حذر خبراء في الصحة من أن تناول أدوية شائعة لعلاج حرقة المعدة بشكل متكرر قد يزيد خطر الإصابة ببكتيريا خطيرة في الجهاز الهضمي.
وتعرف هذه الأدوية باسم مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، وهي تُستخدم لتخفيف أعراض حرقة المعدة وعسر الهضم عن طريق خفض حموضة المعدة. وتتوفر بعضها بوصفة طبية وأخرى بدون وصفة.
ورغم أن مثبطات مضخة البروتون تعتبر آمنة بشكل عام، فإن خبراء الصحة يحذرون من مخاطر محتملة، أبرزها زيادة خطر الإصابة ببكتيريا المطثية العسيرة (C. diff)، وهي بكتيريا تسبب إسهالا حادا قد يهدد الحياة في بعض الحالات.
ويُعرف أن البكتيريا غالبا ما تتسبب في مضاعفات خطيرة لدى الفئات الضعيفة، مثل كبار السن والرضع وذوي المناعة الضعيفة.
وأظهرت دراسة، نشرت في مجلة "العدوى"، أن تناول جرعات أعلى من مثبطات مضخة البروتون قد يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بعدوى C. diff.
وحذرت الصيدلانية، ديبورا غرايسون، من الاستخدام المفرط لهذه الأدوية، قائلة: "في حالات حرقة المعدة البسيطة، قد يكون استخدام أوميبرازول (أو مثبطات مضخة البروتون الأخرى) أكثر ضررا من نفعه على المدى الطويل".
وأكدت أن حموضة المعدة ضرورية لعملية الهضم، إذ تساعد على تنشيط إنزيم "بيبسين" الذي يكسر البروتينات في الأمعاء ويساعد في هضم الطعام. كما تحمي من الميكروبات الضارة في الطعام.
وأضافت: "انخفاض حموضة المعدة يمكن أن يقلل من قدرة الجهاز الهضمي على مقاومة العدوى، ما يزيد خطر الإصابة ببكتيريا مثل C. diff وكامبيلوباكتر واضطرابات الأمعاء الدقيقة".
إلا أن مراجعة بحثية حديثة، أجراها معهد كارولينسكا في السويد، أوضحت أنه لا يوجد دليل قاطع على أن الجرعات الأعلى من مثبطات مضخة البروتون تزيد الخطر مقارنة بالجرعات الأقل، رغم ارتباط هذه الأدوية بشكل عام بارتفاع احتمال الإصابة ببكتيريا C. diff.
ويؤكد الخبراء أن هذا التحذير يعد سببا للتقليل من الإفراط في وصف هذه الأدوية، ومراقبة المرضى بانتظام. كما ينصحون بعدم التوقف المفاجئ عن تناول أي دواء دون استشارة الطبيب، لأن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض.
وينبغي لأي شخص يشعر بالقلق حيال وصفته الطبية مراجعة طبيبه للحصول على التقييم المناسب قبل إجراء أي تغييرات.
المصدر: ذا صن