصيلة الوفيات إلى 867 قتيلاً إضافة إلى 521 مفقوداً، بينما دعت قيادات محلية في سومطرة الحكومة إلى إعلان حالة طوارئ وطنية لتوفير أموال إضافية لهذه الجهود.
وفي سريلانكا، أعلنت السلطات أن حصيلة الفيضانات وانزلاقات التربة ارتفعت إلى 607 قتلى، فيما ما زال 214 شخصاً في عداد المفقودين. وأفاد مركز إدارة الكوارث بأن أكثر من مليوني شخص تضرروا جراء الإعصار "ديتواه" الذي غادر البلاد بعد أن سبب دماراً هائلاً.
وأصدرت الهيئة الوطنية لسلامة المباني تحذيرات جديدة بسبب استمرار الأمطار الغزيرة، موضحةً أن بعض المناطق سجلت أكثر من 150 ملم من الأمطار خلال 24 ساعة، ما يرفع خطر الانهيارات الأرضية.
ورغم انحسار مياه الفيضانات في عدد من ضواحي العاصمة كولومبو وعودة بعض السكان إلى منازلهم، لا يزال نحو 170 ألف شخص في مراكز الإيواء، بعد أن كان عددهم 225 ألفاً في ذروة الأزمة.
كما أعلنت السلطات أن التيار الكهربائي أُعيد إلى ثلاثة أرباع البلاد، بينما تبقى مناطق في وسط الجزيرة دون كهرباء بسبب الانهيارات. وقدّرت الحكومة تكلفة إعادة الإعمار بما بين 6 و7 مليارات دولار، في وقت لا يزال الاقتصاد يعاني من آثار أزمة 2022 التاريخية.
وتبرز الكارثتان في إندونيسيا وسريلانكا التزايد الملحوظ في شدة الظواهر المناخية في جنوب آسيا، وسط تحديات كبيرة تواجهها الحكومات في الاستجابة السريعة وتوفير البنى التحتية القادرة على مقاومة الفيضانات والانهيارات.
المصدر:
العربيّة