آخر الأخبار

12 مخططا إسرائيليا أفشلتها عودة النازحين إلى شمال غزة

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

شكلت صور عودة عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، صدمة للإسرائيليين قادة ومستوطنين، وسجلت مشاهد العائدين إلى مناطقهم لحظة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وسلطت الضوء على أهمية حق العودة، وتمسك الفلسطيني بأرضه، مهما بلغت التضحيات.

وذكر تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن أكثر من 376 ألف فلسطيني عادوا إلى شمال قطاع غزة بين صباح الاثنين وبعد ظهر الثلاثاء.

واعتبرت صورة الحشود بمئات الآلاف من الفلسطينيين بأنها نهاية الحرب، في حين رأى عاموس هارئيل المحلل العسكري لصحيفة هآرتس أن تلك الصورة حطمت أوهام النصر المطلق التي روج لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأنصاره منذ أشهر.

كما رأى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد أن عودة سكان غزة إلى منازلهم قبل عودة جميع سكان مستوطنات غلاف غزة "دليل مؤلم" على عجز حكومة نتنياهو.

وعبر رئيس حزب "العظمة اليهودية" إيتمار بن غفير عن حالة الإحباط في إسرائيل من مشاهد عودة النازحين، وقال "إن فتح طريق نتساريم ودخول عشرات الآلاف من سكان غزة إلى شمال قطاع غزة هي صور لانتصار حماس وجزء مهين آخر من الصفقة المتهورة واللامسؤولة".

وأضاف أن هذا ليس ما يبدو عليه "النصر الكامل، بل هذا هو ما يبدو عليه الاستسلام الكامل، فلم يقاتل جنود الجيش الإسرائيلي ولم يضحوا بأرواحهم في القطاع لجعل هذه الصور ممكنة".

إعلان

كما حذر منتدى القادة والجنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي من أن عودة الغزيين إلى شمال قطاع غزة تعد خطوة خطيرة، وتعني "التنازل عن أصل إستراتيجي تم الحصول عليه في الحرب لصالح صفقة جزئية وخطيرة. وبدلاً من هزيمة حماس، فإن الجيش الإسرائيلي مضطر لمواجهة واقع من شأنه أن يقوض قدرته على الفوز، ويجب على الجمهور أن يفهم الثمن الباهظ لهذا القرار".

واستطلعت الجزيرة نت آراء عدد من الخبراء والمحللين، للوقوف على أهم الملامح السياسية التي رسمها مشهد عودة النازحين.


* تكريس خيار العودة

يرى القيادي في حركة حماس محمود مرداوي أن عودة النازحين بهذا الزخم والتدفق ترسل رسالة "أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه، وأن الهجرة ليست خيارًا لا طوعيًا ولا بالإكراه، وأن هذا له دلالات واضحة على المستوى الجماعي، والفردي تعكس تمسك الفلسطينيين بحق العودة والتصاقهم بأرضهم وبوطنهم".


* رد على تصريحات ترامب

من جهته، اعتبر القيادي في حركة فتح والخبير في الشؤون الإسرائيلية سفيان أبو زايدة أن عودة النازحين حملت في طياتها ردا عمليا على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي دعا فيها إلى ترحيل الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وإلى دول أخرى.

فكانت هذه العودة وبهذه الأعداد أكبر رسالة لترامب أن الشعب الفلسطيني عمليًا متشبث بأرضه ولن يرضى عنها بديلًا، لأن تجربة الشعب الفلسطيني كانت مريرة جدا في كل ما يتعلق بالنزوح، وقد جرب ذلك عام 48 وجرب ذلك عام 67 ولا يريد أن يخوض ذات التجربة عام 2025.


* إفشال مخططات الاستيطان

أفشلت عودة النازحين المخطط الإسرائيلي الكبير بعودة الاستيطان إلى قطاع غزة، وحطمت آمال اليمين الإسرائيلي الذي كان يسيل لعابه من أجل استقرار المستوطنين شمال غزة.


* انتصار الوعي الجمعي

عززت الصورة المتشابكة بالأعداد الكبيرة للنازحين -في مشهد العودة من الجنوب ومن الوسط إلى الشمال- وعي الفلسطيني بالتمسك بأرضه، حتى وإن تعرض لكل ما تعرض له من عملية ممنهجة ومن عمليات إبادة، مما يعد صورة مغايرة كليًا لما حدث عام 1948.

إعلان

وتحدث المختص بالشؤون الإسرائيلية سليمان بشارات عما سماه العقل والذهن الفلسطيني -الذي كان يقوم على مبدأ الخروج وانتظار العودة فيما بعد إذا تحققت الظروف المناسبة- قائلا إن الفلسطيني اليوم "أصبح يمتلك عقلًا ووعيًا جمعيا يقوم على مبدأ مغاير، وعلى التمسك قبل البناء، حتى وإن لم تكن هناك إعادة إعمار، حتى وإن لم يكن هناك أفق سياسي مستقبلي".


* ضرب مبدأ الإحلال

ويضيف بشارات أن جموع العائدين المتمسكين بالأرض ومبدأ العودة ضربت عصب ومفهوم فكر الدولة اليهودية الذي يقوم على مبدأ عملية الإحلال وطرد السكان والسيطرة على الأرض بالقوة "وهذا أيضًا واحد من المنهجيات التي يسعى الاحتلال لتنفيذها في مدينة القدس المحتلة وفي الضفة الغربية".

مصدر الصورة مشهد العودة عزز وعي الفلسطيني بالتمسك بأرضه ولو تعرض لكل ما تعرض له من إبادة (الفرنسية)
* كسر معادلة التهجير

يقول المختص في الشؤون الإسرائيلية عزام أبو العدس إن عودة النازحين شكلت -في نظر الكثير من المحللين والمراقبين- حدثا تاريخيا بامتياز، وهو من الأيام التي سيذكرها التاريخ الفلسطيني طويلًا وذلك لأنها بكل بساطة كسرت معادلة استمرت منذ عام 1948 تعني أن انتصار إسرائيل يساوي تهجير الفلسطينيين، وبالتالي الاحتلال الإسرائيلي هو في جوهره احتلال استعماري، إحلالي، فوجود إسرائيل لا يمكن أن يقوم ويتمدد ويتوسع إلا في حالة طرد الفلسطينيين.


* انهيار سردية التخلي عن الأرض

أفشلت عودة السكان إلى شمال غزة المخطط الإسرائيلي بإفراغه من سكانه، وفي المقابل انهارت سردية عملت عليها إسرائيل منذ 1948 بأن الفلسطيني يمكن أن يتخلى عن أرضه، إذا ما تحققت له ظروف الحياة وظروف معيشية أفضل من الظروف الحياتية.

فعودة النازحين ضرب عصب واحدا من أهم مرتكزات الاحتلال الإسرائيلي كما وصفها الخبير بشارات بانهيار السردية لصورة الفلسطيني الذي يمكن أن يتخلى عن أرضه، والتي سيطرت على العقلية العربية والإسلامية والعالمية، كل هذا تحطم. كما اهتز معه واحد من أهم المرتكزات المستقبلية للمشروع اليهودي بالضفة الغربية، وهو مبدأ الحسم الذي تبنى عليه الصهيونية الدينية خطتها في ضم وحسم الضفة الغربية.

إعلان

* تلاشي نظرية الردع بالدمار

قامت فكرة الاحتلال الإسرائيلي الأساسية على تغيير الجغرافيا والديمغرافيا في قطاع غزة، منذ بداية الحرب. لذا سعى إلى تدمير المناطق السكنية، بالقصف العشوائي والتدمير الممنهج للبيئة السكنية، بهدف اقتلاع الفلسطيني بشكل كامل، بهدف تحول قطاع غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة.

وكما يشير المحلل أبو العدس فإن الخطط الإسرائيلية كانت تقوم على إفراغ قطاع غزة لإيجاد حالة من الردع بالدمار، وهو المبدأ الذي كانت تكرره بكثرة الدعاية الإسرائيلية من خلال وسائل إعلامها، وهي تنسحب أيضًا على عموم الحالة الفلسطينية سواءً في الضفة أو الداخل المحتل أو في القدس.


* إحباط خطة الجنرالات

كانت عودة النازحين إحدى أهم القضايا التي طرحت خلال مفاوضات وقف إطلاق النار، وأبرزت تعقيدات عملية التفاوض، لكن وصولها إلى مرحلة التنفيذ كان تحولا مهما في الالتزام بتنفيذ الاتفاق، رغم بعض المعوقات التي وضعتها إسرائيل.

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي إياد القرار أن عودة النازحين أفشلت مشروع التهجير في الأساس كمبدأ، كما أفشلت خطة الجنرالات شمال قطاع غزة التي قامت على مبدأ دفع الناس للهجرة من خلال القصف والقتل والتدمير.

مصدر الصورة عودة النازحين أفشلت خطة الجنرالات التي قامت على مبدأ دفع الناس للهجرة بالقتل والتدمير (الأناضول)
* مخطط تقسيم القطاع

من جهته، يرى المحلل القرار أن الصعوبات الميدانية تجعل من وجود الأعداد الهائلة من النازحين معوقا جديا وكبيرا، أمام أي مخطط أمني أو عسكري إسرائيلي شمال قطاع لتقسيمه.

وبعد فشل خطة الجنرالات، فقد الاحتلال كل أدوات الضغط لفصل قطاع غزة إلى كانتونات منفصلة، شمالًا ووسطًا وجنوبًا، ومحور فيلادلفيا في الحدود المصرية الفلسطينية.


* إفشال خيار عودة الحرب

يرجح المحللون أن إسرائيل ستواجه مشكلة كبيرة جداً سواء على مستوى المؤسسة العسكرية أو السياسية، لو حاولت العودة للحرب، خصوصا في مناطق شمال قطاع الذي رجع إليها مئات الآلاف من النازحين.

إعلان

وقد اعتبر المحلل بشارات أن العالم الغربي أعطى إسرائيل كل المساحات لتنفيذ كل خططها ضد غزة، والآن ثبت فشل إسرائيل في قدرتها على تحقيق ذلك، ولهذا ستكون هناك معارضة جدية في العودة إلى الحرب، وإن الذي يمكن فقط تنفيذه هو عمليات محددة مركزة باستخدام الطائرات ولكن دون إمكانية الدخول في مواجهة شاملة وواسعة.

وبهذا الصدد، يقول عاموس هارئيل المحلل العسكري لصحيفة هآرتس إنه سيكون من الصعب على إسرائيل تجديد الحرب وإجلاء المدنيين مرة أخرى من المناطق التي ستغزوها، حتى لو انهار الاتفاق نهاية الأسابيع الستة من المرحلة الأولى.

كما يرى المحلل أبو العدس أن العودة إلى القتال مسألة معقدة جدًا، حيث عملت المقاومة على استعادة القدرات العسكرية والتجهيز للمواجهة مع الاحتلال حال عودة للقتال، كما أعدت الميدان لإمكانية عودة الحرب من خلال تجهيز الكمائن والعبوات والتشكيلات القتالية.


* سيطرة الإحباط على الجمهور الإسرائيلي

تسيطر حالة من الإحباط الكبير على الشارع الإسرائيلي الذي يعتقد أن هذه الحرب انتهت، وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن 60% من الشارع الإسرائيلي يريد إنهاء هذه الحرب.

لكن التساؤل الكبير الذي برز لدى الإسرائيليين بعد مشاهد عودة النازحين إلى شمال القطاع وظهور عناصر المقاومة: ماذا كنا نفعل في قطاع غزة خلال الـ15 شهرا؟

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا