في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
وسط معاناة لا توصف، يكابد آلاف النازحين مشقة العودة إلى شمال قطاع غزة عبر شارع صلاح الدين، حيث تتحول الرحلة إلى اختبار قاسٍ للصبر والتحمل. فعلى متن المركبات المتكدسة، يخوض العائدون رحلة شاقة تمتد لأيام، يبيتون خلالها في العراء، دون أدنى مقومات الحياة.
يصف أحد النازحين الموقف قائلاً: "نحن نتواجد في منطقة لا تتوافر فيها أساسيات الحياة." بينما يشكو آخر قائلاً: "نشعر بالتعب، منذ الأمس ونحن ننتظر، الوضع سيء للغاية".
طريق محفوف بالمعاناة
على امتداد 8 كيلومترات، تشق قوافل النازحين طريقها عبر مسالك ملتوية وطرق غير معبدة، تحيط بها أنقاض الأحياء المدمرة، فيما تراقبهم الدبابات الإسرائيلية عن كثب.
العائلات تتنقل بصعوبة وسط الأعطال المتكررة لمركباتهم، حيث يقول أحدهم: "نعاني كثيرا في السيارات، نواجه أعطالا متكررة." بينما تروي نازحة أخرى محنتها قائلة: "لنا 3 أيام ونحن ندفع سياراتنا المتعطلة، وقبل ذلك تعبنا كثيرًا وعانينا أكثر".
حاجز التفتيش.. معاناة أخرى تنتظرهم
تفرض إجراءات التفتيش في محور نتساريم وسط قطاع غزة مزيدا من الأعباء على العائدين، حيث يخضعون لفحص دقيق عبر قوات أمنية مصرية وقطرية وأميركية، وبمراقبة إسرائيلية للتأكد من عدم حمل السلاح، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
يترجل النازحون في هذه النقطة، ليُجبروا على سلوك طريق ترابي موازٍ بينما يتم فحص مركباتهم بأجهزة إشعاعية، قبل أن يتمكنوا من استئناف طريقهم شمالًا.
في ظل هذه المشقة، اضطر فريق سكاي نيوز عربية لقطع 4 كيلومترات سيرًا على الأقدام للوصول إلى نقطة التفتيش، حيث كانت هذه هي أقصى نقطة سُمح لهم ببلوغها، ما يعكس حجم المشقة التي يعيشها العائدون.
العودة إلى الشمال.. بداية معاناة جديدة
ورغم كل هذه التحديات، فإن الوصول إلى شمال غزة لا يعني انتهاء المحنة، بل بداية فصل جديد من الصراع من أجل البقاء، في ظل دمار واسع ونقص حاد في مقومات الحياة الأساسية.
بين الركام وعلى طرقات محفوفة بالمخاطر، يستمر العائدون في رحلة البحث عن الأمان، بينما يظل الأمل هو زادهم الوحيد وسط هذه المأساة المستمرة.