قام باحثون من جامعة "تومسك" التكنولوجية الروسية بتطوير أنواع جديدة من الجسيمات النانوية ذات خصائص مميزة لعلاج الأمراض السرطانية والأمراض العصبية التنكسية.
جاء ذلك في بيان صحفي نشرته وزارة التعليم والعلوم الروسية.
وأشار البيان إلى أن "هذه الجسيمات تعتمد على مواد متوافقة حيويا، وهي أصغر بمقدار 10 أضعاف من نظيراتها، الأمر الذي يجعل الجسيمات النانوية واجهة واعدة ضمن مجموعة واسعة من التطبيقات الطبية الحيوية، بدءا من التشخيص والعلاج السرطاني وانتهاء إلى علاج الأمراض العصبية التنكسية".
وأوضحت الخدمة الصحفية للجامعة أن الطب الحديث غالبا ما يستخدم الجسيمات النانوية المغناطيسية الكهربائية القائمة على المغنيتيت لمكافحة الأورام الخبيثة. ومع ذلك، فإن خصائصها الكهروفيزيائية أسوأ بكثير من نظيراتها التي تحتوي على عناصر، سامة مثل الرصاص. كما أن عملية تصنيع هذه الجسيمات تستغرق عدة أيام وتتضمن العديد من الإجراءات الإضافية (مثل التلدين لتشكيل البنية البلورية).
وقام موظفو مركز البحوث الدولي "المواد المغناطيسية الكهربائية" في جامعة "تومسك " التكنولوجية بتصنيع جسيمات نانوية مغناطيسية كهربائية متفرقة تعتمد على نوى أكسيد الحديد المغطاة بطبقة من تيتانات الباريوم. يبلغ حجمها حوالي 14-15 نانومترا، ولها بنية على شكل"نواة-غشاء".
في إطار البحث، تم لأول مرة استخدام طريقة التصنيع المائي الحراري باستخدام الموجات الدقيقة لتشكيل طبقة البيروفسكايت على سطح الجسيمات النانوية من المغنيتيت. وتتيح هذه الطريقة تشكيل البنى البلورية مباشرة، وتسمح في الوقت نفسه بإضافة وظائف جديدة إلى الجسيمات النانوية.
وفي تجارب لاحقة قام العلماء بتعريض الجسيمات إلى مجال مغناطيسي منخفض التردد وآمن لتحديد ما إذا كانت قادرة على إنتاج أشكال نشطة من الأكسجين يمكن أن تهاجم بنجاح الخلايا والأنسجة السرطانية.
وقال رومان تشيرنوزيم الأستاذ المساعد في كلية البحوث الكيميائية والتقنيات الطبية الحيوية في جامعة "تومسك " إن النتائج أظهرت أن الجسيمات النانوية تمكنت من تدمير أكثر من 80-90% من الصبغة النموذجية (رودامين) التي استخدمناها للاختبار، وذلك في غضون ساعة واحدة فقط من التعرض للمجال المغناطيسي منخفض التردد. وتجدر الإشارة إلى أن المجالات المغناطيسية منخفضة التردد آمنة، مقارنة بالمجالات عالية التردد، حيث أنها لا تؤدي إلى تسخين الجسيمات النانوية المغناطيسية، الأمر الذي سيساعد على تجنب الآثار الحرارية الضارة للخلايا والأنسجة السليمة في جسم الإنسان".
يذكر أن البحث العلمي قد تم دعمه بمنحة من الصندوق العلمي الروسي، وتم نشر نتائجه في مجلة Ceramics International.
المصدر: تاس