في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في خضم تحولات جيوسياسية متسارعة في آسيا-المحيط الهادئ، أعاد تقرير نشرته صحيفة سفابودنايا براسا الروسية إحياء النقاش حول احتمال عودة روسيا إلى قاعدة "كام ران" البحرية في فيتنام، في خطوة اعتبرها محللون مؤشرا على رغبة موسكو في تعزيز حضورها شرقا، في مواجهة تمدد النفوذ الغربي المتزايد بالمنطقة.
وقالت الصحيفة في تقرير بقلم أندريه زاخارتشينكو إن زيارة رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين مؤخرا إلى فيتنام تزامنت مع الدورة الـ4 للجنة البرلمانية المشتركة بين البلدين.
وأضافت أنه برغم الطابع البروتوكولي للزيارة، فإنها حملت رسائل أبعد، إذ شدد فولودين على أن الهدف هو تسريع تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين موسكو وهانوي بما يفتح المجال لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتعليمية والثقافية.
هذا التحرك -تتابع الصحيفة- انسجم مع خطوات روسية لافتة، بينها توجيهات الرئيس فلاديمير بوتين بإطلاق برامج لتدريب موظفين حكوميين روس في فيتنام بدءا من عام 2025، إضافة إلى لقاء جمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الفيتنامي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة .
اقتصاديا، كشف وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف أن البلدين يقتربان من توقيع اتفاق لبناء أول محطة للطاقة النووية في فيتنام، وهو ما دفع مراقبين للقول إن ملف الطاقة قد يكون المحرك الرئيسي وراء النشاط الدبلوماسي الكثيف لموسكو تجاه هانوي، توضح صحيفة سفابودنايا براسا.
وأكد زاخارتشينكو أن التحركات الروسية لا تأتي بمعزل عن الحضور الغربي المتنامي. فقد أشارت قناة "آسياتار" المتخصصة في شؤون آسيا والمحيط الهادئ إلى أن بريطانيا تستعد لتوقيع عقد مع فيتنام لتوفير خدمات صيانة طويلة الأمد لسفنها الحربية بين عامي 2025 و2029.
وتعد هذه الخطوة تحولا في السياسة الفيتنامية التي كانت ترفض سابقا صيانة السفن العسكرية الأجنبية في موانئها. ورغم نفي أي نية لإقامة قاعدة بريطانية دائمة، فإن التعاون الجديد يمنح البحرية البريطانية حرية حركة أوسع في مياه بحر الصين الجنوبي المتنازع عليها، تبرز الصحيفة الروسية.
زاخارتشينكو قال إن التحركات الروسية لا تأتي بمعزل عن الحضور الغربي المتنامي، فقد أشارت قناة "آسياتار" المتخصصة في شؤون آسيا والمحيط الهادئ إلى أن بريطانيا تستعد لتوقيع عقد مع فيتنام لتوفير خدمات صيانة طويلة الأمد لسفنها الحربية بين عامي 2025 و2029.
في هذا السياق، برزت تكهنات حول نية موسكو العودة إلى قاعدة "كام ران"، إحدى أفضل الموانئ العميقة عالميا، والتي استخدمها الاتحاد السوفياتي سابقا قبل أن يغادرها مطلع الألفية.
ويصف الخبير الروسي أندريه كوشكين -في حديث مع الصحيفة- القاعدة بأنها "ذات آفاق جيوسياسية هائلة"، مشبها إياها بقاعدة "لورديس" في كوبا التي مكّنت موسكو من مراقبة مساحات واسعة من الأراضي الأميركية خلال الحرب الباردة .
وأكد كوشكين أن العلاقات التاريخية المتينة مع فيتنام تمنح روسيا قاعدة صلبة لإعادة تفعيل التعاون العسكري، مضيفا أن التوجه شرقا لا يعني قطع الصلات مع الغرب، "لكن المستقبل الحقيقي لروسيا يكمن في آسيا حيث تنهض النمور الآسيوية وتشكل مراكز قوى جديدة".
ورأى كوشكين أن التحديات الأمنية المتنامية، ولا سيما محاولات حلف الشمال الأطلسي ( ناتو ) التغلغل في المحيطين الهندي والهادئ، تدفع موسكو إلى تعزيز وجودها في المنطقة.
وفيما يتعلق بما قد تمنحه "كام ران" لموسكو، يوضح أن الأمر يعتمد على حجم القوات ونوعية المعدات التي ستتمركز هناك، لكنه يرى أن وجودها سيمنح روسيا ثقلا إضافيا في التوازنات الإقليمية.
وشبّه أهميتها بما كانت تمثله قاعدة "باغرام" في أفغانستان بالنسبة للولايات المتحدة، قائلا إن مثل هذه القواعد تشكل "حاملات طائرات برية غير قابلة للإغراق".
وفي حين تركزت الأنظار على التعاون النووي بين روسيا وفيتنام، يذهب بعض المراقبين إلى أن موسكو تسعى في العمق إلى إعادة بناء نفوذ عسكري في جنوب شرقي آسيا، حماية لمصالحها في مواجهة الحضور الأميركي والبريطاني، وفقا لزاخارتشينكو.
ترامب كان قد شدد في منشور على منصة تروث سوشيال "إذا لم ترجع أفغانستان قاعدة باغرام الجوية إلى من أنشأها، الولايات المتحدة، فإن أمورا سيئة ستحدث".
ونهاية الشهر الماضي قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، إنه إذا لم تُعد أفغانستان قاعدة باغرام الجوية إلى سيطرة الولايات المتحدة فإن "أمورا سيئة" ستحدث.
وأضاف ترامب وقتها في منشور على منصة تروث سوشيال "إذا لم تُعد أفغانستان قاعدة باغرام الجوية إلى من أنشأها، الولايات المتحدة، فإن أمورا سيئة ستحدث".
وانتقد ترامب طريقة انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان تحت إدارة الرئيس جو بايدن عام 2021، وقال إن الولايات المتحدة كانت ستغادر أفغانستان لكنها ستحتفظ بقاعدة باغرام.
وأضاف "أعطيناهم القاعدة مجانا، ونحاول استعادتها لأنهم بحاجة لأشياء منا"، ملمحا إلى أن واشنطن تملك أوراق ضغط على الحكومة الأفغانية التي تقودها طالبان.
في المقابل، شدد مسؤولون في الحكومة الأفغانية على رفضهم السيطرة الأميركية على قاعدة باغرام الجوية شمالي العاصمة كابل ، مؤكدين أن القاعدة تحت سيطرة الحكومة بالكامل.
المسؤول في الخارجية الأفغانية ذاكر جلالي صرح سابق للجزيرة نت أن بلاده لن تقبل وجودا عسكريا أميركيا.
وفي تصريحات للجزيرة نت، قال مصدر حكومي أفغاني -فضل عدم ذكر اسمه- وقتها إن الإدارة الأميركية تتحدث منذ شهر مارس/آذار الماضي عن قاعدة باغرام لإيجاد طريقة لاستعادتها، موضحا أن أسباب ذلك تعود في رأيه إلى رغبة الولايات المتحدة في مراقبة الصين، والوصول إلى العناصر الأرضية النادرة والمناجم الأفغانية، وإنشاء مركز لمكافحة "الإرهاب" تحت بند استهداف تنظيم الدولة، وربما إعادة فتح بعثة دبلوماسية في أفغانستان.
لكنه شدد على أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب وجودا عسكريا أميركيا في أفغانستان، وهذا لا يمكن أن توافق عليه حركة طالبان .
كما قال المسؤول في الخارجية الأفغانية ذاكر جلالي للجزيرة نت، إن بلاده لن تقبل وجودا عسكريا أميركيا.
لكن جلالي أردف، أن أفغانستان والولايات المتحدة بحاجة إلى التعامل البيني، ويمكنهما بناء علاقات اقتصادية وسياسية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، دون أن تحتفظ الولايات المتحدة بأي وجود عسكري في أي جزء من أفغانستان".