آخر الأخبار

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق الدكتور محمد حجازي "للجزائر الآن ": "تقارب مصر مع الجزائر يرهب أعداء الأمة"

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق الدكتور محمد حجازي: “ تقارب مصر مع الجزائر يرهب أعداء الأمة “

الجزائرالٱن _ في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة “يسرائيل هايوم” العبرية عن قلق متزايد في الأوساط الأمنية والاستراتيجية الاسرائيلية من التحركات المصرية المتصاعدة على الساحتين العربية والإفريقية.

وخاصة التقارب المتنامي بين القاهرة والجزائر، جاء الرد المصري حاسماً وواضحاً على لسان أحد أبرز الدبلوماسيين المصريين.

مصدر الصورة

السفير الدكتور محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أكد في تصريحات خاصة للصحيفة الإلكترونية “الجزائر الآن” أن تقارب أي عاصمتين عربيتين هو بالفعل مصدر قلق لأعداء الأمة.

وأشار المتحدث إلى أن العلاقة المصرية الجزائرية علاقة تاريخية راسخة تتجاوز الاعتبارات الأمنية إلى روابط ثقافية وتاريخية وحضارية عميقة.

ورصدت الصحيفة العبرية تعزيز الوجود العسكري المصري في ليبيا والسودان، إلى جانب التنسيق الأمني المتعمق مع دول مثل الجزائر والعراق، معتبرة أن هذه التحركات تعكس طموحات استراتيجية أوسع للقاهرة قد تُعيد رسم التوازنات الإقليمية بطريقة لا تخدم المصالح الصهيونية.

مصدر الصورة

● قدرات مصر والجزائر المجتمعة ترهب الأعداء

في رده على المخاوف الصهيونية التي طرحتها “يسرائيل هايوم”، شدد السفير حجازي على أن ما يجمع بين مصر والجزائر يفوق بكثير الاعتبارات الأمنية، موضحاً أن الاعتبارات الثقافية والتاريخية والحضارية تشكل أساساً متيناً للعلاقة بين البلدين.

وأضاف الدبلوماسي المصري أن ما تملكه الدولتان من قدرات “إذا اجتمعت اقتصادياً وعسكرياً وأمنياً ستُرهب أعداء هذا الوطن وأعداء الأمن والاستقرار”، مؤكداً أن هذا هو ما يقلق تل أبيب من أي تقارب عربي حقيقي.

● إسرائيل أربكت المنطقة بالعنف والعدوان

لم يكتفِ السفير حجازي بالرد على المخاوف الصهيونية، بل انتقل إلى الهجوم المضاد، واصفاً الكيان الصهيوني بأنه “الدولة التي أربكت المنطقة بالعنف والعدوان”، مشيراً إلى أن أيديها امتدت للقرن الإفريقي لتعتدي على سيادة دولة عربية إفريقية باعترافها بإقليم أرض الصومال.

واعتبر الدبلوماسي المصري أنّ تل أبيب “تتحرك بشكل غير أخلاقي يُربك استقرار المنطقة ويؤدي لمزيد من العنف والتوتر”، في إشارة واضحة إلى السياسات الصهيونية العدوانية في المنطقة.

● الدبلوماسية المصرية والجزائرية تتصدى للتحديات

أكد السفير حجازي أن الدبلوماسية المصرية والجزائرية تتصدى في المحافل الدولية وفيما بينهما لتعزيز قدرات المنطقة على مواجهة هذه التحديات، مشيراً إلى أنّ “لقاء الجزائر ومصر هو دائماً مصدر فخر واعتزاز وتاريخ وحضارة ودعم مشترك لكل قضايا أمتنا”.

ودعا الدبلوماسي المصري إلى أن تجتمع الدولتان معاً “لنرهب عدو الله وعدوه”، في رسالة واضحة بأن التقارب المصري الجزائري ليس موجهاً ضد أحد بقدر ما هو دفاع عن المصالح العربية المشتركة ورد على العدوان الصهيوني.

● تعزيز الأمن القومي العربي

شدد السفير حجازي على أن التحركات المصرية والجزائرية من شأنها تعزيز الأمن القومي العربي وتعزيز العلاقة المشتركة بين دولتين تجمع بينهما الحضارة والمصالح والثقافة والود الشعبي.

وأضاف أن الجزائر “جزء لا يتجزأ من وجدان الأمة العربية ووجدان الشعب المصري”، مؤكداً أنها “في قلب وعقل الشعب المصري بكل فئاته”، معرباً عن فخر المصريين بالتاريخ المشترك بين البلدين.

● تقرير “يسرائيل هايوم”: قلق من استعادة مصر دورها الإقليمي

وكانت صحيفة “يسرائيل هايوم” قد أشارت في تقريرها إلى أن التقديرات السائدة داخل المؤسسة الأمنية الصهيونية ترى أن مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم تعد تكتفي بدورها التقليدي كوسيط محايد في النزاعات الإقليمية، بل باتت تسعى إلى لعب دور قيادي أكثر فاعلية.

مصدر الصورة

وأوضحت الصحيفة أن هذا التحول في الدور المصري يثير مخاوف حقيقية لدى صناع القرار الصهاينة، الذين اعتادوا على مصر كشريك أمني يمكن التنبؤ بسياساته ومحدودية طموحاته الإقليمية، لكن السيسي، وفق ما تراه تل أبيب، يقود مصر نحو استعادة دورها التاريخي كقوة إقليمية مؤثرة.

● محور مصري جزائري يقلق تل أبيب

وأكدت “يسرائيل هايوم” أن التنسيق الأمني والسياسي المتنامي بين مصر والجزائر يشكل أحد أبرز مصادر القلق الصهيوني.

موضحة أن الجزائر التي تعتبر من أشد الدول العربية رفضاً للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وتحتفظ بخطاب سياسي صلب تجاه القضية الفلسطينية ورفض الوجود الصهيوني في المنطقة، تمثل نموذجاً معادياً لتل أبيب بامتياز.

وأوضحت الصحيفة العبرية أن تقارب القاهرة مع الجزائر في المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية، يعني من وجهة النظر الإسرائيلية إمكانية بناء محور عربي جديد لا يأخذ في الاعتبار المصالح الصهيونية، بل قد يعمل على تحجيمها.

مصدر الصورة

● قوة عربية موازنة للنفوذ الصهيوني

وأشارت “يسرائيل هايوم” إلى أن المحور المحتمل بين أكبر دولتين عربيتين من حيث المساحة والنفوذ الإقليمي، يمكن أن يشكل قوة موازنة حقيقية للنفوذ الصهيوني المتنامي في المنطقة، خاصة بعد اتفاقيات التطبيع مع بعض الدول العربية.

ولفتت إلى أن الجزائر التي تملك جيشاً قوياً وموارد طاقة هائلة ونفوذاً كبيراً في إفريقيا وفي منطقة الساحل، تشكل حليفاً استراتيجياً مهماً لمصر في مواجهة التحديات الإقليمية، معتبرة أن هذا التحالف المحتمل يقلق تل أبيب التي ترى فيه تهديداً لمحاولاتها اختراق القارة الإفريقية وتعزيز علاقاتها مع الدول العربية.

● التقارب الجزائري المصري لن يكون مرحلة عابرة

تصريحات السفير الدكتور محمد حجازي تمثل رداً مصرياً واضحاً على المخاوف الصهيونية من التقارب المصري الجزائري، وتؤكد أن هذا التقارب ليس مجرد علاقة أمنية عابرة، بل هو شراكة استراتيجية عميقة تستند إلى روابط تاريخية وحضارية وثقافية راسخة.

الرسالة المصرية واضحة: التقارب مع الجزائر هو خيار استراتيجي يهدف إلى تعزيز الأمن القومي العربي ومواجهة التحديات الإقليمية، وأن القدرات المجتمعة للدولتين قادرة على “إرهاب أعداء الأمة”، في إشارة مباشرة إلى الكيان الصهيوني الذي تسعى لإرباك المنطقة بالعنف والعدوان.

القلق الصهيوني الذي كشفته “يسرائيل هايوم” يبدو مبرراً من وجهة نظر تل أبيب، فمحور مصري جزائري قوي ومتماسك يعني نهاية الانفراد الصهيوني بالمنطقة، ويعني عودة العمق العربي الاستراتيجي الذي طالما سعت تل أبيب لتفكيكه وإضعافه.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا