أثار مهرجان جرش الفني ومهرجان الطعام في الأردن جدلاً كبيراً لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسبب "توقيتهما المتزامن مع الجوع في قطاع غزة" كما يصف كثيرون، فيما يرى آخرون أن تلك الفعاليات "يجب أن تستمر لدعم المشاريع المحلية والاقتصادية".
وطالب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بإلغاء أو تأجيل تلك الفعاليات "تضامناً" مع ما يحصل في غزة، فيما أشار البعض الآخر إلى ضرورة استمرارها نظراً لــ"رمزيتها وفائدتها العائدة على الاقتصاد".
وينطلق مهرجان جرش الأربعاء، بمشاركة مغنين وفرق موسيقية محلية وأجنبية، فيما سيبدأ مهرجان الطعام بعد أيام، وسط دعوات لمقاطعتهما.
ومؤخراً، خرجت مسيرات احتجاجية في العاصمة عمّان وإربد بشعارات تطالب "بفك الحصار عن غزة وضد التجويع الحاصل في القطاع".
وربط البعض بين ما تحمله هذه المهرجانات من "أجواء احتفالية وأفراح لا تتناسب مع ما يعانيه قطاع غزة من جوع وموت".
وأطلق عدد من الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي وسم "غزة تموت جوعاً" ووسوماً أخرى تطالب بالمقاطعة مثل "إلغاء مھرجان الطعام" و"مقاطعة مھرجان جرش".
واعتاد الأردن على إقامة مهرجان جرش سنوياً، غير أنه جرى إلغائه عدة مرات بسبب أحداث سياسية في لبنان، وخلال كورونا.
وانتشرت مناشدات تطالب الحكومة الأردنية والمسؤولين بإلغاء مهرجان الطعام "احتراماً لما يحصل في غزة من جوع وللقتلى أثناء انتظار المساعدات".
بدوره، قال رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، أمس الثلاثاء، إن مهرجان جرش مهم لاقتصاد المحافظة ولقطاع السياحة في الأردن الذي تعمل حكومته بكل قدراتها ووسائلها على دعمه وتعزيزه رغم الظروف الإقليمية المحيطة على حد وصفه، مؤكداً أن الفعاليات والمهرجانات الفنية ضرورية لدعم القطاع السياحي في الدول، ومشيراً إلى استمرارها.
وقالت بعض الحسابات إن "مهرجان الطعام لا يعتبر ترفيهاً، بل يمثل دعماً مباشراً للمشاريع الصغيرة والمطاعم المشاركة في المهرجان ويساعد في تحصيل أرباح تضمن استمراريتها".
وقالت أكثر من مئة منظمة غير حكومية من بينها "أطباء بلا حدود"، و"منظمة العفو الدولية"، و"أوكسفام إنترناشونال" إنه "مع انتشار مجاعة جماعية في قطاع غزة، يعاني زملاؤنا والأشخاص الذين نساعدهم من الضعف الشديد".
ودعت المنظمات في بيانها المشترك إلى "وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وفتح كل المعابر البرّية للقطاع، وضمان التدفق الحر للمساعدات الإنسانية إليه".
وما بين آراء مطالبة بإلغاء مهرجان الطعام من عدمه، اقترح رواد على مواقع التواصل الاجتماعي الاستعاضة عن إلغائه بأن يتمّ تخصيص جزء من أرباح المطاعم المشاركة لأهالي غزة.
من جانبها، أعلنت هيئة تنشيط السياحة في الأردن أن ريع تذاكر مهرجان الأردن العالمي للطعام 2025، سيُخصّص بالكامل لدعم أطفال غزة.
واعتبرت الهيئة في بيان لها أن هذه الخطوة الإنسانية تعبّر عن "تضامن الأردن المستمر مع أهلنا في قطاع غزة وفلسطين"، مؤكدة أن المهرجان في نسخته الثانية يحمل رسالة مجتمعية وتنموية، حيث يسهم في دعم المشاريع الناشئة ورواد الأعمال في قطاع الأغذية وفنون الطهي، ويفتح أمامهم فرصاً للترويج والتوسع، في شراكة مع القطاع الخاص.
ويعود مهرجان الطعام هذا العام بنسخته الثانية في الأردن، ويستقطب خبراء طهي من جميع أنحاء العالم ومن الحائزين على نجمة ميشلان العالمية، وسلاسل مطاعم مرموقة، ورواد أعمال في قطاع الأغذية، ومواهب طهي من مختلف أنحاء العالم، وفق بيان للمهرجان.
وخلال نسخته الأولى أيضاً طال المهرجان انتقادات مماثلة بسبب تزامنه مع حرب غزة.
وسيسلط المهرجان الضوء على الإرث المميز للطعام الأردني، ويعزّز من مكانة المملكة كوجهة سفر فريدة، ونظراً لأهمية الأردن على خارطة السياحة الثقافية في العالم، عبر منح الجمهور فرصة لممارسة فنون الطهي وتناول أطباق مميزة من الطعام في أجواء احتفالية جماعية.
وأشار بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن ما يحصل في المنطقة لا يجب أن يؤثر على الأردن، مؤكدين ضرورة استمرار جميع الفعاليات.
فيما قال المدير التنفيذي لمهرجان جرش، أيمن سماوي، الثلاثاء، إن المهرجان يحمل رسالة ثقافية للعالم تمثل الهوية الأردنية، وينقل الصورة الحقيقية لصناعات الأردن، كما سيشهد أكثر من 235 فعالية فنية وثقافية وأدبية، بمشاركة 37 دولة عربية وأجنبية، تُقام في قلب مدينة جرش الأثرية وخارجها.