في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
"كنا نائمين مثل باقي الناس في بيوتهم، وفجأة تحولت سماء غزة إلى جحيم من النار والدخان". بهذه الكلمات بدأ أحد الناجين من القصف الإسرائيلي رواية ما عاشه في ليلة يصفها بأنها "ليلة سوداء" وأنها الأقسى في حياته، بعدما فقد فيها جيرانه وأصدقاءه، ورأى الموت يقترب من عائلته مع كل قذيفة سقطت حولهم.
ويقول جهاد حسنين للجزيرة نت، وهو يقف مذهولا أمام ركام المنازل المدمرة قبل أيام، إن "دوي انفجار هائل أعقبه حزام ناري اجتاح المنطقة بأكملها، فدمر بيوتا لمدنيين لا علاقة لهم بأي عمل عسكري، ومع ذلك قصفت المنطقة بلا رحمة".
ولم يترك القصف المتواصل فرصة للنجاة، فقد كان يطوق المنطقة من كل جانب، ويستمر جهاد في روايته "حتى من أراد أن يهرب لم يتمكن، فالنار كانت تحيط بنا من كل اتجاه". ويضيف بصوت يملؤه القهر "نحن مدنيون أبرياء، وفجأة وجدنا القصف فوق رؤوسنا بلا سابق إنذار".
ويرى حسنين أن الاحتلال يتعمد قصف الأحياء المكتظة لإجبار السكان على النزوح جنوبا، في ظل صمت عربي ودولي مطبق. ويقول "الاحتلال يقصف المناطق المزدحمة بالسكان ليجبرنا على مغادرة شمال القطاع، مضيفا أن "كل يوم يمر يُقتل فيه 50 أو 60 شهيدا". ومع صوت مصحوب بالحسرة يقول "ومع ذلك العالم كله صامت، إلى هذه الدرجة أصبح مصير غزة بلا قيمة".
ووصف حسنين الساعات التي قصفت فيها إسرائيل منطقته بأنها كانت الأطول والأكثر رعبا في حياته، ويطلق عليها "الليلة السوداء". ويضيف "الطائرات الحربية والمروحيات والأباتشي ظلت تحلق طوال الليل وتقصف بلا توقف وكأنها تريد محو غزة عن الخريطة".
ويختم حسنين شهادته وهو يتأمل أنقاض منزله "لم نجد أحدا يمد لنا يد النجاة، ولا نملك إلا أن نقول "حسبنا الله ونعم الوكيل".