آخر الأخبار

الجزائر تتصدر سوق الطاقة الشمسية في شمال إفريقيا مع نهاية 2025

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائر تتصدر سوق الطاقة الشمسية في شمال إفريقيا مع نهاية 2025

الجزائرالٱن _ شهدت القارة الإفريقية تحولاً تاريخياً في قطاع الطاقة المتجددة خلال عام 2025، إذ تجاوزت حاجز 20 جيغاواط من القدرة التشغيلية للطاقة الشمسية. هذا الإنجاز، الذي وثقه موقع “ذي أفريكان إكسبوننت”، يمثل نقطة تحول جوهرية في مسار الطاقة القارية، مدفوعاً بعوامل حاسمة تشمل تراجع أسعار الألواح الشمسية، تحسين البنية التحتية للشبكات الكهربائية، وتصاعد الدعم الحكومي للمشاريع الخضراء.

البيانات الصادرة عن رابطة صناعة الطاقة الشمسية الإفريقية تكشف عن طفرة استثنائية في التركيبات الشمسية طوال عام 2024 ومطلع 2025، حيث تحولت الطاقة الشمسية من مجرد بديل هامشي إلى عمود فقري في استراتيجيات الطاقة الوطنية لعشرات الدول الإفريقية.

تنوع المشاريع: من المحطات الضخمة إلى الأسطح المنزلية

يتميز المشهد الشمسي الإفريقي الحالي بتنوع غير مسبوق في أنواع المشاريع وأحجامها. فإلى جانب محطات التوليد العملاقة التي تبنيها حكومات طموحة، ينمو قطاع الألواح الشمسية على أسطح المباني التجارية بوتيرة متسارعة، بينما تنتشر الشبكات المصغرة خارج نطاق الشبكة الرئيسية في المناطق النائية، وتتوسع الأنظمة المنزلية الصغيرة في الأحياء السكنية.

هذا التنوع ليس مجرد ترف تقني، بل يمثل استراتيجية شاملة لإتاحة الكهرباء النظيفة للجميع، تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتمكين الأسر والشركات والمجتمعات الريفية من الوصول إلى طاقة مستدامة وبأسعار معقولة. ومع تدفق الاستثمارات وتعميق الأسواق، تتشكل خريطة طاقوية جديدة للقارة.

الجزائر: لاعب رئيسي في السوق الشمالية

في هذا المشهد المتحول، تبرز الجزائر كإحدى القوى الصاعدة في سوق الطاقة الشمسية بشمال إفريقيا. فقد نجحت البلاد في الانتقال الفعلي من مرحلة الوعود والخطط إلى التنفيذ الميداني خلال عامي 2024 و2025، معتمدة على برامج حكومية طموحة تُقاس بالجيغاواط، ومناقصات تنافسية جذبت مستثمرين محليين ودوليين.

تركز الاستراتيجية الجزائرية على إنشاء مجمعات ضخمة لمحطات الطاقة الشمسية، بهدف واضح هو تسريع عملية التحول الطاقوي والتخفيف التدريجي من الاعتماد الكبير على الغاز والنفط. وهو ما يضع الجزائر في مصاف الأسواق الأكثر جاذبية من حيث حجم المشاريع قيد الإنجاز.

الأرقام تتحدث: استيراد قياسي من الصين

توفر بيانات الاستيراد دليلاً ملموساً على جدية المشروع الجزائري. فخلال الأشهر التسعة الأولى فقط من عام 2025، استوردت الجزائر كميات هائلة من الألواح الشمسية من الصين، بلغت إجمالي طاقتها 1,400 ميغاواط، موزعة كالتالي:

ـ جانفي شهد أعلى معدل استيراد بـ 390 ميغاواط

ـ سبتمبر سجل ثاني أكبر رقم بـ 240 ميغاواط

ـ جويلية جاء ثالثاً بـ 210 ميغاواط

ـ أفريل استقبل 160 ميغاواط

ـ ماي استورد 150 ميغاواط

ـ مارس وجوان وأوت شهدوا استيرادات بـ 60، 90، و90 ميغاواط على التوالي

ـ فيفري كان الأقل بـ 10 ميغاواط فقط

هذه الأرقام تكشف عن وتيرة عمل مكثفة وإرادة سياسية حقيقية لترجمة الخطط إلى واقع ملموس على الأرض.

التحديات أمام تحقيق الطموحات

رغم الأرقام المبشرة، يحذر المراقبون من أن النجاح الفعلي يتطلب أكثر من مجرد استيراد الألواح. فتحويل هذه الكميات الضخمة إلى قدرة إنتاجية فعلية يتطلب كفاءة عالية في إدارة عمليات الشراء، تنفيذ المشاريع بجودة ومواعيد محترمة، وتحديث شبكات النقل والتوزيع لاستيعاب الطاقة الجديدة.

التنسيق بين هذه العناصر المختلفة سيحدد ما إذا كانت الجزائر ستنجح في تحويل طموحاتها الكبيرة إلى واقع طاقوي جديد يعيد صياغة مزيجها الكهربائي خلال السنوات القادمة.

آفاق مستقبلية واعدة

تقف الجزائر اليوم على أعتاب تحول طاقوي حقيقي، مدعومة باستثمارات ضخمة وإرادة سياسية واضحة. الأرقام الواردة من الصين ليست مجرد إحصائيات، بل هي مؤشرات ملموسة على حركة فعلية نحو مستقبل أكثر اخضراراً.

وإذا استمرت الوتيرة الحالية مع معالجة التحديات اللوجستية والتقنية، فإن الجزائر مرشحة لتصبح نموذجاً يُحتذى به في التحول الطاقوي على مستوى المنطقة العربية والإفريقية، مؤكدة مكانتها كقوة إقليمية صاعدة في عصر الطاقة النظيفة.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا