سجل العلماء تطورًا بيئيًا لافتًا مع الانغلاق المبكر لثقب طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية في الأول من ديسمبر الماضي وهو الموعد الأسبق الذي يتم رصده منذ عام 2019، وفق ما أوردته هيئة الإذاعة والتلفزيون البلجيكية RTBF ضمن برنامجها البيئي “ Quel Temps pour la Planete “.
وتقع طبقة الأوزون على ارتفاع يقارب ثلاثين كيلومترًا فوق سطح الأرض وتؤدي دورًا حيويًا في حماية الكوكب من الأشعة فوق البنفسجية الضارة بصحة الإنسان والأنظمة البيئية.
وخلال فصل الربيع في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية بين شهري سبتمبر ونوفمبر يترقق هذا الغلاف فوق القطب الجنوبي مكونًا ما يعرف بثقب الأوزون.
من جهتها، أكدت الخبيرة في علوم الغلاف الجوي والمناخ بجامعة بروكسل الحرة كاثي كليربو، أن هذا الانغلاق المبكر يعد خبرًا سارًا لأنه يبرهن أن المجتمع العلمي بات يفهم الظاهرة بشكل جيد ولم تعد هناك أسرارًا علمية تحيط بها. كما شددت على أن هذا التطور الإيجابي يثبت فعالية القوانين والاتفاقيات الدولية التي وضعت للحد من المواد المدمرة للأوزون وعلى رأسها مركبات الكلور.
وأوضحت كليربو أن العامل الجوي يلعب دورًا حاسمًا في حجم ثقب الأوزون ومدة بقائه. فدرجات الحرارة المنخفضة في طبقة الستراتوسفير تساعد على تشكل سحب قطبية خاصة تؤدي إلى تفاعلات كيميائية تطلق الكلور النشط القادر على تدمير جزيئات الأوزون. أما عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة نسبيًا كما حدث هذا العام فإن هذه التفاعلات تضعف مما يسمح للثقب بالانغلاق بشكل أسرع.
وحسب المتحدثة فإن الوضع تغير بشكل واضح مقارنة بالعقود الماضية حيث كان الكلور يتراكم سنة بعد أخرى مما يؤدي إلى توسع الثقب جغرافيًا. اليوم لم يعد الثقب يتفاقم بل تقل مساحته تدريجيًا وهو مؤشر على انعكاس المنحى السلبي السابق.
ولا تقتصر أهمية هذا التحسن على الجانب البيئي فقط بل تمتد إلى الصحة العامة. فطبقة الأوزون تعمل كدرع واق يحد من وصول الأشعة فوق البنفسجية التي تتسبب في سرطانات الجلد وأمراض العيون مثل المياه البيضاء. وتحذر كليربو من أنه لولا الإجراءات الدولية المتخذة لكان ملايين الأشخاص حول العالم معرضين لمخاطر صحية جسيمة.
ويعيد هذا التطور التأكيد على أن التعاون الدولي والالتزام البيئي يمكن أن يحققا نتائج ملموسة لصالح الإنسان والكوكب معًا.
المصدر:
الإخبارية