الصحة العالمية: الذكاء الاصطناعي يختبر فعالية الطب التقليدي!

بدأت منظمة الصحة العالمية في نيودلهي أعمال القمة الثانية للطب التقليدي ، في خطوة تهدف إلى تقييم فعالية ممارسات الطب البديل باستخدام أدوات علمية حديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي.

وتسعى المنظمة من خلال هذا الحدث، الذي يستمر إلى غاية 19 ديسمبر الجاري، إلى تقريب الطب التقليدي من الأنظمة الصحية الحديثة وضمان سلامته وفعاليته.

ويشمل الطب التقليدي، المعروف أيضًا بالطب البديل أو التكميلي، ممارسات مثل الوخز بالإبر، الطب الإيورفيدي، والعلاجات العشبية.

ورغم الانتشار الواسع لهذه الأساليب، إلا أن الكثير من فوائدها لم تثبت علميًا بعد، وهو ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى التدخل لتنظيم هذا المجال.

من جهته، أكد المدير العام للمنظمة، تيدروس أدانوم غيبريسوس، أن الطب التقليدي ليس جزءًا من الماضي، بل يشهد طلبًا متزايدًا في مختلف دول العالم.

ووفق تصريحات مديرة المركز العالمي للطب التقليدي التابع للمنظمة، شياما كوروفيلا، فإن 170 دولة من أصل 194 عضو في منظمة الصحة العالمية أقرت بأن ما بين 40 و90 في المائة من سكانها يلجؤون إلى الطب التقليدي.

وأوضحت أن نصف سكان العالم لا يحصلون على خدمات صحية أساسية، ما يجعل الطب التقليدي في كثير من الأحيان الخيار الوحيد المتاح.

وتعرف منظمة الصحة العالمية الطب التقليدي بأنه مجموعة من المعارف والممارسات المستمدة من تجارب ومعتقدات ثقافية مختلفة، سواء كانت قابلة للتفسير العلمي أم لا، وتستخدم للوقاية والتشخيص والعلاج.

ورغم هذا الانتشار الواسع، فإن أقل من واحد في المائة من تمويل الأبحاث الصحية العالمية يخصص حاليًا لدراسة هذا النوع من الطب.

في هذا السياق، تعتزم المنظمة الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لفهم تركيب المنتجات النباتية بشكل أدق، وتحليل ملايين المركبات الكيميائية لاستخلاص المواد الفعالة وتقليل الآثار الجانبية.

كما ستطلق المنظمة أكبر مكتبة رقمية عالمية حول الطب التقليدي، تضم حوالي 1.6 مليون مرجع علمي.

وأشارت مسؤولة الأبحاث العلمية بالمنظمة، سيلفي بريان، إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة حاسمة لفرض معايير علمية صارمة على العلاجات التقليدية.

وذكرت أن جزءًا كبيرًا من الأدوية الحديثة مستمد من الطبيعة، مثل الأسبيرين وحبوب منع الحمل وبعض أدوية السرطان.

@ آلاء عمري