آخر الأخبار

نيويورك تايمز: لماذا تفكر إسرائيل في مهاجمة إيران الآن؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن المؤشرات تتصاعد حول نية إسرائيل تنفيذ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية ، مبرزة أن هذا الاحتمال يُثير قلقا دوليا واسعا، ويطرح سؤالا كبيرا حول مدى اقتراب لحظة المواجهة الحاسمة بين تل أبيب وطهران.

وتابعت الصحيفة في تقرير لمراسلها في القدس المحتلة آرون بوكسرمان أن الهجوم الإسرائيلي قد يشعل حربا إقليمية ربما تجر الولايات المتحدة إليها، وهو ما دفعها هذا الأسبوع إلى سحب بعض الدبلوماسيين والعاملين من المنطقة خوفا من رد انتقامي إيراني.

وقد حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- من مهاجمة إيران، مما زاد التوتر بينهما، توضح الصحيفة.

خطر يتصاعد

وأضافت أن الثورة الإسلامية ومنذ اندلاعها في إيران عام 1979، تعتبر إسرائيل عدوا وجوديا لها، وقد توعد قادتها مرارا بـ"إزالتها من الخريطة". في المقابل، تؤمن إسرائيل أن امتلاك إيران للسلاح النووي يُمثل تهديدا مباشرا لأمنها القومي.

وتابعت الصحيفة أنه خلال السنوات الأخيرة، تطور البرنامج النووي الإيراني بسرعة لافتة، حيث تشير التقارير إلى أن طهران باتت قريبة من امتلاك كمية من اليورانيوم تكفي لصنع قنابل نووية، رغم أن إنتاج سلاح فعلي سيستغرق عدة أشهر أخرى.

إعلان

لماذا الآن؟

وذكرت نيويورك تايمز أن نتنياهو، يرى أن هناك "فرصة ذهبية" يجب استغلالها قبل فوات الأوان. فإيران تعيش الآن حالة من الضعف غير المسبوق -على حد تعبير الصحيفة- بعد أن خسرت حلفاءها خاصة في لبنان نتيجة للحرب الأخيرة.

وأوضحت أن نتنياهو قالها صراحة: "بطريقة أو بأخرى، لن تمتلك إيران السلاح النووي ".

وتوضح الصحيفة أنه لا يخفى على أحد أن إسرائيل تسعى ومنذ زمن بعيد لمنع إيران، التي تعتبرها ألدّ أعدائها، من امتلاك سلاح نووي.

وضع المحادثات وموقف الولايات المتحدة

أكد تقرير نيويورك تايمز أن المفاوضين الأميركيين والإيرانيين يخططون لعقد الجولة السادسة من المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني يوم الأحد في سلطنة عمان.

وتابع أن الجانبين في حالة جمود بشأن ملف السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم داخل حدودها.

وزاد أنه برغم أن الرئيس الأميركي انسحب سابقا من الاتفاق النووي الموقّع عام 2015، فإنه اليوم يحاول تجنب التصعيد.

ففي حين تخوض واشنطن وطهران مفاوضات شاقة في سلطنة عُمان، يضغط ترامب على نتنياهو لعدم تنفيذ أي هجوم قد ينسف فرص الوصول إلى اتفاق، تؤكد نيويورك تايمز.

لكن التفاهم بين الجانبين يبدو هشا -تتابع الصحيفة- حيث اتهم ترامب إيران باتخاذ "موقف تفاوضي غير مقبول"، وأعرب عن تراجع ثقته بإمكانية التوصل إلى تسوية.

جذور العداء من الخفاء للعلن

تؤكد نيويورك تايمز أن الصراع بين إيران وإسرائيل لم يعد رهين الخفاء، وتضيف أنه في العام الماضي، اغتالت إسرائيل قيادات أمنية إيرانية في سوريا، فردت طهران بإطلاق مئات الصواريخ والمسيّرات على إسرائيل.

ثم قُتل قادة مثل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) إسماعيل هنية في عمليات نُسبت لإسرائيل، لترد إيران بإطلاق أكثر من 150 صاروخا.

هذه المواجهات المتكررة جعلت من "الحرب بالوكالة" حربا مباشرة، تُهدد بتوسّع إقليمي إذا اندلع هجوم جديد، بحسب نيويورك تايمز.

إعلان

هل تستطيع إسرائيل تنفيذ الضربة وحدها؟

وقالت الصحيفة الأميركية إنه برغم امتلاك إسرائيل قوة عسكرية متقدمة، فإن تنفيذ ضربة شاملة ضد المنشآت النووية الإيرانية، خاصة تلك المحصنة تحت الأرض، يتطلب أسلحة خارقة للتحصينات، والتي ترفض واشنطن تسليمها لحليفتها حاليا.

كما أن المسافة الطويلة جوا تتطلب عمليات إعادة تزويد بالوقود جوا ومشاركة عشرات الطائرات الحربية، مما يشكل تحديا لوجستيا هائلا بالنسبة لإسرائيل.

الأخطر من ذلك -تتابع الصحيفة- أنه إذا فشلت الضربة في القضاء الكامل على البرنامج النووي، فقد تُحفز إيران لتسريع خطواتها نحو امتلاك القنبلة فعليا، وتمنع دخول المفتشين الدوليين، مما يُصعّد الموقف إلى نقطة اللاعودة.

وقالت الصحيفة إنه في ظل تقاطع الأزمات بين البرنامج النووي الإيراني، وحسابات إسرائيل الأمنية، وما وصفاته بالتردد الأميركي، تبدو المنطقة على أعتاب مفترق خطير، وتساءلت: "هل تكون الضربة العسكرية وشيكة؟ أم أن ما نشهده الآن مجرد استعراض قوة لتحسين شروط التفاوض؟".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا