آخر الأخبار

ملاعب سوريا التي حولها نظام بشار إلى مناطق عسكرية ومراكز اعتقال

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

حلب– لم يكن اللاعب السوري الدولي السابق ومشرف الكرة في نادي الاتحاد أيمن حبال بوسعه الاقتراب من ملعب حلب الدولي في العقد الماضي بسبب تحوله إلى ثكنة عسكرية لقوات الرئيس المخلوع بشار الأسد.

فمع الاقتراب من ملعب حلب الدولي يتضح حجم المأساة التي كانت تحدث في هذه المنشأة الرياضية الأهم في البلاد، فبقايا قذائف الدبابات والصواريخ ما زالت شاهدة على استخدام الملعب لقصف الشعب السوري فضلا عن غرف الملعب التي كانت تستخدم معتقلات، والسواتر الترابية التي تنتشر في أرجاء الملعب لقنص المدنيين.

ويقول اللاعب السوري الدولي السابق إن ملعب حلب الدولي الذي استغرق إنشاؤه 32 عاما يعدّ أكبر ملاعب سوريا، ويتسع لـ75 ألف متفرج ويُعدّ الثامن على مستوى الوطن العربي و11 على مستوى آسيا، لكن مع انطلاق الثورة السورية عام 2011 "أغلق بوجهنا نحن كرياضيين بسبب تحويله إلى ثكنة عسكرية".

وأشار إلى أن المعلب تحول إلى مقار عسكرية ونشرت في محيطه الحواجز والدشم الرملية التي استعملت لقنص المدنيين الذين يقتربون من هذه المنشأة الرياضية الكبيرة التي استضافت كثيرا من المباريات الآسيوية والعربية، "ولم نكن نعلم ماذا يحدث بداخلها لمنعنا من الدخول بحجة الدواعي الأمنية".

مصدر الصورة مخلفات الحرب تنتشر في أرجاء ملعب حلب (الجزيرة)

دعوة لرفع العقوبات

ودعا حبال الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالعمل على رفع العقوبات عن الرياضة السورية من أجل القدرة على إعادة بناء هذه المنشآت، معربا عن تفاؤله بالحكومة الجديدة من أجل العمل على إعادة الرياضة السورية إلى سابق عهدها.

إعلان

بدوره، يقول نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام في سوريا إسماعيل مصطفى إن الملاعب والمنشآت الرياضية التي أقيمت منذ أكثر من 40 عاما تم تحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية، ومستودعات استخدمها النظام البائد مرآبا للآليات ولتخزين السلاح، فضلا عن تأجير بعضها لمنظمات ومؤسسات مختلفة.

وأكد مصطفى، في حديث للجزيرة نت، أن المنشآت الرياضية ستحظى خلال الفترة المقبلة بالاهتمام الكبير من ناحية البناء وإعادة التأهيل في سبيل إعادة الروح إلى الرياضة السورية من خلال منشآت حديثة ومتطورة تكون قادرة على استضافة البطولات العربية والآسيوية، "لكن هذا الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت والصبر".

مصدر الصورة ساتر ترابي في ملعب حلب كانت قوات النظام تستخدمه لقنص المدنيين (الجزيرة)

ملاعب للقتل

ويقول أحمد البكور الذي يسكن بجوار ملعب حلب الدولي، للجزيرة نت، إنه مع بداية الثورة السورية وخروج المظاهرات في مناطق عدة بريف حلب، "كنا نرى الحافلات تدخل وتخرج إلى الملعب الكبير ونحن مُنعنا من الدخول إليه، وبعد مدة وضع حاجز للجيش كان معززا بالدبابات ونُشرت القناصات حتى لم نعد نستطيع الخروج إلى شرفات منازلنا خوفا من القنص الذي كنا نتعرض له".

أما محمود العشي المقيم بحي صلاح الدين أيضا فيقول للجزيرة نت "نحن نسكن في طوابق الأبنية العالية المقابلة للملعب، وكنا نرى كيف اتخذت قوات النظام الملعب مقرا لها وحولته إلى ثكنة عسكرية وعلى بوابته الدبابات وبداخله الراجمات التي كانت تقصف أهلنا بريف حلب الشمالي".

وتضم مدينة حلب أيضا ملعب الحمدانية والصالة الرياضية العملاقة التي تتسع لـ15 ألف متفرج، بالإضافة لملاعب التنس والسلة، ويقول اللاعب السوري الدولي السابق أيمن حبال إن منع دخولهم لم يكن فقط إلى ملعب حلب فقط بل حتى إلى ملعب الحمدانية الذي يتسع لـ15 ألف متفرج فقط.

ونوّه إلى أن النظام السابق سمح بالدخول فقط إلى الصالة العملاقة ضمن تشديد أمني، ولكن بعد تحرير حلب من نظام الأسد تم قصفها وتدميرها بالكامل من قبل الطائرات الحربية.

مصدر الصورة آثار تدمير ملعب حلب الدولي (الجزيرة)

ملعب العباسيين

ولم يكن "ملعب العباسيين" في العاصمة السورية دمشق أفضل حالا من نظيره في حلب، خاصة بعد خروجه عن الخدمة منذ 2012، عقب الضرر الذي لحق به جراء تحويله إلى ثكنة عسكرية أيضا من قبل النظام السابق.

إعلان

ويرى المواطن السوري إياد الأسعد الذي يسكن إلى جوار الملعب أن آلة الإجرام والقتل كانت حاضرة داخل الملعب، فبعد أن كان وجهة الرياضيين والمشجعين، "فجأة أصبح الدخول إليه ليس لمشاهدة المباريات وتشجيع الأندية بل للتعذيب أو القتل، وهو مكتظ بالأليات الثقيلة وعناصر الشبيحة والأمن".

وأضاف أن "ضجيج المباريات الذي كنا نسمعه نحن جيران الملعب تحول على مدار سنوات إلى صوت القصف العنيف الذي يهز المكان جراء قصف الراجمات على حي جوبر وأحياء الغوطة الشرقية التي خرجت بالمظاهرات ضد النظام السابق".

ويؤكد نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام في سوريا إسماعيل مصطفى، للجزيرة نت، البدء في ترتيب البيت الداخلي في المكتب التنفيذي واتحادات الألعاب واللجان التنفيذية والمدن الرياضية، وصولا إلى المنتخبات الوطنية مع الحرص على استمرارية التدريب والاستعداد لا سيما في الألعاب التي تنتظرها استحقاقات قادمة.

وأضاف أنه مع انتهاء الدورة الحالية للاتحاد الرياضي العام وتعذر الدعوة للمؤتمر الانتخابي خلال هذه الفترة، "نقوم بإعادة تشكيل مجالس إدارات المؤسسات الرياضية من أصحاب الخبرة والكفاءات والسمعة الحسنة، حتى تستمر المؤسسات بعملها وتعود عجلة الحياة الرياضية إلى سابق عهدها".

مصدر الصورة قذائف الدبابات الفارغة داخل ملعب حلب الدولي (الجزيرة)

الفساد والمحسوبيات

عضو اللجنة الاستشارية باتحاد كرة القدم العام السوري يوسف الحسن كشف -للجزيرة نت- عن فساد منتشر في الملف الرياضي السوري بالكامل، وقد وصل هذا الفساد -وفقا للحسن- إلى أن يتم ضم اللاعب إلى المنتخبات السورية مقابل دفع مبلغ مالي.

وأضاف أن الرياضة السورية خلال الفترة الماضية عانت معاناة كبيرة جراء ممارسات النظام السابق والوضع الأمني في البلاد، متوقعا أن تشهد المرحلة المقبلة تطورا كبيرا على صعيد الرياضة مع عودة سوريا لشعبها من جديد.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا