من المتوقع أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الجمعة، اجتماعاً خاصاً بمشاركة كبار قادة المؤسسة الأمنية.
وذكرت القناة 14 الإسرائيلية، أن جدول أعمال نتنياهو، يتضمن محورين رئيسيين وهما تقييم الوضع في غزة على خلفية ما تردد عن نية رفض حركة حماس للخطة الأمريكية، والتصعيد في الضفة الغربية، الذي قد يؤدي إلى عمليات واسعة النطاق مشابهة لأنماط القتال في قطاع غزة.
وقد أفاد مراسل بي بي سي لشؤون غزة، بأن وسطاء أجروا اتصالات مع رئيس الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، عز الدين الحداد، الذي أشار إلى عدم موافقته على خطة وقف إطلاق النار الأمريكية الجديدة.
ويعتقد عز الدين الحداد أن الخطة "تهدف إلى القضاء على حماس، سواء قبلت الحركة ذلك أم لا"، ولهذا فهو مصمم على مواصلة القتال.
قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمد نزّال، لقناة الجزيرة القطرية، مساء الخميس، إن الحركة تسلمت، الاثنين الماضي خطة ترامب، وبدأت في إجراء مشاورات "داخلية وخارجية" بشأنها.
وأضاف نزال أن الحركة لديها "ملاحظات" على الخطة وستعلن موقفها منها قريباً، موضحاً أن الحركة، قررت مناقشة الخطة الأمريكية من منطلق "وقف الحرب والمجازر"، بحسب تعبيره.
وأوضح عضو المكتب السياسي لحركة حماس أن الحركة ستعلن موقفها قريباً بشأن الخطة و"لن يتأخر كثيراً".
ويبدو من التقارير الصحفية، أن بعض القيادات السياسية لحركة حماس في قطر، "منفتحة على قبول الاتفاق مع بعض التعديلات، ولكنها وجدت أن نفوذها محدود لأنها لا تملك السيطرة على الرهائن الذين تحتجزهم الحركة في غزة".
ويعتقد أن هناك 48 رهينة لا يزالون محتجزين في القطاع لدى الجماعة المسلحة، وأن 20 منهم فقط ما زالوا على قيد الحياة.
وتنص خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب - والتي قبلها نتنياهو- على نزع سلاح حركة حماس مع ضمان عدم وجود أي دور مستقبلي للحركة في حكم قطاع غزة.
ومن العقبات الأخرى التي تواجه الحركة، أن الخطة تشترط عليها تسليم جميع الرهائن خلال أول 72 ساعة من وقف إطلاق النار، وهو ما يُفقد حماس ورقة التفاوض الوحيدة المتاحة لها.
وحتى لو ضمن ترامب التزام إسرائيل بالشروط، تبقى هناك ريبة داخل الحركة من أن تستأنف إسرائيل عملياتها العسكرية بعد استلامها الرهائن، خصوصاً بعد الغارة الجوية التي نفّذتها إسرائيل في سبتمبر/أيلول 2025، على الدوحة واستهدفت قيادات حماس.
قال رهينة إسرائيلي سابق، قُتلت زوجته البريطانية-الإسرائيلية وأطفاله على يد حركة حماس في هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إنه "قلِق للغاية" من فشل خطة السلام الأخيرة الرامية لإنهاء القتال بين إسرائيل وحماس.
وفي مقابلة مع بي بي سي، أضاف إيلي شرابي، أن حياة الرهائن الـ 20 المتبقين على قيد الحياة معرّضة للخطر بسبب استمرار الحرب بين إسرائيل وغزة.
ودعا الرئيس ترامب إلى "إنهاء المهمة" باستخدام نفوذه لضمان إطلاق سراحهم هم والحصول على رفات 28 رهينة آخرين يُعتقد أنهم لقوا حتفهم.
كما طلب شرابي من حركة حماس التي كان محتجزاً لديها في السابق، التوقيع على الصفقة من أجل "شعبهم... والشرق الأوسط... الحرب خاطئة وفظيعة لكلا الجانبين".
ولا تزال حماس تحتجز جثة شقيق شرابي، يوسي، الذي يتوق إلى إعادته إلى منزله لدفنه، وكذلك صديقه، ألون أوهيل البالغ من العمر 24 عاماً، والذي كان محتجزاً معه في أنفاق عميقة بقطاع غزة.
في هذه الأثناء، قالت الأمم المتحدة إن آلاف الأطفال الفلسطينيين، وكثير منهم من ذوي الإعاقة، لا يزالون في مدينة غزة مع استمرار الجيش الإسرائيلي في هجومه.
وفي حديثه لبي بي سي، انتقد جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، اقتراح إسرائيل اعتبار أي شخص يقيم في المدينة عدواً، ورفض فكرة إقامة منطقة آمنة جنوب غزة، حيث طلب جيش الدفاع الإسرائيلي من السكان المغادرة، واصفاً إياها بأنها "مُضحكة".
وقال إلدر، متحدثاً من دير البلح وسط قطاع غزة، إن إصدار أمر إخلاء عامّ لا يعني حرمان الباقين من الحماية كمدنيين.
وفي وقت سابق، قالت منظمة الصحة العالمية إن ما يقرب من 42,000 شخص في قطاع غزة يعانون من إصابات مُغيّرة لمسار الحياة، ناجمة عن الصراع الدائر.
وأضافت المنظمة أن واحدة من كل أربعة من هذه الإصابات هي لطفل، وفقاً لأحدث تقديرات لها، حيث يواجه أكثر من 5000 شخص خطر البتر، بحسب المنظمة.
وقالت المنظمة كذلك إنه لضمان الوصول إلى الرعاية الصحية وتوسيع نطاق الخدمات الصحية، بما في ذلك إعادة التأهيل، يجب أن يكون هناك حماية عاجلة للرعاية الصحية، ووصول دون عوائق إلى الوقود والإمدادات، ورفع للقيود المفروضة على دخول المواد الطبية الأساسية، بما في ذلك الأجهزة المساعِدة.