اجتمع حلفاء كييف في لندن، اليوم الجمعة، بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، لبحث تزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى، في وقت غيّرت الحرب الروسية الأوكرانية ، طبيعة القتال على الجبهات والأسلحة المستخدمة فيها.
فمن الطائرات المسيّرة إلى الصواريخ، مرورا بتراجع دور الدبابات، واستخدام طرفي الحرب عدة أنواع من الأسلحة منذ أكثر من 3 سنوات ونصف السنة في حرب تتطور فيها التكنولوجيا العسكرية باستمرار.
يستخدم الجانبان يوميا مئات الطائرات المسيّرة، وقد أصبحت السلاح الأهم في الحرب والمهيمنة على ساحات القتال، بحيث يضطر الجنود للاختباء تحت الأرض لتجنبها.
تتولى المسيّرات مهام الاستطلاع ورصد تحركات العدو وتوجيه نيران المدفعية، في حين تُستخدم الطائرات الصغيرة من نوع "إف بي في" (التحكم المباشر بالرؤية) التي يمكن تزويدها بقذائف صغيرة.
وتواصل تكنولوجيتها التطور عبر الذكاء الاصطناعي أو الألياف البصرية للحماية من التشويش.
وتستخدم موسكو مسيّرات "غيران" المتفرّعة من طائرات " شاهد الإيرانية " و"لانست"، بينما تعتمد كييف على "بيرقدار" التركية وأنواع عدة من المسيّرات المحلية والغربية الصنع، إضافة إلى مسيّرات هجومية أكبر تُستخدم لضرب البنى التحتية البعيدة بكلفة منخفضة.
تلجأ روسيا إلى ترسانتها الضخمة من الصواريخ لضرب أهداف إستراتيجية بعد إغراق الدفاعات الأوكرانية بالمسيّرات.
وتشمل ترسانتها صواريخ كروز (كي أتش-101 وكاليبر) وصواريخ باليستية (إسكندر) و صواريخ فرط صوتية (كينجال).
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، استخدمت موسكو للمرة الأولى صاروخا تجريبيا من نوع "أوريتشنيك" قادرا على حمل رؤوس نووية متعددة.
أما كييف فتعتمد على صواريخ غربية محدودة العدد، منها "ستورم شادو" البريطانية و"سكالب" الفرنسية، إلى جانب أنظمة "أتاكمز" و"هيمارس" الأميركية، وقد طلبت من واشنطن صواريخ " توماهوك "، من دون نتيجة حتى الآن.
وتطمح أوكرانيا إلى إنتاج صاروخها الخاص على نطاق واسع، أطلقت عليه اسم "فلامينغو".
وفي ميدان الدفاع الجوي، تعتمد أوكرانيا على منظومات " باتريوت " الأميركية و"إيريس-تي" و"ناسامز" و"سامب/تي" الأوروبية، بينما تستخدم روسيا منظومات " إس-400 " و"بوك" و"بانتسير".
وفي عام 2024، حصلت كييف على مقاتلات " إف-16 " من حلفائها الغربيين للمساعدة في صد الهجمات الروسية، وأقرت بخسارة 4 منها في العمليات القتالية.
بعدما كانت عنصرا أساسيا في بدابة الحرب البرية، أصبحت الدبابات أقل حضورا على الجبهة بسبب كلفتها العالية وهشاشتها أمام المسيّرات الرخيصة.
فقد خسرت روسيا عددا كبيرا من دباباتها الحديثة نسبيا (تي-90 وتي-80، وتي-72)، وفقا لإحصاءات تستند إلى معلومات متاحة من مصادر مفتوحة.
في المقابل، فشلت الدبابات الغربية التي حصلت عليها أوكرانيا (ليوبارد وتشالنجر وأبرامز) في اختراق الدفاعات الروسية المحكمة خلال هجومها المضاد في 2023.
ولجأت بعض الوحدات إلى الدراجات النارية أو عدّلت دباباتها لحمايتها بشكل يجعلها تبدو كآليات خارجة من فيلم "ماكس المجنون"، على شكل مركبات بدائية ومصفحة بشكل عشوائي في عالم ما بعد كارثة نووية.
أعادت الحرب في أوكرانيا البعد الصناعي للنزاعات، مع حرب استنزاف تستخدم فيها الذخائر بكثافة وتُنتج الأسلحة على نطاق واسع.
في عام 2024، قدّرت جهة أوروبية عدد القذائف التي تطلقها روسيا يوميا بنحو 10 آلاف، أي ما يعادل عُشر الإنتاج السنوي لفرنسا. ومنذ عام 2023، تستخدم موسكو بكثافة القنابل الانزلاقية الموجهة أيضا.
وفي مواجهة هذا الواقع، وفي ظل ما يبدو أنه رغبة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تقليص الانخراط الأميركي في الحرب الروسية الأوكرانية، بدأت الدول الأوروبية، على رأسها فرنسا وألمانيا وبولندا، جهودا متسارعة لإعادة التسلح.
المصدر:
الجزيرة