آخر الأخبار

ما رسائل منشور القسام الأخير؟ وما مطالبها للمرحلة المقبلة؟

شارك





غزة- حمّلت كتائب القسام -الجناح العسكري ل حركة حماس – الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الالتحام مع مجاهديها في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وقالت الكتائب في منشور على منصتها في تطبيق "تليغرام" إن مقاتليها "يدافعون عن أنفسهم داخل منطقة خاضعة لسيطرته، وذلك بعد رفض قوات الاحتلال السماح للمقاتلين بالانسحاب الآمن من داخل الأنفاق التي تقع ضمن المناطق داخل الخط الأصفر".

وأضافت "ليعلم العدو أنه لا يوجد في قاموس كتائب القسام مبدأ الاستسلام وتسليم النفس للعدو"، وأضافت "نضع الوسطاء أمام مسؤولياتهم، وعليهم إيجاد حل لضمان استمرار اتفاق وقف إطلاق النار ، وعدم تذرع العدو بحجج واهية لخرقه، واستغلال ذلك لاستهداف الأبرياء والمدنيين في غزة".

وشددت الكتائب على أن عملية استخراج الجثث خلال المرحلة الماضية جرت في ظروف معقدة وبالغة الصعوبة، ورغم ذلك التزمت بما هو مطلوب منها في الاتفاق، مؤكدة أن استخراج ما تبقى من جثث بحاجة إلى طواقم ومعدات فنية إضافية.

ويرى محللون سياسيون وأمنيون، أن تغريدة كتائب القسام تحمل رسائل لكل من الوسطاء والاحتلال الإسرائيلي، وتحدد مطالب المرحلة المقبلة لاستكمال تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

ذرائع إسرائيلية

بدأ الاحتلال الإسرائيلي إثارة قضية وجود مقاتلين من كتائب القسام داخل مدينة رفح في 19 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، أي بعد أقل من 10 أيام على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، عندما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل اثنين من جنوده بكمين داخل مدينة رفح التي تخضع لسيطرته الأمنية.

إعلان

ورغم أن كتائب القسام أعلنت حينها أنه لا علم لها بأية أحداث أو اشتباكات في المناطق التي تقع تحت سيطرة الاحتلال، وفقدانها الاتصال بما تبقى من مجموعات لها هناك منذ استئناف الحرب في مارس/آذار الماضي، إلا أن جيش الاحتلال شن على إثر ذلك هجمات جوية مكثفة على قطاع غزة، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار.

وعادت قوات الاحتلال في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لشن غارات مرة أخرى، بذريعة الرد على مقتل جندي برصاص قناص في مدينة رفح.

وفي هذا السياق، قال مصدر فلسطيني مطلع للجزيرة نت إن فصائل المقاومة الفلسطينية تواصلت مع الوسطاء للوصول لتوافق يفضي لانسحاب المقاتلين من أماكنهم، دون احتكاك مع الجيش الإسرائيلي، وذلك بهدف سحب الذرائع من جيش الاحتلال ومنع اختراقه لاتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما بدا واضحا من تغريدة كتائب القسام الأخيرة في هذا السياق.

ولا يستبعد المصدر أن تكون تسوية ملف المقاتلين على أجندة الزيارة المرتقبة لكل من المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف و جاريد كوشنر للجانب الإسرائيلي.



تعقيدات ميدانية

يعتبر مدير "المركز الفلسطيني للدراسات السياسية" رامي خريس، أن منشور القسام يؤكد على التزام المقاومة بالتهدئة، لكنه في الوقت نفسه يكشف عن تحديات ميدانية وسياسية لا تزال قائمة في الميدان.

وأوضح خريس، في حديث للجزيرة نت، أن كتائب القسام ترى أن ردود المقاتلين في المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال تأتي في إطار "العمليات الدفاعية البحتة"، وأشار إلى أن منشورها جاء في وقت تشهد فيه الساحة تحركات ووساطات مكثفة لإيجاد حل لهذا الملف، وسط تعقيدات كبيرة وتضارب واضح في مواقف قيادات الاحتلال.

وكانت القناة 12 الإسرائيلية قالت إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقترحت حلا لأزمة المسلحين داخل الأنفاق في رفح بتسليم أسلحتهم لطرف ثالث، إما مصر أو قطر أو تركيا، مقابل أن تمنحهم إسرائيل عفوا، بشرط ألا يعودوا إلى ممارسة النشاطات القتالية.

ونقلت القناة ذاتها عن رئيس أركان الجيش إيال زامير ‏ معارضته السماح بترحيل المقاتلين المحاصرين في الأنفاق، مؤكدا أن "الأزمة يجب أن تنتهي إما بقتلهم أو باستسلامهم".

فيما أصدر وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس أوامره بتدمير ومحو جميع أنفاق حركة حماس في قطاع غزة "حتى آخر نفق" حسب قوله.

وبحسب القناة فإن حماس هددت إسرائيل بأنه إذا لم تسمح بخروج عناصرها الموجودين في أنفاق رفح، فلن تتمكن إسرائيل من تسلم جميع جثث الأسرى.

مصدر الصورة المبعوثان الأميركيان ستيف ويتكوف (يمين) وجاريد كوشنر يزوران إسرائيل غدا الاثنين (الفرنسية)

تدخل الوسطاء

كما أكد مدير المركز الفلسطيني أنه بجانب البعد الميداني لإعلان القسام الأخير، فيما يتعلق بملف المقاتلين في رفح، فإن هناك بعدا سياسيا يحمل رسالة واضحة إلى الوسطاء الدوليين والإقليميين، بضرورة التحرك لضمان استمرار وقف إطلاق النار، ومنع الاحتلال من استغلال أي حادث ميداني لنسف الاتفاق القائم.

إعلان

وأضاف خريس أن هناك أيضا أبعادا إعلامية وتعبوية في البيان، إذ استخدمت القسام تعبير "الاستسلام أو تسليم النفس للعدو" وهي عبارة تحمل رسالة قوية للداخل الفلسطيني والخارج العربي والدولي، تؤكد تمسك المقاومة بمبادئها، ورفضها الرضوخ للتهديدات الإسرائيلية.

وأشار خريس كذلك إلى أن البيان تضمّن بعدا فنيا، تمثل في الإشارة إلى صعوبة عمليات استخراج الجثث، وهو ما يحتاج إلى تدخل عاجل من الوسطاء، لتسهيل دخول المعدات والطواقم الفنية اللازمة لعمليات البحث.

وتوقع خريس أن تشهد الأيام المقبلة نشاطا دبلوماسيا من مصر وقطر والولايات المتحدة، استجابة لطلبات القسام المتعلقة بدخول الطواقم والمعدات الفنية، إلى جانب احتمال تحركات إسرائيلية ميدانية أو سياسية تجاه هذا الملف، بهدف احتوائه.

وأشار إلى أن هذا المشهد قد يؤدي إلى مرونة إسرائيلية نسبية في محاولة لتفادي التصعيد، أو ردود فعل ميدانية متشددة، وهو ما يجعل النتائج مفتوحة على جميع الاحتمالات.

تشابك الملفات

وفي البعد العسكري، جاءت تصريحات كتائب القسام التي شددت على أنه "لا يوجد في قاموسها مبدأ الاستسلام"، لتقدم رسائل ميدانية واضحة في لحظة حساسة من مسار التهدئة، كما يقول الباحث في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة.

وأوضح أبو زبيدة في حديث للجزيرة نت، أن القسام حمّلت الاحتلال الإسرائيلي وحده تبعات أي احتكاك يجري داخل مناطق تقع تحت سيطرته، ولفت إلى أن الإشارة إلى وجود اشتباكات داخل هذه المناطق تضع علامة استفهام كبيرة على صورة السيطرة التي يروج لها الاحتلال، وتُظهر أن البيئة الميدانية داخل مناطق الخط الأصفر لا تزال معقدة وغير مستقرة.

وشدد الباحث أن هذه الرسائل تأتي في سياق تتداخل فيه الملفات الإنسانية والميدانية والسياسية، ما يجعل المرحلة الراهنة مرحلة اختبارات حساسة لكل الأطراف، خصوصا مع استمرار جهود الوسطاء لتثبيت الهدوء واستكمال الالتزامات المتصلة بخطة ترامب.

وبحسب أبو زبيدة فإن القسام وضعت الوسطاء أمام مسؤولياتهم، محذّرة من استغلال الاحتلال لأي ذريعة لخرق وقف إطلاق النار، مما ينقل عبء منع التصعيد إلى الوسطاء الذين يجب أن يضمنوا الالتزام، والاحتلال الذي يُتهم مسبقا بالسعي لافتعال الذرائع.

وأشار إلى أن الحاجة لطواقم ومعدات فنية إضافية لاستكمال استخراج الجثث يعكس تعقيد المرحلة الحالية، وتشابك المسار الميداني مع السياسي والإنساني.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا