آخر الأخبار

مقتل ناشط فلسطيني شارك في فيلم حائز على جائزة الأوسكار

شارك

( CNN )-- قُتل عودة الهذالين، الذي كان مستشارًا لفيلم "لا أرض أخرى"، الذي وثق هجمات المستوطنين الإسرائيليين والجيش الإسرائيلي على قرية مسافر يطا بالضفة الغربية بالرصاص في قرية أم الخير، الواقعة في البلدة نفسها، الاثنين، خلال هجوم شنه مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة، وفقًا لصحفيين ومسؤولين محليين.

وأفاد محامي ينون ليفي، المستوطن الإسرائيلي الذي رفعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقوبات المفروضة عليه في يناير/كانون الثاني، للصحفيين بأنه أُلقي القبض عليه في مكان الحادث وأُفرج عنه رهن الإقامة الجبرية، الثلاثاء.

وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان، دون ذكر اسم ليفي، إن مواطنًا إسرائيليًا اعتُقل "لاستجوابه للاشتباه في سلوكه المتهور الذي أدى إلى الوفاة واستخدامه غير القانوني لسلاح ناري".

كان يوفال أبراهام، الصحفي الاستقصائي الإسرائيلي الذي شارك في إخراج فيلم "لا أرض أخرى"، أول من أبلغ عن إطلاق النار على الهذالين.

وأظهر مقطع فيديو نشره أبراهام، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، ينون ليفي وهو يطلق النار من مسدسه عدة مرات أثناء مواجهته لقرويين فلسطينيين.

وحددت شبكة CNN موقع الحادثة من خلال تحديد موقع الفيديو.

وفي الفيديو، يظهر ليفي وهو يحمل مسدسًا ويقف أمام جرافة، وهو يتصارع مع أحد القرويين ويدفع الرجل الذي يصوره بعيدًا، ثم يبدأ بإطلاق النار على جانبه وفي الهواء، واتجه نحو مجموعة من الفلسطينيين، وسرعان ما يبدأ القرويون بالفرار.

ولم يتضح من اللقطات ما الذي كان ليفي يطلق النار عليه.

وأظهر مقطع فيديو آخر حصلت عليه CNN رجلاً يبدو أنه الهذالين وهو ينزف على الأرض.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية لاحقًا أنه توفي متأثرًا بجراحه.

وفرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن والاتحاد الأوروبي عقوبات على ليفي العام الماضي، ولكن تم رفعه من قائمة العقوبات الأمريكية بعد وقت قصير من تولي ترامب منصبه هذا العام.

وفي إعلانها الأولي عن العقوبات في إبريل/نيسان 2024، قالت وزارة الخزانة الأمريكية إن ليفي "قاد بانتظام مجموعات من المتشددين العنيفين الذين شاركوا في أعمال خلقت جوًا من الخوف في الضفة الغربية".

وأضافت الوزارة أن مجموعات يقودها ليفي اعتدت على المدنيين الفلسطينيين، و"هددتهم بمزيد من العنف إذا لم يغادروا منازلهم، وأحرقت حقولهم، ودمرت ممتلكاتهم".

والعديد من المستوطنين مسلحون، وتصاعد العنف في الضفة الغربية منذ هجمات حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومنذ ذلك الحين، قُتل ما لا يقل عن 964 فلسطينيًا على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وفقًا للأمم المتحدة، حتى 15 يوليو/تموز.

وللمستوطنين تأثير قوي على السياسة الإسرائيلية، وفي الحالات النادرة التي يُعتقلون فيها بتهمة شن هجمات عنيفة ضد الفلسطينيين، غالبًا ما يُطلق سراحهم دون توجيه تهم إليهم.

والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وذكر علاء الهذالين، ابن عم عودة الهذالين، لـ CNN ، أن ليفي كان معروفًا لدى المجتمع لأنه "يهاجمنا دائمًا".

وصف الهذالين المشهد، قائلا إنه بينما كانت مجموعة من القرويين تواجه مستوطنين إسرائيليين كانوا يقودون جرافة، "جاء ليفي بمسدسه وبدأ بإطلاق النار... وأطلق النار على عودة في صدره". وقال الهذالين إن ابن عمه لديه ثلاثة أبناء، تتراوح أعمارهم بين 5 و3 و7 أشهر.

وانتقد أفيخاي حاجبي، محامي ليفي، الشرطة لاعتقال موكله، وزعم أن "وحدة التحقيق نفسها اعترفت بأن إطلاق النار نُفذ بسبب حالة تهدد حياة ينون ليفي وشخص آخر".

وقال حاجبي في بيان إن موكله "تعرض لهجوم من قبل حشد يرشقون الحجارة، مما عرض حياته وحياة الآخرين للخطر".

وتقدمت الشرطة بطلب إلى محكمة محلية لتمديد فترة اعتقال ليفي. وخلال الجلسة، وصفت الشرطة الحادث بأنه وقع بينما كان ليفي وقاصر بالقرب من مستوطنة الكرمل في الضفة الغربية يُنهيان أعمال حفر.

وقالت الشرطة للمحكمة: "تعرض الاثنان لهجوم من قِبل عدد كبير من مثيري الشغب الذين رشقوهما بالحجارة في محاولة لإيذاء القاصر الذي كان يقود السيارة والمدعى عليه. ويبدو أن حياتهما كانت في خطر".

وأضافت الشرطة: "في مرحلة ما، استخدم المدعى عليه سلاحه الناري وأطلق النار، مما أدى، كما زُعم، إلى مقتل شخص قريب. منذ الإبلاغ عن الحادث، أجرت وحدة التحقيق العديد من الإجراءات التحقيقية... ومع ذلك، لا تزال العديد من خطوات التحقيق تتطلب استمرار احتجاز المدعى عليه بسبب القلق بشأن عرقلة العدالة".

ورفضت المحكمة تمديد الاحتجاز.

وطالب عوفر كاسيف، عضو البرلمان الإسرائيلي اليساري، السلطات بفتح تحقيق في وفاة الهذالين.

وكتب كاسيف في رسالة إلى النائب العام الإسرائيلي: "وقعت الحادثة في وضح النهار، أمام الكاميرات، دون أي خوف من عواقب قانونية - دليل على شلل أجهزة إنفاذ القانون والشعور التام بالحصانة التي يتمتع بها المستوطنون العنيفون".

وشارك باسل عدرا، الصحفي الفلسطيني والمخرج المشارك لفيلم "لا أرض أخرى"، شهادته مع "صديقه العزيز" الهذالين.

وكتب عدرا في منشور عبر إنستغرام: "كان يقف أمام مستوطن في قريته عندما أطلق عليه مستوطن رصاصة اخترقت صدره وأودت بحياته. هكذا تمحونا إسرائيل - حياة تلو الأخرى".

وفي الشهر الماضي، احتُجز الهذالين في مطار سان فرانسيسكو الأمريكي لدى وصوله، ورُحِّل بعد أن ألغى مسؤولو الهجرة تأشيرته، وفقًا لوسائل إعلام محلية. كان قد دُعي لزيارة كنيس يهودي في كاليفورنيا ضمن جولة حوارية بين الأديان.

وذكرت مصادر لـ CNN في مارس/آذار أن المستوطنين استهدفوا أيضًا حمدان بلال، وهو مخرج مشارك آخر لفيلم "لا أرض أخرى"، خارج منزله في قرية سوسيا، الواقعة أيضًا في مسافر يطا.

وقال بلال، الذي عاد مؤخرًا من لوس أنجلوس لتسلم جائزة أوسكار عن الفيلم، لـ CNN إنه كان يعتقد أن مجموعة المستوطنين ستقتله. وأضاف أن جنودًا إسرائيليين احتجزوه، مكبل اليدين ومعصوب العينين، وتعرض للضرب.

وفاز فيلم "لا أرض أخرى"، الذي وثّق تدمير تجمع مسافر يطا بين 2019 و2023، بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل في حفل توزيع جوائز الأوسكار 2024.

ويُظهر المشهد الأخير من الفيلم ابن عم عدرا، زكارة العدرا، وهو يُقتل برصاص مستوطن إسرائيلي في أكتوبر 2023.

سي ان ان المصدر: سي ان ان
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا