انتشرت مستحضرات الريتينول بشكل واسع، في السنوات الأخيرة، في عالم العناية بالبشرة، حيث يروج لها لقدرتها على تحسين نضارة البشرة، وتقليل التجاعيد الدقيقة، وتوحيد لون البشرة.
وتشير أحدث الدراسات إلى أن 63% من مستخدمي الريتينول يشهدون تحسنا ملحوظا في مظهر بشرتهم، لكن 35% يعانون من آثار جانبية مزعجة. وهذا المركب الذي يشكل ثورة في عالم مكافحة الشيخوخة، يخفي وراءه قصة معقدة من الفوائد والمحاذير التي يجب أن يعرفها كل مستهلك قبل الشراء.
ما هو الريتينول؟
الريتينول هو أحد مشتقات فيتامين أ، الذي يلعب دورا أساسيا في صحة الجلد والرؤية والمناعة. وعند تطبيقه موضعيا، تتحول هذه المادة إلى حمض الريتينويك، وهو الشكل النشط الذي يحفز تجديد خلايا البشرة، ويعزز إنتاج الكولاجين (تلك المادة البروتينية التي تعمل مثل "السقالات" التي تحافظ على نضارة البشرة ومرونتها)، ويسرع عملية التخلص من الخلايا الميتة وتجديد الخلايا، ما يعني ظهور بشرة أكثر نضارة وإشراقا مع الوقت.
فوائد الريتينول للبشرة
- تقليل علامات الشيخوخة: يحفز إنتاج الكولاجين، ما يساعد في تحسين مرونة البشرة وتقليل التجاعيد الدقيقة.
- توحيد لون البشرة: يساعد في تفتيح البقع الداكنة الناتجة عن الشمس أو ندوب حب الشباب.
- تنظيف المسام: يعمل كمقشر لطيف، ما يقلل من انسداد المسام ويمنع ظهور البثور.
هل الريتينول آمن؟
على الرغم من فوائده، فإن الريتينول قد يسبب بعض الآثار الجانبية، خاصة في بداية استخدامه، مثل:
- تهيج البشرة: احمرار، جفاف، أو تقشر.
- زيادة الحساسية للشمس: مما يرفع خطر الحروق الشمسية، لذا ينصح باستخدام واق شمسي يومي بعامل حماية (SPF) لا يقل عن 30 (SPF 30+)، مع إعادة تطبيقه كل ساعتين عند التعرض المباشر للشمس.
- تفاقم حب الشباب مؤقتا: وهو ما يعرف بـ "التطهير بالريتينول"، حيث تظهر البثور قبل أن تتحسن البشرة.
من يجب أن يتجنب الريتينول؟
- الحوامل والمرضعات: لأن الريتينول قد يسبب تشوهات جنينية.
- أصحاب البشرة الحساسة أو المصابين بالأكزيما والوردية: قد يزيد الريتينول من التهيج.
- من يستخدمون مقشرات قوية: مثل أحماض ألفا هيدروكسي، لأنها قد تسبب تهيجا مفرطا.
ومن الأفضل دائما استشارة طبيب أمراض جلدية قبل البدء في استخدامه، خاصة إذا كنت تعاني من أي مشاكل جلدية.
كيف تستخدم الريتينول بأمان؟
بالنسبة للمبتدئين، ينصح بالبدء بمنتجات تحتوي على تركيز منخفض (0.1%)، وتطبيقها ليلا مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا فقط.
ومع اعتياد البشرة، يمكن زيادة التكرار والتركيز تدريجيا، مع الحرص على ترطيب البشرة جيدا بعد كل استخدام.
وعند اختيار المنتج، ابحث عن العبوات المعتمة والمحكمة الإغلاق، لأن الريتينول يفقد فعاليته عند تعرضه للهواء والضوء. وتذكر أن النتائج لا تظهر بين ليلة وضحاها، بل تحتاج إلى 3-6 أشهر من الاستخدام المنتظم لملاحظة الفرق الحقيقي.
ويوصي الخبراء باستخدام كمية بحجم حبة البازلاء لتجنب التهيج، إلى جانب وضع مرطب بعد الريتينول لتقليل الجفاف.
ويجب اختيار المنتج المناسب، حيث سيكون من الأفضل استخدام المستحضرات التي تحدد نسبة الريتينول بين 0.1% و0.3%.
وفي النهاية، يعد الريتينول سلاحا ذا حدين في عالم العناية بالبشرة. فعند استخدامه بحكمة وصبر، يمكن أن يكون مفتاحا لبشرة أكثر شبابا وإشراقا. لكن الإفراط في استخدامه أو الاستخدام الخاطئ قد يأتي بنتائج عكسية.
المصدر: ميديكال إكسبريس