آخر الأخبار

تحليل: روسيا الرابح الوحيد من هجوم ترامب على زيلينسكي

شارك

تحليل بقلم نيك باتون والش من شبكة CNN

(CNN) -- كان هناك شكا منذ فترة في أن هناك أمرا شخصيا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ولكن كان هناك أمل في أن تنتصر المصلحة العليا لكل من الولايات المتحدة وأوكرانيا .

ولكن الساعات الـ24 ساعة الماضية شهدت انتقادات قاسية من قبل ترامب لزيلينسكي، ومع ذلك، جاء شعور جديد بعدم اليقين الحقيقي بشأن مستقبل أوكرانيا وأمن أوروبا على نطاق أوسع .

وكان ترامب ألمح، في الأسبوع الماضي، إلى أنه يشعر بأن شعبية زيلينسكي منخفضة وأنه سيضطر إلى إجراء الانتخابات، ولكن ليلة الثلاثاء، صرح زورا بأن الرئيس الأوكراني يحظى بشعبية بنسبة 4 % وأضاف أن أوكرانيا من بدأت بشن الحرب ضد روسيا .

وهذا التصريح يعتبر قريبا جدا من تصريحات الكرملين.

وكانت موسكو بذلت قصارى جهدها للتلميح بشكل غير صحيح إلى أن انضمام أوكرانيا الوشيك إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) كان وراء هجومها غير المبرر في 2022، وأن زيلينسكي رئيس غير شرعي لأن أوكرانيا لم تخض التحدي الهائل المتمثل في إجراء انتخابات في زمن الحرب .

وكان زيلينسكي أشاد بترامب لشهور باعتباره شخصا يمكنه تحقيق السلام من خلال القوة.

وكانت كييف تعلم أن خطاب فريق ترامب أثناء الحملة الانتخابية كان يعني تغييرًا كبيرًا محتملا لأوكرانيا، لكنها تمسكت بالأمل، مع حلفائها الأوروبيين، في أن يسعى ترامب إلى تجنب لحظة انهيار الأمن في القارة، وإبعاد روسيا .

وفي الخلفية، كان الخطر قائمًا في علاقتهما المثيرة للجدال في فترة ولاية ترامب الأولى- عندما لم يمنح زيلينسكي ترامب ما يريده في مكالمة هاتفية "مثالية" أدت إلى عزله من قبل الكونغرس - كانت سحابة قاتمة لا مفر منها ستخيم على تفاعلاتهما المستقبلية، والآن انقشعت هذه السحابة وبدأت تنهال على أوكرانيا .

لقد خفف زيلينسكي من تصريحاته بشأن أن ترامب "يعيش في مساحة التضليل" من خلال إضافة أنه يكن احتراما كبيرا لهذا الرئيس الأمريكي والشعب الأمريكي.

ولكن ترامب رد بأن "الدكتاتور" كان بحاجة إلى التحرك بسرعة لإنقاذ أوكرانيا.

وخلال 5 أيام، وصف البيت الأبيض الزعماء الديمقراطيين الأوروبيين زورا بـ"الطغاة" مرتين، بينما رفض ذكر السجل الاستبدادي للكرملين في نفس الخطاب.

وقال نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس في نهاية الأسبوع في ميونيخ إن حلفاء الولايات المتحدة الأكثر ديمقراطية في أوروبا كانوا خائفين من ناخبيهم.

والآن يقول ترامب إن أعظم عدو لروسيا هو نفسه "دكتاتور" في طور التكوين.

ويبدو أن جيش بوتين الدعائي يُهزم في شارع بنسلفانيا حيث يوجد البيت الأبيض.

إن المعضلة الوجودية التي تواجهها أوكرانيا الآن هي ما إذا كانت تتمتع برفاهية الاختيار بين رئيسها في زمن الحرب وداعمها العسكري الرئيسي، الولايات المتحدة؟.

إن زيلينسكي أصبح الآن موضوعا لمنشورات مذمومة من قبل أقوى رجل في العالم، والذي يردد باستمرار إمدادا منتظما من الأحاديث التي يبثها الكرملين والتي تنبع من مكان غير معروف حتى الآن، مما يغير مسار أكبر حرب في أوروبا منذ أربعينيات القرن العشرين.

إن الدعم المالي الذي تقدمه إدارة ترامب لأوكرانيا، والذي بدونه يصبح بقاءها موضع شك حقا، أصبح الآن معرضا للخطر.

وترامب أشار زورا مرارا وتكرارا إلى أن مساعدات أوكرانيا "مفقودة"، وأن زيلينسكي على "قطار المكافآت"، في إشارة لحصول كييف على المساعدات.

إن ترامب يعد رواية للشعب الأمريكي والتي قد تنتهي على الأرجح بتقليص المساعدات نفسها .

إذن لماذا لا يدعو زيلينسكي، الذي أمضى نصف سنواته الست في السلطة في خوض حرب لم يعتقد في البداية أنها ستحدث، إلى إجراء تصويت وينهي الحديث عن شرعيته؟ لأن الانتخابات في أوكرانيا كانت صعبة في العقدين الماضيين، حتى في زمن السلم.

لقد سعت روسيا إلى التدخل، في 2004، حيث سرقت الأصوات وأشعلت احتجاجات ضخمة أطاحت بمرشحها بالوكالة الذي سرق الأصوات.

وفي زمن الحرب، تم تعليق الانتخابات جراء الأحكام العرفية، وقد يؤدي وقف إطلاق النار، الذي اقترحه فريق ترامب أيضا، إلى تعليق ذلك، والسماح للجنود بالتصويت.

ولكن ماذا عن ملايين الأوكرانيين في الخارج كلاجئين؟ ماذا عن الإصلاح الانتخابي والتشريعات الطارئة اللازمة لإجراء تصويت شرعي وحديث؟ هل يجب الإسراع في ذلك للحصول على نتيجة سريعة، أو العمل بجد للوصول إلى المعايير الذهبية الكاملة للشرعية الدولية؟ ماذا لو تسبب هجوم بطائرات بدون طيار أو صواريخ روسية في تعطيل يوم التصويت؟ كل شيء يمكن أن يسوء، ومن المؤكد تقريبًا أنه سيحدث.

إن النتيجة سوف تكون محاطة بالشكوك، مما يزيد من إلحاق الضرر بالتفويض الذي يتهم زيلينسكي زوراً بعدم الحصول عليه، أو تمكين بديل يفتقر أيضاً إلى الشرعية الكاملة.

وسوف يزرع الفوضى على الخطوط الأمامية، وفي كييف، وعند الأوكرانيين في جميع أنحاء أوروبا.

وهذا هو بالضبط ما يريده الكرملين: عذاب سياسي يضيف إلى ويلات كييف عبر الخطوط الأمامية.

لقد أصبح من الصعب التنبؤ بدوافع ترامب.

ولا يمكنك الخداع عندما يتعلق الأمر بالأمن الجيوسياسي وحلف "الناتو"؛ سوف يسمع خصومك الضعف في التحالف، ولن يخافوك أكثر عندما تتخذ موقفا تفاوضيا صعبا ضد حلفائك، ولا يمكنك فرض سلام معيب على بلد يخشى على بقاء حدوده وشعبه.

لا يمكنك تقويض زعيم في زمن الحرب ولا تتوقع أن تتعثر قواته أيضاً على الخطوط الأمامية.

ولم تخدم إعادة كتابة ترامب الجذرية للنظام العالمي في الأسبوعين الماضيين سوى مصلحة استراتيجية واحدة للعدو الوحيد الذي تأسس حلف شمال الأطلسي لمواجهته.. ألا وهو روسيا.

سي ان ان المصدر: سي ان ان
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا