في مقال نشره موقع "نيوز 12" العبري، يرى الجنرال الإسرائيلي المتقاعد يسرائيل زيف، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية – "يعيش مأزقا خطيرا صنعه بنفسه"، وأنه "لا يملك سوى المماطلة وكسب الوقت لضمان البقاء في منصبه، حتى لو كان الثمن استمرار الحرب واستنزاف الجيش والمجتمع الإسرائيليين".
ويقول الكاتب إن إسرائيل تعيش وضعا مربكا لا أحد يعرف مآلاته، فبعد نحو عامين من الحرب في قطاع غزة وما رافقها من عمليات عسكرية مثل عملية " عربات جدعون "، وجد نتنياهو نفسه أمام موافقة مفاجئة من حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) على صفقة جزئية كان يطالب بها منذ أكثر من عام.
وأوضح أن تلك الموافقة وضعت نتنياهو في موقف حرج، فاضطر إلى قلب الطاولة وفرض شروط تعجيزية جديدة، بينها استمرار السيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة.
ويشير الكاتب إلى أن رئيس الوزراء يواجه ضغوطا من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش من أجل مواصلة الحرب ورفض أي صفقة، لكنه بات يدرك أن الرأي العام الإسرائيلي لم يعد يصدق حديثه عن "النصر"، وسط حالة إنهاك في صفوف الجيش وتدني الرغبة في التجنيد وتزايد المظاهرات المطالبة بوقف الحرب.
وحسب الكاتب، لا يملك نتنياهو إستراتيجية حقيقية للخروج من المأزق الحالي، بل يعتمد على مناورات قصيرة الأمد، محاولا الجمع بين الوعود بالوصول إلى "اتفاق" والتلويح بـ"الحسم العسكري"، وهي وعود أثبتت فشلها مرارا.
وأشار إلى أن نتنياهو يبني خططه على أساس رفض حماس "المتوقع" للشروط التعجيزية، ليُظهر أنه حاول الوصول إلى حل دبلوماسي واصطدم بتعنت الحركة، فيكسب بذلك مزيدا من الوقت، ويمنح أقصى اليمين مبررا للحديث عن "اجتياح غزة".
ويرى الكاتب أن نتنياهو يعتمد بشكل أساسي في مواصلة مغامراته على دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، رغم أن الأخير بدأ يفقد صبره بسبب غياب أي إنجاز حقيقي، سواء في ملف الرهائن أو على صعيد العمليات العسكرية.
ويؤكد الكاتب أن رئيس الوزراء يهتم بالأسماء والشعارات أكثر من اهتمامه بنتائج الحرب، فبينما ينشغل الجيش بارتفاع التكلفة البشرية، يركز نتنياهو على إيجاد اسم جذاب للعملية العسكرية الجديدة، إذ رفض اسم "مركبات جدعون 2" واقترح "القبضة الحديدية" على العملية الجديدة في القطاع.
والهدف من ذلك -حسب الكاتب- ليس الإنجاز العسكري في حد ذاته، بل صناعة صورة بطولية يمكن تسويقها قبل الانتخابات المقبلة، حتى وإن كان ثمنها مئات الجنود وتشويه سمعة إسرائيل عالميا.
ويرى الكاتب أن نتنياهو يعيش داخل "واقع سياسي مواز"، إذ يعتقد أنه "رئيس الوزراء المنقذ" الذي استعاد 75% من الأسرى، أما الباقون فمجرد أرقام هامشية في خضم نجاحه المذهل على جميع الجبهات.
ويضيف الكاتب أن جوهر سياسة نتنياهو منذ هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول يقوم على التنصل من المسؤولية عن الإخفاق، إذ إن الأجهزة الاستخباراتية والأمنية خذلته ولم تستطع توقع الهجوم، بينما هو رئيس الوزراء الذي عمل على تصحيح الوضع وخوض الحرب والعمل على إعادة المختطفين.
لكن محاولاته للظهور بصورة المنقذ فشلت فشلا ذريعا -وفقا للكاتب- لأن الجمهور "لا ينسى ولا يسامح"، خصوصا مع استمرار معاناة عائلات الرهائن.
ويختم الكاتب بأن الحسم لم يعد بيد نتنياهو، بل بيد الشعب الإسرائيلي: هل سيقبل بمواصلة دفع ثمن أكاذيب رئيس الوزراء ومناوراته السياسية، أم أنه سيقرر هذه المرة أن يقول كلمته بوضوح؟