في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
"منزل مستدام مقاوم للزلازل" مشروع معماري مبتكر للمهندسة المعمارية عزيزة شاوني، من تصميم مكتبها "مشاريع عزيزة شاوني ( ACP )" للتصميم المعماري. حصل مشروع شاوني على جائزة معهد العالم العربي للتصميم لعام 2024 في فئة "الأثر".
وجاءت فكرة المشروع بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوب المغرب في 8 سبتمبر/ أيلول عام 2023، والذي بلغت قوته 6.7 درجة على مقياس ريختر، وراح ضحيته 3500 شخص وأصيبَ على إثره 60 ألف منزل بأضرار جزئية أو كلية، والمنازل التقليدية القديمة المبنية من الطين والحجر والموجودة في المناطق الريفية والمناطق شديدة الانحدار كانت الخاسر الأكبر في هذا الزلزال.
بذلت المنظمات الحكومية وغير الحكومية المغربية جهوداً كبيرة لإعادة الإعمار وإيواء الناجين، وخصصت 14 ألف دولار أمريكي، منحتها لمن هُدمَت منازلهم بالكامل لإعادة بنائها بأيديهم، وهنا اقترحت شاوني على وزارة الداخلية المغربية تطوير نموذج أولي لمنزل متين مقاوم للزلازل بنفس مبلغ المنحة .
استخدمت شاوني في نموذجها الأولي ثلاثة أنواع من الطوب الأرضي المضغوط الخالي من الملاط والذي يُنتج بكميات كبيرة في المغرب، ويُستخدم في بلاط الأسقف، والجدران الحاملة، والأرصفة .
قالت عزيزة شاوني لمعهد العالم العربي: "منحتنا الوزارة أرضاً لإجراء هذا الاختبار التجريبي بالقرب من قرية طلعت يعقوب المتضررة بشدة من الزلزال، وكان من المفترض أن يكون النموذج الأولي بمثابة دليل على المفهوم والنموذج للمساعدة في تغيير ممارسات البناء، وتقديم بديل سكني ميسور التكلفة في المناطق الريفية بالمغرب، وتكراره لتشكيل قرية نموذجية للأرامل في قرية تاجلت، المتضررة بشدة من الزلزال".
مشروع الشاوني لا يقف عند حدود الحفاظ على التراث والاستدامة في البناء والتصميم وإنما تتعاون في مشاريعها المعمارية مع الحرفيين المحليين في المغرب.
تنحدر عزيزة شاوني من مدينة فاس المغربية وتقيم بين فاس وتورنتو في كندا، درست الهندسة المعمارية في جامعة كولومبيا، الولايات المتحدة الأمريكية، وتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف، وأكملت دراساتها العليا في كلية الدراسات العليا للتصميم بجامعة هارفارد، الولايات المتحدة الأمريكية.
وهي أستاذة مشاركة في الهندسة المعمارية بكلية جون هـ. دانييلز للهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية والتصميم في جامعة تورنتو الكندية، ومديرة منصة أبحاث تصميم السياحة البيئية ( DET ) في الكلية، وتركز في أبحاثها على التصميم والبناء المستدامين في الدول النامية، وخاصة ذات المناخات الصحراوية والقاحلة
وفي عام 2017 شاركت في تأسيس منظمة غير حكومية تُدعى "جدور الصحراء"، تقدّم دروساً مجانية في الموسيقى ومكافحة التصحّر للأطفال والشباب المحليين في واحة محاميد الغزلان المغربية.
جائزة معهد العالم العربي للتصميم ليست الجائزة الأولى التي تحصل عليها شاوني، فحصلت قبل ذلك على جوائز عالمية عديدة، وكانت عضو لجنة تحكيم جوائز هولسيم لعام 2023 لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا .
الحروب والصراعات والكوارث الإنسانية لا تمرّ على من عاشوها مرور الكرام، وإنما تترك أثراً كبيراً قد يستمر مدى الحياة، فانطلاقاً من الصدمات المتكررة التي عاشتها جين داوود، رائدة الأعمال الاجتماعية السورية خلال الحرب في سوريا، أسست منصة إلكترونية تقدّم من خلالها الدعم والعلاج النفسي المجاني للناجين من الحروب والكوارث الإنسانية، واختصت بذلك بدايةً اللاجئين السوريين في تركيا ودول أخرى.
ولكن معاناتها وعائلتها من الزلزال التي ضرب جنوب تركيا في 6 فبراير/ شباط عام 2023 جعلها توسّع مشروعها للدعم النفسي، ليشمل الأتراك المتضررين من الزلزال والذين فقدوا عائلاتهم وأحبائهم، فقدّمت وفريقها الدعم النفسي المجاني للمتضررين بعدة لغات.
ولم تتوقع جين حجم الإقبال على خدمات منصتها، فقالت للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "لقد صدمت كثيراً من العدد، وشعرت أيضاً بالمسؤولية من أجل القيام بشيء لهؤلاء الأشخاص. لذلك، اتصلت بأخصائيين نفسيين لدينا والذين كانوا يعملون عن بُعد، وبدأوا بتقديم مئات الساعات من الإسعافات الأولية النفسية".
وعن مشروعها هذا الذي يحمل اسم "معالج السلام" وهو منصة إلكترونية أطلقتها عام 2023، حصلت جين داوود على جائزة نانسن للاجئ عن أوروبا لعام 2024 والتي تقدمها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كل عام.
الدعم النفسي الذي تقدمه جين للناجين من الحروب والصراعات هو ما كانت بحاجته بعد وصولها إلى تركيا مع عائلتها هرباً من أهوال الحرب في سوريا، الأمر الذي جعلها تعاني من صدمة نفسية حقيقية وهي في السادسة عشر من عمرها، فاحتاجت جين إلى عام كامل لتقف على قدميها مجدداً وتتابع حلمها بدراسة الطب الذي وُلدَ في مدينة الرقة السورية حيث ولدت وترعرعت.
بعد عامها الأول في مدينة شانلي أورفة، درست جين اللغة التركية وبدأت التحضير لامتحانات القبول في المدرسة الثانوية والجامعة، وذلك قبل أن تحصل على قبول من جامعة هاران، ليس لدراسة الطب وإنما لدراسة هندسة الكمبيوتر، خيارها الثاني.
وأثناء حضورها لدورات تدريبية حول تطوير تطبيقات أندرويد وريادة الأعمال في عامها الدراسي الثاني، خطرت لها فكرة مشروع "معالج السلام"، وقالت جين للمفوضية السامية: "وعلى الرغم من كل الصعوبات والتجارب التي مررت بها، كنت واثقة من أن شخصاً آخر في مكان آخر يعاني منها". وأضافت: " ولدت منصة معالج السلام جراء الحرب، لذا فإن مهمتنا دائماً هي بناء السلام - السلام الداخلي والسلام في العالم. كل شيء يبدأ من داخلنا".
استغلّ الباحث والمخترع اللبناني ماهر جعفر عثمان خبرته وبراعته في علم الفيزياء ليُطلق العديد من الابتكارات والاختراعات التي جعلته يحصد العديد من الجوائز، كان آخرها جائزة التميز والإبداع على مستوى الأفراد ضمن "جوائز الملهمين العرب" للعام 2024، وفق الوكالة الوطنية للإعلام للجمهورية اللبنانية.
وعُرفَ عثمان بابتكاراته المتعددة في مجالات البيئة والصحة والحماية التي حصلت على جوائز دولية، منها جائزة المخترعين الألمان للعام 2018، ولقب "مخترع" من الاتحاد الدولي لجمعيات المخترعين ( iFIA ).
من أبرز اختراعاته "بدلة التخفي عن أنظمة الرصد الحراري"، الذي نال الجائزة الذهبية وجائزة المخترعين الألمان في معرض ألمانيا الدولي للاختراعات والأفكار الجديدة، حسب جردة الأيام الإلكترونية اللبنانية.
جاءته فكرة بدلة التخفي من أنظمة الرصد الحراري في ظل الحروب المندلعة في دول الشرق الأوسط، بهدف حماية المسعفين وإخفائهم عن الطائرات الحربية والدبابات العسكرية.
قال عثمان لموقع “الحرية نيوز": " فكرنا في طريقة تساعد المسعفين في الحروب وتحميهم مثل هذه البدلة التي تستطيع إخفاءهم بعيداً عن الطائرات الحربية وعن الدبابات العسكرية"، وأضاف: "إن هذا الاختراع استحوذ على اهتمام عالمي وحتى من قبل الشركات الفرنسية الألمانية، كما كان هناك دعوة فرنسية لوضع هذا الاختراع في الجناح العسكري لفرنسا".
ماهر عثمان هو أستاذ فيزياء للمرحلة الثانوية، وهو أحد المساهمين في تطوير الابتكار في العالم العربي وليس لبنان فحسب، كما أنه عضو في اللجنة الفنية في شبكة التحول والحوكمة الرقمية في لبنان وعضو مؤسس في جمعية المبدعين اللبنانيين.
ليست الابتكارات والأعمال الإنسانية وحدها ما برز في جوائز العام، بل كان للتفوق في العلوم نصيب منها أيضاً، فحصل المنتخب السعودي للفيزياء على أربع جوائز عالمية في الأولمبياد الأوروبي للفيزياء في نسخته الثامنة التي استضافتها دولة جورجيا في الفترة الممتدة من 15 إلى 19 يوليو/ تموز عام 2024 وفق وكالة الأنباء السعودية.
الفائزون في الجوائز هم الطالب مازن الشخص الذي حصل على الميدالية الفضية، والطالب وسام ال قنبر الحاصل على الميدالية البرونزية، وحصل الطالب أحمد عريف على ميدالية برونزية أيضاً، فيما نالَ أحمد فضل الله شهادة تقدير.
هذه الجوائز التي يقدمها الأولمبياد الأوروبي للفيزياء والمخصصة لطلاب المرحلة الثانوية لم تُكتسب بسهولة، وإنما تلقى الطلاب تدريبات عديدة ومكثفة على يد نخبة من المدربين السعوديين والأجانب، وخضعوا لاختبارات دولية عديدة هيأتهم للمنافسة النهائية.
تدرّب الطلاب على مهارات التفكير العليا من خلال التعامل مع تجارب فيزيائية غير مألوفة، مصممة خصيصاً للمسابقات المحلية والدولية، وتم ذلك عبر أدوات مصممة خصيصاً لأسئلة ذات مستوى تفكير عالٍ تحتوي على ألغاز تشكّل تحدياً كبيراً للمشاركين وتؤهلهم للمنافسة على مستوى دولي.
ميراي الجراح