في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في كرة القدم، هناك قصص تتجاوز المستطيل الأخضر لتصبح دروسا في الصبر والإيمان والكفاح، وقصة المدافع الغاني صامويل كوفور هي واحدة من تلك الحكايات التي تجسد الانتقال من الفقر والمعاناة إلى المجد والأضواء العالمية.
وُلد صامويل كوفور في 3 سبتمبر/أيلول 1976 بمدينة كوماسي الغانية، ونشأ كأصغر أبناء عائلة فقيرة.
عمل في طفولته على تلميع الأحذية ليساعد والدته في إعالة الأسرة، وكان حلمه أن يصبح لاعب كرة قدم رغم رفض شقيقاته اللواتي تمنين أن يسلك طريق الطب أو المحاماة.
لكن إيمان والدة صامويل بموهبته جعلها تضحي بكل شيء من أجله، حتى باعت جهاز التلفاز العائلي لتشتري له حذاء كرة قدم.
بدأ صامويل كوفور مسيرته الكروية في نادي كالوماسي متيورز بغانا، قبل أن يلفت الأنظار بموهبته الدفاعية الكبيرة، لينتقل سريعا إلى تورينو الإيطالي وهو في سن صغيرة.
عام 1993 شهد الاستقرار الحقيقي في مسيرة كوفور حين ارتدى قميص بايرن ميونخ الألماني، حيث عاش سنوات مليئة بالتحديات والبطولات، وكان اسمه حاضرا دائما في خط الدفاع البافاري.
اللحظة الأكثر قسوة في مسيرة كوفور الكروية كانت عام 1999 ففي نهائي دوري أبطال أوروبا، انهار المدافع الصلب بالبكاء بعد الخسارة المؤلمة أمام مانشستر يونايتد، لكن بعد عامين فقط، عاد ليكتب التاريخ عندما فاز مع بايرن على فالنسيا بركلات الترجيح، رافعا الكأس التي حرم منها سابقا.
وهنا بدأت سنوات المجد، إذ أسهم اللاعب الغاني في تتويج بايرن ميونخ بـ6 ألقاب في الدوري الألماني، و4 كؤوس محلية، ودوري أبطال أوروبا، إلى جانب اختياره أفضل لاعب أفريقي من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عام 2001، وفوزه بجائزة أفضل لاعب في غانا 3 مرات.
لم يكن صامويل أطول المدافعين، لكنه عوّض ذلك بوعيه التكتيكي وقوته البدنية الهائلة، ليصبح واحدا من أبرز المدافعين في أوروبا خلال جيله.
لم تخلُ مسيرة صامويل كوفور من لحظات قاسية خارج الملاعب، إذ تلقى في عام 2003 صدمة كبيرة بوفاة ابنته الصغيرة "جوديفا" غرقا في مسبح العائلة، فكانت مأساة قلبت حياته رأسا على عقب، لكنها جعلته أكثر تمسكا بإيمانه، حيث قال: "كنت أسأل الله لماذا أنا؟ لكنني تعلمت أن أسأل: لماذا لا أكون أنا؟".
اعتزل صامويل كوفور كرة القدم عام 2009، لكنه لم يبتعد عن اللعبة، إذ أصبح محللا رياضيا في قناة "سوبر سبورت" بجنوب أفريقيا، في حين يسير أبناؤه على خطاه في عالم المستديرة.