تواجه تركيا حرائق الصيف التي تندلع في الغابات كما كل عام، فهذه المرة يحاول رجال الإطفاء لليوم الثاني على التوالي السيطرة على الحرائق التي تجتاح الغابات الساحلية مسببة موجة حر شديدة، مما أجبر السلطات التركية إلى التحرك السريع وإخلاء أربع بلدات وحيين على الأقل في تلك المنطقة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للحرائق المنتشرة في منطقة إزمير غرب البلاد، وأظهرت حالة الفوضى والتوتر التي تسيطر على المواطنين الهاربين، وسط محاولات فرق الإطفاء لاحتواء الأمر عن طريق استخدام جرارات مزودة بمقطورات مياه وطائرات هليكوبتر تحمل المياه، إلا أن الهواء القوي يحول دون محاصرة النيران ما يؤدي إلى توسع رقعة الحريق وتصاعد أعمدة الدخان في كل مكان.
وفيما تواصل فرق الإطفاء التصدّي للنيران التي طالت غابات وبيوتا ومناطق صناعية في ولايتي إزمير ومانيسا، أكد وزير الزراعة والغابات التركي إبراهيم يوماقلي في مؤتمر صحافي، أن "الوضع تحسن وبات أفضل بكثير مما كان عليه يوم أمس فيما يتعلق بالحرائق حول إزمير"، المطلة على بحر إيجة.
وأشار إلى أن "ستة حرائق لا تزال مشتعلة في البلاد، تغذيها الرياح القوية، ومن المرجح أن تشتد في الأيام المقبلة، لا سيما في منطقتي هاتاي وأنطاكيا (جنوب)، الأكثر إشكالية بالنسبة لفرق الإطفاء".
وأشار يوماقلي إلى أنه اندلع 342 حريقاً في الغابات منذ الجمعة الماضي، محذراً من الأوقات العصيبة التي تمر بها البلاد بسبب الرياح القوية وغير المستقرة، حيث تتجاوز درجة الحرارة 30 درجة مئوية.
وحذر الوزير من أنه "اعتباراً من الغد، نتوقع رياحاً قوية في أجزاء كبيرة من بحر مرمرة وبحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط".
وسترتفع درجات الحرارة بشكل كبير، وهذا يعقد الموقف بشكل كبير، ودعا السكان إلى التحلي بالوعي وعدم إشعال النار في الهواء الطلق، وعدم رمي السجائر في المناطق العشبية.
وكانت الوكالة التركية لإدارة الكوارث (أفاد) قد أعلنت في منشور الوكالة على منصة "اكس" أن "أكثر من 50 ألف مواطن في 41 بلدة نقلوا مؤقتاً إلى مناطق آمنة"، إضافة إلى أن 79 شخصاً تأثّروا بالدخان وبمخلفات الحرائق لكن إصاباتهم ليست خطرة.
وتشهد تركيا في السنوات الماضية، موجة من الحرائق التي تجتاح الغابات بسبب تغيّر المناخ، حيث أصبح الصيف أكثر حرارة وجفافاً.