آخر الأخبار

كيف تربح نقاشاً مع من يختلف معك في الرأي؟

شارك
مصدر الصورة

اختلاف الآراء والمصالح ليس بالضرورة شيئاً سلبياً، بل قد يكون الاختلاف الصحي سبباً في نجاحنا بطرق لم نتوقعها قط.

لذا لا داعي لتجنب الجدل والنقاش، حسبما تقول المؤلّفة تيماندرا هاركنيس في كتابها "كيف تخالف الرأي: دليل المبتدئين لإجراء نقاش أفضل"، والمهم أن تسأل نفسك إن كنت قادراً على النقاش بطريقة بنّاءة أم لا.

ويبحث كتاب هاركنيس في كيفية إدارة تضارب المصالح والرؤى الأخلاقية والجدل حول الحقائق، وحتى الاختلاف العادي للآراء حول فيلم أو ما شابه.

وهذه بعض النصائح من الخبراء للتوصل إلى أفضل النتائج في النقاش:

1: الإصغاء للآخر

مصدر الصورة

غالباً ما يتملكنا الحماس للدفاع عن آرائنا بشراسة ونرفض الاستماع إلى الرأي الآخر، لكن يجب ألّا تتجاهل حديث مَن تجادله.

وتقول كلير فوكس، مديرة "أكاديمية الأفكار" في لندن: "هناك افتراض مسبق بأن الطرف الآخر في النقاش مخطئ ويجب إلغاؤه، بل ويجب ألا ندخل معه في حديث". لكن، في كلّ جدل هناك طرفان على الأقل، وبالاستماع إلى الآخر فإنك تكتسب معرفة ودراية وتصقل رأيك وتحسنه.

ولدى فوكس إيمان كبير بقوة الجدل، بحيث أصبحت واحدة من روّاد مسابقة النقاش "ديبيتينغ ماترز"، ودعت مدارس في أنحاء بريطانيا كافة للمشاركة. وبعد ما حققته المسابقة من نجاح، أطلقت مسابقة بنفس الاسم في الهند.

2: محاولة التعاطف

ليس من المهم أن تستمع فقط للآخر، عليك الإصغاء فعلاً لما يقوله.

كريس دو ميير، عالم الأعصاب في جامعة "كينغ كوليج" في لندن، يقول: "عادة ما يأخذ الناس موقعاً ويُغرقون أنفسهم فيه" بحيث تنتهي المناقشة "بتحدٍ وعراك".

في حين يمكن تجنب هذ الموقف بسهولة من خلال إظهار التعاطف، بحسب كلير فوكس التي قالت: "علينا البدء من نقطة التشابه بيننا وبين مَن يختلفون معنا في الرأي. يجب التفكير من منظورهم، ومن يعلم! قد تغير رأيك عندما تفعل ذلك".

3: إعادة ما قاله الآخر

مصدر الصورة

يقول كريس دو ميير: "غالباً ما يحصل تصعيد للجدال بسبب سوء تفاهم"، لكن هنالك طريقة ذكية لتجنّب ذلك.

وأضاف: "سيساعدك أن تردّد ما قاله الآخر للتأكد مما كان يقوله، حتى يقول لك: (نعم هذا ما قصدتُ بالضبط)، هذا النوع من إعادة الفكرة بين الطرفين يجنب أطراف النقاش أي سوء تفاهم".

4: تحديد نقاط الخلاف منذ البداية

الخلاف ما بين الجيران حول الحدود الفاصلة سواء كانت امتداداً لبناء أو وجود شجرة بين المنزلين يمكن أن يكون مريراً وطويلاً.

تقول ليز ستوكو، وهي أستاذة جامعية في التفاعل الاجتماعي في جامعة لاوبورو في المملكة المتحدة: "حدد نقطة الخلاف باكراً".

وتضيف ستوكو أن أفضل طريقة هي التصرف منذ البداية قبل الإغراق بوجهات النظر، كما يساعد الردّ بطريقة بشوشة ولبقة دائماً في مواجهة الجار "لأن ذلك يخفف الاحتقان ويفتح مساراً مختلفاً لأي جدل محتمل".

5: التفكير مليّاً فيما توافق عليه

قد تكون هذه الفكرة مستغربة، لكن لتخوض جدلاً ناجحاً، عليك أن تجد أسساً مشتركة للجدال.

وحسب كلير تشامبيرس، محاضرة في الفلسفة السياسية في كلية جيسس كامبريدج: "إذا كنّا لا نتفق على القيم الأساسية، فلا يمكننا الخوض في نقاش".

كما أن إمضاء الوقت في العمل على المبادئ التي تشترك فيها مع طرف النقاش الآخر ستؤتي نفعها، "فكلما كنت محدداً في نقاط خلافك وتشابهك مع الآخر، نتج نقاش أفضل".

فقد تختلفان على نوع الجبنة التي تريدان شراءها، لكن إذا لم يكن الأساس أن الطرفين راغبان في تناول الجبن، فلن تصلا إلى نتيجة".

6: تجنب الاعتماد على ما هو أسهل لك

آمي غالو خبيرة في ديناميكيات بيئة العمل، وتساعد زملاء العمل على تحقيق نقاشات بنّاءة، وتحثهم على "الخوض في مساحات تجعلهم غير مرتاحين عادة".

وترى أن "هذه المساحات هي التي قد تساعد في تغيير منظورك للأمور، وتجعل الناس أكثر انفتاحاً على تقبل أفكار جديدة".

وهذا يساعد على تحفيز الإبداع من خلال رؤية الأشياء بطريقة مختلفة.

7: عدم شخصنة النقاش

مصدر الصورة

الجدل لا يعني أن تكون فظاً، بل لا بد من تجنب الإهانات الشخصية لإجراء نقاش بنّاء. وقد أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي كل أنواع التمييز وسوء المعاملة والهجمات مجهولة الهوية، لكن ليس لهذا مكان في حالة النقاش والجدل.

ويقول جوناثان روتش، الحاصل على زمالة في معهد بروكينغز في واشنطن: "بكل بساطة، هدفك المناقشة وليس الشخص".

8: المنطقية وليس العاطفية

حاول ألا تتسرع في حديثك، خذ نفساً عميقاً لتناقش بشكل منطقي.

وترى ديبورا فيشير، أستاذة جامعية في علم الفلك في جامعة ييل، أنه يمكننا التعلّم أكثر من الطريقة التي يختلف بها العلماء؛ فهم "لا يصرّون على التمسك بصورتهم وحقيقتهم بطريقة عاطفية، بل تتغير آراؤهم إذا واجهوا نقداً منطقياً".

9: التشكيك دائماً في رأيك

"تعلّم أن تشكك في نفسك" حسبما يقول جوناثان روتش؛ "فإذا كنت تشعر بأنك على حق، فهذا لا يعني بالضرورة أن هذا صحيح، بل إن ذلك غالباً ما يعني أنك مخطئ".

وتوافقه الرأي كلير تشامبيرس قائلة: "عليك التشكيك في افتراضاتك، وإدراك حدود موقعك من النقاش".

10: التقبّل إن كنت على خطأ

جزء كبير من الجدل يتضمن أن تتقبّل احتمال أن تكون على خطأ.

يقول جيوف مولغان، المدير التنفيذي لمؤسسة نيستا لتسويق الابتكار العالمي: "يجب أن يكون الأفراد راغبين في تخطّي الأمر إن خسروا الجدال، فهذا من شأنه أن يُظهر نضجاً وشجاعة حقيقة، ولا يجب على أحد أن يستاء إذا كان مخطئاً".

وتؤكد ديبورا فيشير هذا الرأي قائلة: "علينا الشعور بالحماس؛ لأنه كان لدينا فرصة لتطوير أنفسنا وتعلم شيء جديد".

11: التحلي باللباقة عند الفوز

مصدر الصورة

وأخيراً، علينا أن نكون لبقين عند فوزنا بالنقاش، فليس المطلوب أن تتمتع بالروح الرياضية فقط عندما تخسر، بل أن نكون كذلك في حالة الربح؛ فالروح الرياضية هنا تحمل القدر ذاته من الأهمية.

ويقول جون أوبراين، رئيس الجمعية الكاثوليكية المعارضة "كاثوليك فور تشويس" في العاصمة الأمريكية واشنطن: إن "طريقة معاملة الآخرين عندما ننتصر عليهم، موضوع في غاية الأهمية، فالقدرة على الاستيعاب لا تعني احتواء من يشبهونا في الآراء، بل استيعاب من يخالفونا في الرأي".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار