في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
كشفت صحف أميركية عن تفاصيل خطة سرية تعمل عليها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهدف إنهاء الحرب في أوكرانيا، تتضمن تنازلات حدودية لصالح روسيا، مقابل ضمانات أمنية لأوكرانيا وأوروبا.
يأتي ذلك وسط جدل واسع حول خطورة بنود تلك الخطة على سيادة كييف ومستقبل توازن القوى في أوروبا.
وحسب مجلة نيوزويك الأميركية، تحاول الخطة المتكونة من 28 بندا معالجة أهم عقبتين أمام أي خطة سلام في أوكرانيا: من يسيطر -بعد الحرب- على الأراضي المتنازع عليها، وكيف يمكن ضمان عدم استئناف روسيا القتال لاحقا.
وأكدت المجلة أن قطر وتركيا لهما دور بارز في الوساطة إلى جانب الولايات المتحدة، بعد نجاحهما في المساهمة بوقف إطلاق النار في غزة.
الخطة المتكونة من 28 بندا تعالج أهم عقبتين أمام أي خطة سلام في أوكرانيا: من يسيطر -بعد الحرب- على الأراضي المتنازع عليها، وكيف يمكن ضمان عدم استئناف روسيا القتال لاحقا.
ووفق تقرير حصري نشره موقع أكسيوس الأميركي، فإن الخطة تشمل التالي:
وبدورها، أكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن الخطة تطالب أوكرانيا بالقبول بوقف مساعي الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) -على الأقل للسنوات القليلة القادمة- ومنع نشر قوات حفظ سلام دولية داخل البلاد.
وفي المقابل، ستتعهد موسكو بعدم مهاجمة أوكرانيا أو أي دولة أوروبية مستقبلا، على أن يجري تثبيت هذا التعهد في تشريعات رسمية، وفق المسؤولين المطلعين على تفاصيل المقترح الذي يشبه مقترحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السابقة، حسب الصحيفة.
لفتت الصحيفة إلى أن كييف والدول الأوروبية حذّرت من أن الاستجابة لمطالب موسكو الأساسية ستضرّ بسيادة أوكرانيا بشكل كبير
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الإدارة قوله إن ترامب لا يعتبر من مهامه استعادة الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها روسيا، بل يسعى لوقف القتال في الشرق حيث حققت القوات الروسية تقدما بطيئا ومكلفا بعد 4 أعوام من الغزو.
وترى واشنطن أن أوكرانيا قد تخسر هذه الأراضي إذا استمرت الحرب، مما يجعل التسوية المبكرة "مصلحة أوكرانية"، وفق مسؤول أميركي. بينما تعتبر كييف وحلفاؤها هذه الحجة تنازلا ضخما يخدم موسكو سياسيا وعسكريا، وفق وول ستريت جورنال.
ولا تزال طبيعة الضمانات الأميركية غير واضحة، إذ لم تكشف واشنطن ما إذا كانت ستشارك مباشرة في أي حماية عسكرية أو اقتصارها على ردع محتمل إذا تكررت الاعتداءات الروسية، بحسب التقرير.
ولفتت الصحيفة إلى أن كييف والدول الأوروبية حذّرت من أن الاستجابة لمطالب موسكو الأساسية ستضرّ بسيادة أوكرانيا بشكل كبير، مشيرة إلى أن الخطة الأميركية تتعارض مع الموقف الذي طالما دافعت عنه أوكرانيا وحلفاؤها، والمتمثل في رفض تقديم تنازلات إقليمية قسرية.
ووفق تقرير مجلة فورين بوليسي الأميركية، صاغ الخطة وزير الخارجية ماركو روبيو ، ومبعوث ترامب الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ، وصهر ترامب جاريد كوشنر ، بالتشاور مع كيريل ديمترييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الاستثمار والتعاون الاقتصادي.
وجرت المحادثات في ميامي نهاية أكتوبر/تشرين الأول، حيث قال ديمترييف إن روسيا تشعر بأن "العالم يصغي لموقفها أخيرا"، مما يشير لرضا روسي نسبي عن المسار، وفق المجلة.
"آمل ألا يكون ما ورد في هذا التقرير دقيقا، لأن ما تم عرضه هنا يمثل صفقة سيئة للغاية للمصالح الوطنية لأوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة. بصراحة، أشعر بالصدمة"
بواسطة مايكل ماكفاول، أستاذ جامعة ستانفورد والسفير الأميركي السابق لدى روسيا
وأكد التقرير أن مشاركة ديمترييف توحي بأن العملية قد تتضمن جانبا اقتصاديا، ربما يهدف لتخفيف العقوبات الغربية التي تؤثر على الاقتصاد الروسي، خاصة بعد تباطؤ النمو المرتبط بنفقات الحرب، رغم الطفرة السابقة بسبب الإنفاق العسكري.
ولكن المجلة قالت إن الحماس الروسي الظاهر لا يعني تغييرا في موقف موسكو، إذ صرّح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأن موقف موسكو لم يتغير"منذ محادثات ألاسكا "، محذرا من الإفراط في التفاؤل بشأن التوصل لاتفاق قريب.
ودافع روبيو عن الخطة أمام انتقادات أوروبا قائلا إنها "تبادل أفكار جادة وواقعية"، مؤكدا أن تحقيق سلام دائم يتطلب "تنازلات ضرورية وصعبة"، ومشيرا إلى استمرار واشنطن في تطوير خيارات متعددة لإنهاء الحرب، وفق ما نقلته الصحيفة.
أكدت أكسيوس أن كييف شاركت بشكل مباشر في المناقشات عبر مستشار الأمن القومي رستم عمروف، الذي فوّضه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتفاوض مع ويتكوف، وتم إدراج العديد من ملاحظات المستشار في نص الخطة.
ورغم هذا الانخراط، أكد مسؤولون أوكرانيون أن عمروف تلقى عرضا شفهيا فقط ولم يحصل على أي وثيقة مكتوبة، وأن كييف لم توافق على بنود الخطة وتتحفظ على أجزاء واسعة منها، حسب الموقع.
كما أشارت مصادر أكسيوس إلى أن واشنطن اعتقدت أنها حققت تفاهمات مع عمروف، لكن زيلينسكي تراجع لاحقا عن هذه النقاط، مما أدى إلى تأجيل اجتماع ثلاثي كان مقررا في أنقرة الأربعاء بينه وبين ويتكوف ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان ، وفقا لمسؤول أميركي.
وأكد مسؤول أن زيلينسكي اتجه إلى أنقرة بغرض عرض خطة بديلة صاغتها أوكرانيا بمشاركة شركائها الأوروبيين، بينما أكد آخر أن الرئيس الأوكراني أجل اللقاء بسبب فضيحة الفساد التي يواجها داخليا، حسب الموقع.
ونقلت مجلة نيوزويك قول مايكل ماكفاول، أستاذ جامعة ستانفورد والسفير الأميركي السابق لدى روسيا، في منشور على منصة إكس (تويتر سابقا) يوم الأربعاء، تعليقا على مقال لصحيفة فايننشال تايمز: "آمل ألا يكون ما ورد في هذا التقرير دقيقا، لأن ما تم عرضه هنا يمثل صفقة سيئة للغاية للمصالح الوطنية لأوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة. بصراحة، أشعر بالصدمة".
وحسب أكسيوس، يرى مؤيدو الخطة أن تقدم روسيا البطيء على حدود أوكرانيا الشرقية، إضافة إلى فضيحة الفساد الأوكرانية، سيضغطان على كييف لتقديم تنازلات.
وأوضح الموقع أن الولايات المتحدة تنتظر الآن موقف زيلينسكي النهائي، مع تأكيد واشنطن أنها ستكون مستعدة لاستكمال النقاش إذا اختارت كييف مناقشة الخطة في واشنطن بدل تركيا، تاركة "الكرة في ملعب أوكرانيا".
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة