في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
حمص- عززت وزارة الداخلية في الحكومة السورية المؤقتة، من انتشار عناصرها في مدينة حمص وسط سوريا ، كتدبير وقائي لأي تحركات محتملة لفلول النظام المخلوع بعد هجوم منظم استهدف جنودا من القوات الحكومية في مدن اللاذقية و جبلة ، فضلا عن سقوط مدنيين.
وحسب مصادر أمنية في حمص، فإن الانتشار الأمني على المداخل والمراكز الحيوية للمدينة يأتي بعد إطلاق نار على مدنيين، أمس الأول، في مدخل شارع الحضارة بحي الزهرة، خلال مظاهرة للتنديد بالهجوم الذي نفذته فلول النظام المخلوع في مدن الساحل السوري.
وسيرت وزارة الداخلية دوريات ليلية، تحسبا لأي تحركات محتملة لضباط صف أو ضباط سابقين لم يسلموا أسلحتهم، أو جماعات خارجة عن القانون بهدف منع استغلالهم للوضع الأمني.
وشملت التدابير الأمنية إعلان حظر تجوال بهدف حماية المدنيين والممتلكات من أي تصعيد محتمل، فيما أعلنت وزارة الدفاع السورية -في بيان- حرصها على عدم توسيع العمليات داخل المدن، مشددة على ضرورة احترام أرواح المدنيين وممتلكاتهم في جميع المناطق.
ورصد مواطنون وشهود عيان تحركا عسكريا وتعزيزا للنقاط والمواقع الحدودية لمناطق ريف القصير وصولا إلى القلمون على طريق دمشق ، تحسبا لأي عمليات محتملة بهدف استغلال الوضع الأمني.
وتُعد حمص أكبر المحافظات السورية التي احتضنت أكبر عدد من الكليات والمعاهد العسكرية في عهد النظام المخلوع (الكلية الحربية، كلية المدرعات، كلية الرياضة، كلية الشؤون الفنية، كلية الهندسة). فضلا عن تمركز قوات عسكرية على امتداد المحافظة لما كان يسمى خط الدفاع الثاني ضد إسرائيل، وبالتالي احتضنت -سكانيا- شريحة واسعة من المنتمين للجيش السابق والأجهزة الأمنية.
وتتميز بموقعها الإستراتيجي وسط سوريا، وتتقاسم جهتها الغربية محافظة طرطوس الساحلية والحدود اللبنانية السورية، في حين تمتد باديتها من جهة الشرق وصولا إلى الحدود السورية العراقية، مما جعلها لسنوات مركزا لطرق إمداد حتمية استخدمها النظام المخلوع بين مناطق سيطرته وحلفاؤه الإقليميون.
في سياق متصل، تجمّع في ساحة الساعة (وسط المدينة) وساحة مسجد خالد، لليوم الثالث على التوالي، مئات المتظاهرين الداعمين للقوات الحكومية في حملتها العسكرية ضد فلول النظام المخلوع والجماعات الخارجة عن القانون في محافظات اللاذقية وطرطوس غربي سوريا.
وندد المتظاهرون بالهجمات التي سعت لتقويض سلطة الدولة، معبرين عن تمسكهم بوحدة البلاد ومنع تقسيمها.
محمد الملحم أبو خالد (66 عاما) لم يمنعه تقدمه في السن وتراجع حالته الصحية من المشي إلى صحن مسجد خالد بن الوليد لأداء صلاة التراويح. وعبّر في حديثه مع الجزيرة نت عن خشيته كسائر السوريين من أن يعود به الحال إلى فترة ما قبل التحرير، معتبرا وقوف السوريين إلى جانب الدولة "واجبا لا بديل عنه بعد عقد ونصف من الكفاح في سبيل خلاصهم".
وأضاف "غمرني الإحساس بالانتماء وأنا أرى أحفادي ينزلون للتظاهر من أجل وحدة البلاد، وليس من أجل رئيس مجرم".
أما مصطفى النعسان (28 عاما) الذي كان مطلوبا للجهات الأمنية في النظام المخلوع بتهمة تخلفه عن الخدمة العسكرية، ولا يمتلك أي خبرة قتالية، فقال إن "المدينة عانت بما يكفي خلال فترة حكم النظام البائد، ولن يتسامح الناس مع أي أعمال تزعزع استقرارهم وتعيدهم للوراء".
واستطرد النعسان في حديثه مع الجزيرة نت "لدي أسرة وأتطلع لمستقبل أكثر أمنا لطفلي الصغيرين، وشخصيا أتمسك بخيار دعم الحكومة لتثبيت الأمن ولجم المخططات التي تستهدفنا كشعب تحرر بعد 14 عاما من القتل والتنكيل".