آخر الأخبار

يوم علمي لمناقشة إشكاليات الوصول لعلاجات الأمراض النادرة

شارك

تم تنظيم يوم علمي ذات بعد وطني، من طرف الجمعية الجزائرية للصيدلة الاقتصادية، بالتعاون مع الاتحادية الجزائرية للصيدلة، خصص لمناقشة قضايا التكفل بالأمراض النادرة والأمراض المزمنة، مع تركيز خاص على إشكاليات الوصول إلى العلاجات في الأنظمة الصحية ذات الطابع العمومي.

جاء هذا اللقاء في إطار مقاربة علمية وتنظيمية تهدف إلى إثراء النقاش بين صانعي القرار، مهنيي الصحة، والهيئات المعنية، حول السبل الكفيلة بتحسين الوصول إلى العلاج، وضمان استمرارية الرعاية، والارتقاء بجودة التكفل بالمرضى، مع مراعاة تحديات الاستدامة والواقع الميداني للمنظومة الصحية الوطنية.

ومثل هذا اليوم العلمي فرصة لتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف الفاعلين في القطاع الصحي، بهدف بلورة توصيات عملية قابلة للتطبيق على أرض الواقع، وتساهم في تحسين حياة المرضى المصابين ب أمراض نادرة ومزمنة.

بني برنامج هذا اليوم العلمي حول ثلاثة محاور رئيسية غطت جوانب أساسية من إشكالية التكفل بالأمراض النادرة والمزمنة في الجزائر.

تناول المحور الأول عرضا شاملا للوضع الراهن للأمراض النادرة في الجزائر، مع تسليط الضوء على العبء الصحي والاجتماعي الاقتصادي الذي تفرضه هذه الأمراض على المرضى وعائلاتهم والمنظومة الصحية بشكل عام.

كما تمت مناقشة نماذج التكفل المعتمدة حاليا، وإشكالية إتاحة أدوية الأمراض النادرة، التي تتميز غالبا بارتفاع تكلفتها ومحدودية توفرها في الأسواق. ويكتسي هذا الموضوع أهمية خاصة في ظل معاناة العديد من المرضى من صعوبة الحصول على العلاجات الضرورية.

وتم أيضا تسليط الضوء على دور المستشفى في إنتاج المعطيات في ظروف الاستعمال الواقعي، وهو جانب أساسي لفهم فعالية وأمان العلاجات المتوفرة، وتوفير قاعدة بيانات وطنية تساعد في اتخاذ القرارات المبنية على الأدلة.

وركز المحور الثاني على تحديات الوصول إلى العلاجات المخصصة للأمراض المزمنة، لا سيما العلاجات الحديثة والمبتكرة التي تشهد تطورا مستمرا. وتطرح هذه العلاجات تحديات كبيرة من حيث التكلفة والتوفر، خاصة في الأنظمة الصحية ذات الموارد المحدودة.

وتمت مناقشة تنظيم مسارات العلاج، من التشخيص المبكر إلى المتابعة الدورية، وتأثير ذلك على الموارد المتاحة في المنظومة الصحية. كما تطرق هذا المحور إلى مقاربات تقييم ملائمة للسياقات ذات الموارد المحدودة، بما يضمن توازنا بين فعالية العلاج والاستدامة المالية للمنظومة.

خصص المحور الثالث لعرض ومناقشة أبرز النتائج والدروس المستخلصة من آخر مؤتمر دولي للجمعية الدولية لبحوث نتائج الصيدلة الاقتصادية (ISPOR)، وهي منظمة عالمية رائدة في مجال الصيدلة الاقتصادية وتقييم التكنولوجيات الصحية.

وتم تسليط الضوء على المستجدات في مجال الصيدلة الاقتصادية، تقييم التكنولوجيات الصحية، ونماذج دعم القرار التي يمكن الاستفادة منها في السياق الجزائري. ويكتسي هذا المحور أهمية خاصة لمواكبة التطورات العالمية وتكييفها مع الخصوصيات المحلية.

شارك في هذا اليوم العلمي خبراء وطنيون ودوليون، أساتذة جامعيون، ممارسون استشفائيون وصيادلة، إضافة إلى ممثلين عن الهيئات والمؤسسات المهنية، في إطار نقاش علمي متعدد التخصصات وتبادل للخبرات.
وأتاحت هذه المشاركة الواسعة فرصة فريدة لتقاسم التجارب والممارسات الجيدة، سواء على المستوى الوطني أو الدولي، بما يساهم في إثراء النقاش وبلورة حلول مبتكرة للتحديات القائمة.

من خلال هذه المبادرة المشتركة، أكدت الجمعية الجزائرية للصيدلة الاقتصادية والاتحادية الجزائرية للصيدلة التزامهما بدعم تطوير الصيدلة الاقتصادية في الجزائر، وترسيخ ثقافة القرار المبني على المعطيات، والمساهمة في تحسين الولوج إلى العلاج لفائدة المرضى المصابين بأمراض نادرة ومزمنة.

وعكست هذه المبادرة وعيا متزايدا بأهمية الصيدلة الاقتصادية كأداة لترشيد الإنفاق الصحي وتحسين جودة التكفل بالمرضى في نفس الوقت. فالقرارات المبنية على المعطيات العلمية والاقتصادية تساهم في تخصيص الموارد المحدودة بشكل أكثر فعالية، بما يضمن وصول العلاجات إلى من يحتاجها فعلا.

ويتطلع المنظمون إلى أن يشكل هذا اليوم العلمي نقطة انطلاق لمبادرات مستقبلية أكثر شمولية، تساهم في بناء منظومة صحية عادلة ومستدامة، تضع المريض في قلب اهتماماتها، وتضمن له الحق في العلاج بغض النظر عن طبيعة مرضه أو موقعه الجغرافي أو وضعه الاجتماعي.

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا