هديل غبّون
الشونة الجنوبية، الأردن (CNN) -- وصلت الثلاثاء، أولى دفعات الأطفال المصابين من قطاع غزة إلى الأردن لتلقي العلاج بناء على توجيهات من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ضمن مبادرة "الممر الطبي الأردني"، ورصدت CNN بالعربية وصول عدد منهم عبر جسر الملك الحسين البري، الذي يربط المملكة بالضفة الغربية.
وبعد رحلة امتدت لنحو 12 ساعة من داخل للقطاع وصولا إلى المعبر الحدودي الأردني، وصلت الرضيعة نيفين ذات الـ6 أشهر برفقة والدتها وشقيقتها "جنى" في سيارة إسعاف خاصة تبع القوات المسلحة الأردنية، كانت من بين 10 سيارات إسعاف أخرى عبرت برا .
"نيفين" التي ولدت "بثقب" خلقي في القلب خلال الحرب وشهدت أهوال القصف، تنقلت بها والدتها بين الخيم والمشافي مرارا كان آخرها مستشفى النصيرات، بحسب ما تحدثت به لموقع CNN بالعربية قبل أن تبلغها منظمة الصحة العالمية بشكل مفاجىء، بأنها من بين الدفعة الأولى التي ستغادر للعلاج إلى الأردن.
وتقول الأم إيناس أبودقة، التي ستخضع ابنتها نيفين إلى عملية جراحية لمعالجة ثقب القلب، إنها ولدت في الحرب ، وأضافت:" كانت الولادة صعبة جدا، وكنت أبقى معها في الخيمة يومين ثم أعود مرة أخرى إلى المستشفى بسبب التهابات في الدم والتهابات في الصدر.. أسبوعان كنت أقضيهما في المستشفى ويومين في الخيمة عند أولادي"، مشيرة إلى أنها تركت بقية أبنائها أيضا في "أوضاع صعبة" .
أما الطفلة جوري أبو طعيمة، التي أصيبت ببتر في يدها إلى الكوع، فتقول والدتها أمل صابر التي التقتها CNN بالعربية، إن ابنتها باتت تعاني من حالة نفسية صعبة للغاية، وبات ترفض الخروج من الخيمة بسبب البتر في يدها.
وتشير صابر إلى أن يد ابنتها بترت بعدما أصيبت في قصف اسرائيلي خلال بداية الحرب على غزة، ما تطلب إجراء بتر لديها، قائلة إن القذيفة أصابتها خلال هروبهم من القصف، وأكدت على حاجة أطفال غزة لتلقي علاج نفسي مكثف.
أما الطفل مصعب فتحي عوض، من سكان منطقة الشيخ رضوان، فقد أصيب خلال قصف لمنزل العائلة في عمارة مؤلفة من 6 طوابق ما أدى إلى بتر في ساقه اليسرى.
وقال مصعب 15 عاما الذي حضر إلى الأردن برفقة زوجة عمه " في شهرفبراير/ شباط حصلت على أمر تحويل للعلاج في مستشفى الاقصى، وبقيت أنتظر على أمل تلقي العلاج في الخارج حتى أبلغتنا وزارة الصحة من خلال منظمة الصحة العالمية أنني سأسافر إلى المملكة، وفرحنا فرحنا كثيرا وكان شعورنا لايوصف".
ومن جهتها، قالت زوجة عمه سحر عوض للموقع ، إنها قدمت مع مصعب بعد منع خروج والديه معه، مشيرة إلى تلقيهم اتصالا من منظمة الصحة العالمية بالموافقة، على أن يتواجدوا في مستشفى الشفاء الرابعة فجرا، حيث تم نقلهم إلى المستشفى الأوروبي واستكمال رحلة المغادرة.
وتقول عوض عن اليوم الذي أصيب فيه مصعب" كان في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.. هذا يوم لا أنساه، قصفوا البيت وكان هو الناجي الوحيد من العمارة مع والديه وأغلب من كانوا في العمارة استشهدوا كانوا بحدود 80 شهيدا..أنا كنت في ذلك الوقت نازحة إلى الجنوب وتلقينا الخبر هناك".
وكان مدير الإعلام العسكري في القوات المسلحة الأردنية، العميد الركن مصطفى الحياري أعلن خلال مؤتمر صحفي عقده عند المعبر الحدودي، عن وصول 29 من الأطفال المرضى والمصابين من مختلف الأوضاع الصحية برفقة 44 من الأهالي والمرافقين لهم عبر مسار بري وآخر جوي.
وقال الحياري خلال المؤتمر، إن عملية الإخلاء تمت بالشراكة بين القوات المسلحة الأردنية ووزارة الصحة، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.
وأوضح الحياري بشأن المسارين، إن المسار الأول انطلق من مهبط قريب من معبر كرم أبو سالم على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وصولا إلى مطار ماركا العسكري في العاصمة عمّان، فيما انطلق المسار الثاني من قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم أيضا إلى جسر الملك الحسين، ليصار إلى توزيعهم على المستشفيات الحكومية والخاصة.
ووصل من خلال الجسر الجوي 4 أطفال، فيما وصل عبر جسر الملك الجسيم 25 طفلا مع عائلاتهم.
وأكد الحياري أن الأطفال سيعودون إلى غزة، بعد انتهاء رحلة العلاج، مشيرا إلى أن هذه المبادرة الملكية تحمل مسمى "الممر الطبي الأردني"، ضمن سلسلة من المبادرات الملكية التي أطلقت لمساندة سكان قطاع غزة طبيا وإغاثيا.
ويأتي إخلاء أولى الدفعات من أطفال غزة المرضى، بعد أسابيع قليلة من تصريحات العاهل الملك عبدالله الثاني خلال في لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن في 11 فبرايرالماضي، حين أعلن استعداد بلاده استقبال ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج.