يعتقد الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي أن ممارسة الرياضة على معدة فارغة تساعد في حرق المزيد من الدهون. ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن هذه مجرد معلومة خاطئة شائعة، إذ تُظهر الأبحاث أن التمرين في حالة الصيام لا يُحسّن الأداء ولا يؤدي إلى حرق سعرات حرارية أكثر.
وتوضح اختصاصية التغذية آبي لانغر أن ممارسة الرياضة من دون تناول الطعام مسبقًا لا تُحدث فرقًا كبيرًا في تحقيق النتائج المرجوة. لكن هذا لا يعني أن تناول كميات كبيرة من البروتينات والكربوهيدرات مباشرة قبل التمرين هو الخيار الأفضل أيضًا.
ولتحقيق أقصى استفادة من التمارين، من الضروري تناول الطعام في الوقت المناسب واختيار الأطعمة الصحيحة. وبينما يعتقد البعض أن توقيت الوجبات هو العامل الأهم، يشدد الخبراء على أن نوعية الطعام الذي يتم تناوله أهم بكثير من توقيته.
ولتوفير الطاقة اللازمة للجسم، يُعد تناول الطعام قبل ممارسة التمارين أمرًا ضروريًا، حيث تُزوّد السعرات الحرارية الجسم بالوقود اللازم للأداء البدني. لكن في المقابل، قد يؤدي تناول كميات كبيرة من الطعام قبل وقت قصير من التمرين إلى الشعور بعدم الراحة.
بما أن التمارين الرياضية تُحوّل تدفق الدم من الأعضاء الهضمية إلى العضلات، فإن ممارسة التمارين بعد وجبة دسمة قد تعيق عملية الهضم وتسبب التشنجات أو الغثيان. وتزداد هذه التأثيرات مع الأطعمة الغنية بالدهون أو البروتين أو الألياف، حيث تستغرق وقتًا أطول للهضم مقارنةً بالكربوهيدرات. ولهذا السبب، توصي لانغر بتناول وجبة غنية بالكربوهيدرات قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات من التمارين المكثفة.
أما في حال التمارين الصباحية الباكرة أو قبل وجبة العشاء، فإن تناول وجبة خفيفة غنية ب الكربوهيدرات مثل الموز مع زبدة الفول السوداني أو الزبادي مع الفاكهة قد يكون كافيًا لمنح الجسم الطاقة اللازمة للأداء الجيد، مع إمكانية تعويض العناصر الغذائية بوجبة كاملة بعد التمرين.
لتسريع التعافي، يكون تناول البروتين بعد التمرين أكثر فعالية. وتوضح أخصائية الفسيولوجيا كريستا أوستن أنه في حال لم يكن من الممكن تناول وجبة متكاملة مباشرة، فإن تناول وجبة خفيفة غنية بالبروتين قد يساعد في السيطرة على الشهية وتجنب الاختيارات الغذائية غير الصحية لاحقًا.
إذ يعاني الكثير من الأشخاص من زيادة الشعور بالجوع بعد ساعة من التمرين، مما قد يدفعهم إلى الإفراط في تناول الطعام. ولتفادي ذلك، يُنصح بتناول وجبة خفيفة تحتوي على البروتين فور الانتهاء من التمارين للحفاظ على توازن النظام الغذائي.
وعلى عكس الاعتقاد الشائع، لا يُعد تناول مخفوق البروتين فور الانتهاء من التمارين أمرًا ضروريًا لبناء العضلات. فبينما يعتقد البعض أن هناك "نافذة ابتنائية" قصيرة بعد التمرين، حيث يكون امتصاص العناصر الغذائية أكثر فاعلية، تؤكد لانغر أن هذه النافذة أطول بكثير مما يظن الكثيرون. وبدلًا من التركيز على توقيت تناول البروتين، من الأفضل توزيع الكمية المناسبة على مدار اليوم، بحيث تحتوي كل وجبة على 25 إلى 30 غرامًا من البروتين ، ما يساعد في بناء العضلات، وتعزيز الشعور بالشبع، وتحقيق التوازن الغذائي.
في معظم الحالات، لا يحتاج الأشخاص إلى تناول الطعام أثناء ممارسة التمارين ، طالما أنهم يتبعون نظامًا غذائيًا متوازنًا على مدار اليوم. لكن بالنسبة للرياضيين الذين يمارسون تمارين مكثفة لفترات طويلة، مثل تدريبات الماراثون، فإن تناول وجبة خفيفة غنية بالكربوهيدرات أثناء التمرين قد يكون مفيدًا لتعزيز الأداء.
وبدلاً من التركيز على توقيت الوجبات، تشدد أوستن على أهمية جودة التغذية والكميات المتناولة. فتعقيد الأنظمة الغذائية بشكل مبالغ فيه قد يؤدي إلى الارتباك، في حين أن الالتزام بتوصيات غذائية بسيطة والحفاظ على عادات صحية على مدار اليوم يظل هو النهج الأكثر فاعلية لتحقيق التوازن الغذائي واللياقة البدنية.