آخر الأخبار

لوبوان: هكذا تتخيل واشنطن صداما مباشرا مع بكين

شارك

قالت مجلة "لوبوان" إن السرية رفعت عن دراسة مفصلة للغاية أجراها مركز راند للأبحاث الذي يموله الجيش الأميركي بشكل كبير، وهي تتخيل سيناريو مواجهة بين بكين وواشنطن ، فماذا تقول؟

ونبهت المجلة الفرنسية -في تقرير بقلم رومان غوبير- إلى ضرورة التمعن في هذا التقرير المؤلف من 90 صفحة والممول من قبل سلاح الجو الأميركي، لأنه يوضح كيف طور الجيش الصيني نموذجه منذ بداية الحرب في أوكرانيا ، وكيف يجهز نفسه لمواجهة مع الولايات المتحدة .

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 هجوم إسرائيل على الدوحة.. خطأ تكتيكي أم زلزال سياسي؟
* list 2 of 2 سفن غارقة وقواعد مهجورة.. لكسبرس: بوتين خسر كثيرا في البحر end of list

وتمثل هذه الدراسة -حسب المجلة- جزءا بسيطا من عمل أوسع نطاقا يهدف إلى الإجابة على سؤال "ما هي دروس الحرب في أوكرانيا ؟" عمل فيه أكثر من 30 باحثا ومحللا، بين أكاديميين واستخباراتيين سابقين، لعدة أسابيع على مواضيع متعددة.

مصدر الصورة عرض عسكري صيني في ساحة تيانانمن لإظهار الفخر الوطني والقوة العسكرية (غيتي إيميجز)

ومن بين تلك المواضيع، وثيقة حول "القاعدة العسكرية الصناعية الخلفية" الأميركية والإصلاحات التي يجب إجراؤها في أسرع وقت ممكن، وأخرى حول كيف غيرت الحرب في أوكرانيا "فن الحرب"، ودراسة بعنوان "مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بعد الحرب في أوكرانيا".

كيف استفادت الصين من حرب أوكرانيا؟

ترى المجلة أن أكثر هذه الدراسات إثارة للاهتمام هي تلك التي تركز على كيفية استفادة الجيش الصيني من دروس الحرب التي شنتها موسكو مطلع عام 2022، في إطار استعداده لمواجهة مع الولايات المتحدة.

وقد توصل المحللون الأميركيون إلى عدة ملاحظات، من خلال تصفح المجلات والوثائق العسكرية الصينية، أولها -كما في الوثيقة- أن "فرص تجنب الصراع مع الولايات المتحدة آخذة في التضاؤل"، وثانيها أن الجيش الصيني يدرك أنه يعاني من "مرض السلام"، وليست لديه خبرة في الحرب.

ولمعالجة هذا المرض -كما تقول المجلة- حلل الجيش الصيني حروب الماضي بشكل منهجي، وخاصة الحرب في أوكرانيا، فتعلم دروسا عديدة، أهمها فشل روسيا بسبب مبالغتها في تقدير فعالية "الحرب الهجينة" غير العسكرية.

إعلان

وتشير الوثيقة أيضا إلى أن "بكين تعتقد أن تحالفات الولايات المتحدة لا تقوم على مصالح مشتركة حقيقية، بل على أزمات تفتعلها واشنطن لإضفاء الشرعية على وجودها، وبالتالي، تبدو هذه التحالفات هشة وقابلة للتآكل الدبلوماسي".

مصدر الصورة الرئيس الصيني (يمين) أثناء ترحيبه بنظيره الروسي بعد أن أصبحت بكين حليفا علنيا لموسكو (رويترز)

وأخيرا، "يعتقد محللو الجيش الصيني أن الولايات المتحدة لا تستطيع الصمود في حرب طويلة، وأن تفوقها التكنولوجي سيتضاءل بمرور الوقت، وبالتالي تستطيع الصين أن تعادل التقدم الأميركي في صراع واسع النطاق."

وقدم باحثو راند عدة توصيات لمموليهم، من أهمها أنه يجب على الولايات المتحدة تطوير مجموعات أقمار صناعية لتعقيد التخطيط العسكري الصيني، وكذلك تعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية، والتنسيق مع حلفائها.

كيف تطور التفكير العسكري الصيني؟

وقالت المجلة إن باحثي راند تمكنوا من دراسة كتابات الأكاديميات العسكرية الصينية، وتقارير مراكز الأبحاث شبه الرسمية، وتحليل الدعاية الرسمية، وبالتالي استطاعوا قياس تطور "التفكير العسكري الصيني".

ومن بين النتائج التي توصلوا لها، أن الصين اعتمدت في بداية الحرب في أوكرانيا موقفا مترددا لتجنب العقوبات الثانوية من خلال الحد من تجارتها مع روسيا.

ولكنها بعد 6 أشهر من الحرب، غيرت الموقف، وأصبحت حليفا علنيا لموسكو، وهي إستراتيجية راسخة الآن -كما يرى باحثو راند- خاصة مع تسارع انتعاش التجارة بين البلدين.

ومع أن الإستراتيجيين الصينيين يقرون بأن التفوق التكنولوجي الأميركي ساحق في بداية أي صراع، فإنهم يعتقدون أنه يتآكل بمرور الوقت، بسبب الاعتماد على سلاسل التوريد العالمية الهشة والقيود السياسية الداخلية، كما تقول المجلة.

من ناحية أخرى، تدعي الصين امتلاكها ميزة حاسمة في حرب طويلة الأمد، ألا وهي القدرة على التعبئة الجماهيرية، إضافة إلى الاستعداد لتقبل خسائر بشرية أكبر، مع اقتصاد مخطط أكثر مرونة، ودعاية داخلية قادرة على الحفاظ على الرأي العام على مر الزمن.

وأشارت الدراسة إلى أن بكين تدرك جيدا نقاط ضعفها في الفضاء والطائرات المسيرة والمدفعية، كما تدرك أن التهديدات النووية "قد يكون لها تأثير رادع، لكنها ليست كافية لفرض النصر".

وخلص الباحثون إلى أن "بكين تتوقع صراعا مباشرا مع واشنطن بدلا من مجرد منافسة هجينة"، وقد تسعى إلى إثارة صراع طويل الأمد تعتقد أنها تتمتع بالأفضلية فيه، ولذلك ستكثف الدعاية الخارجية لتقديم نفسها كطرف مسؤول، وفقا للدراسة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا