تونس- من مختلف بقاع العالم، جمع أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن قطاع غزة 44 دولة ونشطاء تجاوز عددهم ألف مشارك منهم ما يقارب 800 من أسطول الصمود المغاربي.
وتشمل تحركات كسر الحصار تحالفات كل من " أسطول الحرية " و" الحركة العالمية نحو غزة " والمبادرة الشرق آسيوية " صمود نوسانتارا " إلى جانب الأسطول المغاربي. وضم هذا التجمع مجموعة متنوعة من الجنسيات والمشاهير من فنانين وسياسيين وحقوقيين الذين وحدتهم القضية الفلسطينية.
ويشارك في أسطول الصمود العالمي شخصيات بارزة في مجال التمثيل على غرار الممثلة الأميركية سوزان ساراندون الحائزة على الأوسكار، إلى جانب الممثلين السويدي غوستاف سكارسغارد والأيرلندي ليام كانينغهام وأسماء أخرى.
وسجل عدد كبير من السياسيين والبرلمانيين العرب والأوروبيين حضورهم، وقد وصل، الأحد الماضي، إلى تونس عدد من الناشطين المعروفين على غرار البرازيلي تياغو أفيلا، والسويدية غريتا ثونبرغ المعروفة بنشاطها في مجال المناخ.
بدوره، انضم زويليفليل مانديلا حفيد زعيم جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا قبل أيام إلى أسطول الصمود العالمي حيث تتواصل آخر الاستعدادات من تونس قبل الإبحار نحو غزة.
وقال، خلال لقاء مفتوح للمشاركين في الأسطول بتونس، "من المهم أن آتي من أقصى جنوب القارة إلى أقصى شمالها قدوة بالزعيم مانديلا".
وخاطب المشاركين في أسطول الصمود واصفا إياهم بالشجعان، وأضاف "مثلما واجهت جنوب أفريقيا التمييز العنصري وتفوقت عليه، بإمكاننا كسر الحصار ومحاربة الاحتلال الإسرائيلي".
من جانبها، تُعد المحامية والأكاديمية الإيطالية فرانشيسكا ألبانيزي ، التي تشغل مهمة المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين ، أشهر الشخصيات المنددة بسياسة الاحتلال الإسرائيلي والداعمة لأسطول الصمود العالمي.
وقامت ألبانيزي بزيارة ميدانية للمشاركين في الأسطول بميناء سيدي بوسعيد، وعبرت عن دعمها للقضية الفلسطينية ولقطاع غزة.
كما سجلت النائبة الفرنسية ماري ميسمور حضورها، والتي يرافقها في رحلة كسر الحصار زميلها في البرلمان الفرنسي توماس بورتس، وأدانت ميسمور -في حديث للجزيرة نت- الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وأكدت على أهمية "اعتناق قيم الحرية والمساواة".
ومن تركيا، ضم الوفد المشارك عشرات الناشطين بينهم داود داشكران وهو كاتب روائي وصحفي من مدينة أضنة ورئيس الوفد، وقد أعرب للجزيرة نت عن استعداد المجموعة للإبحار نحو غزة.
وشدد داشكران على أهمية الدورات التدريبية التي تلقوها خلال فترة الإقامة في تونس حتى "يحسنوا التعامل مع ما سوف يعترضهم من مداهمات أثناء وصولهم للحدود البحرية مع فلسطين المحتلة". وأوضح "نحن نعرف أنه من الوارد جدا اقتحام جيش الاحتلال لسفننا، ورغم ذلك لن نخاف ولن نهاب شيئا".
موريتانيا كذلك تشارك في أسطول الصمود المغاربي بوفد متكامل ضم صحفيين وأطباء وسياسيين بينهم مرتضى طفيل عضو البرلمان الموريتاني ورئيس تنسيقية الوفد.
وقال طفيل في حديث مع الجزيرة نت "اجتمعنا في تونس على اختلاف ألواننا ومشاربنا السياسية من أجل كسر الحصار عن غزة"، وأكد انسجام أبناء بلده مع قيم الحرية للشعب الفلسطيني.
وأضاف أن الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم تحركوا بعد ما شاهدوه من حجم الدمار في غزة والإبادة التي يواجهها أبناء الشعب الفلسطيني.
ومن تونس، يستعد الفنان منير الطرودي للإبحار نحو القطاع مع أسطول الصمود المغاربي، وانتقد في تصريح للجزيرة نت "من أدار ظهره للقضية الفلسطينية من الفنانين والمشاهير".
وأوضح أنه يكرر التجربة بعد انضمامه سابقا إلى قافلة الصمود البرية، مؤكدا على أهمية تبني الفنان لقضايا الشعوب.
ويترقب العالم الساعات الأخيرة قبل موعد انطلاق رحلة الأسطول العالمي لكسر الحصار عن غزة، غدا الأربعاء، تزامنا مع حادثة تعرض سفينة "العائلة" المشاركة في الأسطول والراسية في ميناء سيدي بوسعيد بتونس إلى استهداف.
وفي حين أفادت هيئة كسر الحصار عن غزة بأن السفينة تعرضت إلى هجوم بمسيّرة إسرائيلية، نفى المتحدث الرسمي باسم الحرس الوطني التونسي ذلك، مؤكدا في تصريح لوسائل إعلام محلية أن "حريق السفينة نجم عن خلل داخلي وفق المعاينات الأولية".
في الأثناء، تتواصل استعدادات المنظمين بتجهيز السفن والذين أكدوا في تصريحات صحفية عقب الحادثة استمرارهم في مسعاهم رغم كل التهديدات.