تعليق| فيفا تمنح ترامب ما رفضته نوبل
الجزائرالٱن _ في مشهد يكشف هشاشة المؤسسات الدولية، أقدم جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، على خلق “جائزة السلام” من العدم ومنحها لدونالد ترامب على هامش قرعة كأس العالم 2026.
الجائزة التي لم يُستشر بشأنها مجلس الفيفا، ولم تُحدد معاييرها، جاءت بعد فشل ترامب المتكرر في الحصول على جائزة نوبل للسلام.
هذا ليس تكريماً، بل صفقة سياسية مُقنّعة برداء رياضي.
الأخطر أن ترامب، المهووس بالألقاب والتقدير، فرض هذه الجائزة على الفيفا بعد خيبة نوبل المتكررة. وإنفانتينو، بخنوع مُذل، استجاب وحوّل منظمته الرياضية إلى مصنع جوائز سياسية حسب الطلب لإرضاء الرئيس الأمريكي.
ما يحدث هنا ليس مجرد نفاق دبلوماسي عابر، بل نموذج خطير: قادة عالميون يركعون أمام النفوذ السياسي، ومؤسسات دولية تتحول إلى أدوات للمجاملات. الفيفا، التي عانت طويلاً من فضائح الفساد، تثبت مجدداً أن المصالح تسبق المبادئ.
عندما تُصبح الجوائز الدولية سلعة تُصنع حسب الطلب، نفقد آخر ما تبقى من مصداقية المؤسسات العالمية. وعندما يقبل قادة العالم بهذا الابتذال، نعرف أننا أمام زمن تحكمه الغطرسة وتديره المصالح.
وتسلم دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، جائزة فيفا للسلام في نسختها الافتتاحية خلال حفل سحب قرعة كأس العالم 2026، واعتبر التكريم «أعظم شرف في حياته».
وأشار ترامب في كلمته إلى أن جهوده ساهمت في «إنقاذ ملايين الأرواح»، مستشهداً بالوضع في الكونغو حيث قال إن «10 ملايين شخص ماتوا وكانوا في طريقهم للوصول إلى 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة»، وأكد دوره المزعوم في منع اندلاع صراعات بين الهند وباكستان قبل أن تبدأ.
المصدر:
الجزائر الآن
مصدر الصورة