آخر الأخبار

احتياطيات النفط في الجزائر خلال 2025: استقرار في الأرقام ورهان على الاستكشاف لتعزيز الموقع الطاقوي

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

● احتياطيات النفط في الجزائر خلال 2025: استقرار في الأرقام ورهان على الاستكشاف لتعزيز الموقع الطاقوي

الجزائرالٱن _ تحافظ الجزائر خلال سنة 2025 على موقعها ضمن الدول العربية المالكة لاحتياطيات نفطية معتبرة.

في وقت تشهد فيه المنطقة العربية حراكًا واسعًا في أنشطة البحث والاستكشاف، وارتفاعًا إجماليًا في حجم الاحتياطيات المؤكدة.

وتأتي هذه المعطيات في سياق إقليمي ودولي يتسم بتقلبات جيوسياسية متزايدة، تعيد للنفط مكانته كعامل استقرار وأداة سيادية.

وبحسب بيانات الحصاد السنوي الصادر عن منصة “الطاقة” المتخصصة، بلغ إجمالي احتياطيات النفط في العالم العربي 735.26 مليار برميل خلال 2025، مقابل 728.44 مليار برميل في 2024، ما يعكس توسعًا تدريجيًا في القاعدة النفطية الإقليمية، تكون الجزائر جزءًا منها.

12.2 مليار برميل: احتياطي جزائري مستقر

سجّلت الجزائر احتياطيات نفط مؤكدة قُدّرت بـ12.2 مليار برميل مع نهاية 2025، لتحتل المرتبة السابعة عربيًا.

مصدر الصورة

ويُظهر هذا الرقم استقرار الاحتياطي الوطني مقارنة بالسنوات السابقة، في انتظار نتائج برامج الاستكشاف الجديدة التي أُطلقت في عدد من الأحواض، خاصة في الجنوب والمناطق غير المستغلة تقنيًا بشكل كامل.

هذا الاستقرار لا يعكس تراجعًا في الإمكانات، بقدر ما يعكس طبيعة الاحتياطيات المؤكدة، التي لا تُحدّث إلا بعد استكمال مراحل البحث والتقييم التقني، وهي مسارات تعمل الجزائر على تسريعها ضمن استراتيجيتها الطاقوية الجديدة.

● الجزائر بين الخليج وليبيا

في الترتيب العربي، جاءت الجزائر بعد قطر (25.24 مليار برميل) وقبل سلطنة عمان (4.8 مليار برميل)، بينما تصدرت السعودية القائمة بـ267.2 مليار برميل، تلتها العراق والإمارات والكويت، ثم ليبيا التي تصدرت الدول العربية الإفريقية باحتياطيات بلغت 48.4 مليار برميل.

مصدر الصورة

ورغم الفارق العددي مع دول الخليج، تظل الجزائر من أبرز الدول النفطية خارج هذا الفضاء الجغرافي، إلى جانب ليبيا، ما يمنحها وزنًا خاصًا في شمال إفريقيا وفي معادلة أمن الطاقة الإقليمي.

● احتياطيات مستقرة… وسياسة مختلفة

على عكس بعض الدول التي رفعت احتياطياتها عبر اكتشافات جديدة، مثل الإمارات التي أضافت 7 مليارات برميل خلال 2025، تعتمد الجزائر مقاربة أكثر تحفظًا في إعلان الاحتياطيات، ترتكز على التأكيد التقني الكامل قبل الإدراج الرسمي، مع التركيز المتوازي على رفع مردودية الحقول القائمة وتحسين تقنيات الاستخلاص.

مصدر الصورة

وتندرج هذه السياسة ضمن توجه أوسع يوازن بين الحفاظ على الموارد، وضمان الاستغلال العقلاني، وتحقيق عائدات مستدامة على المدى الطويل.

● رهان المرحلة: تحويل الاستكشاف إلى احتياطي مؤكّد

تشير قراءة المشهد الطاقوي إلى أن موقع الجزائر في تصنيف الاحتياطيات العربية قابل للتحسن، في حال نجحت جولات التراخيص الأخيرة والشراكات الدولية في تحويل الموارد المحتملة إلى احتياطيات مؤكدة.

وهو رهان تعمل عليه السلطات من خلال فتح المجال أمام استثمارات جديدة، وتحديث الإطار القانوني، وتعزيز دور سوناطراك في عمليات البحث والتطوير.

● خلاصة المشهد

في 2025، لا تُعد الجزائر من كبار مالكي الاحتياطيات عربيًا من حيث الحجم فقط، لكنها تظل لاعبًا ثابتًا وموثوقًا في سوق الطاقة، بفضل استقرار احتياطياتها، وخياراتها الاستراتيجية، وقدرتها على التكيّف مع التحولات الإقليمية والدولية.

ويبقى التحدي الأساسي في المرحلة المقبلة هو ترجمة الإمكانات الجيولوجية إلى أرقام مؤكدة، تعزّز موقع البلاد في الخريطة النفطية العربية والعالمية.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا