اكتشاف جديد.. علاج الاكتئاب ليس صعبًا!

شهدت الأوساط العلمية في كندا تقدمًا لافتًا في فهم الاكتئاب وعلاجه، بعد دراسة حديثة من جامعة ماكغيل والمعهد النفسي دوغلاس، كشفت ارتباطًا مباشرًا بين الاكتئاب وخلل في نوع محدد من خلايا الدماغ. وقد يفتح هذا الإنجاز الباب أمام علاجات أكثر دقة وفعالية في السنوات المقبلة.

واعتمدت الدراسة، المنشورة في مجلة Nature Genetics ، على تقنية الجينوم أحادي الخلية، وهي تقنية تفكك أنسجة الدماغ إلى خلايا فردية لدراسة كل منها بعمق.

وبفضل “بنك الأدمغة” الذي يضم حوالي 4000 دماغ في معهد دوغلاس، استطاع الباحثون تحديد نوع الخلايا التي تظهر فيها تغيرات لدى الأشخاص المصابين باكتئاب شديد.

من جهته، أوضح الدكتور غوستافو توريتكي، كبير الأطباء النفسيين ومدير الأبحاث في المعهد، في مقابلة مع QUB Radio أن هذه النتائج تمنح الأمل في تطوير طرق علاج جديدة.

وقال: “ليس من الصعب علاج الاكتئاب. هناك علاجات فعالة جدًا، وهي تساعد على تحسين حالة أغلب المرضى”. لكنه أشار في الوقت نفسه إلى وجود فئة من المرضى لا تستجيب للعلاج سريعًا أو تحتاج محاولات متعددة للوصول إلى نتيجة مرضية.

ويؤكد توريتكي أن التقدم العلمي يتم بخطوات متتابعة، وأن هذا الاكتشاف يمثل خطوة مهمة قد تقود إلى فهم أدق لآليات المرض، وبالتالي إلى تطوير أدوية مختلفة وأكثر استهدافًا في المستقبل.

وأضاف: “لا يوجد علاج واحد يصلح لكل الحالات. التنوع في العلاجات هو الحل، سواء كان دواء أو علاجًا نفسيًا أو تقنيات أخرى”.

ويرى الخبراء أن الدراسة قد تغير الطريقة التي تفهم بها الأمراض النفسية، خصوصًا أنها تربط بين أعراض الاكتئاب والتغيرات الخلوية الدقيقة في الدماغ، ما يمهد لعصر جديد في الطب النفسي يعتمد على التشخيص البيولوجي وليس الأعراض فقط.

وبينما لا يزال الطريق طويلًا قبل تحويل هذا الاكتشاف إلى علاج جاهز، يؤكد الباحثون أن العمل مستمر، وأن ما وصلوا إليه يشكل قاعدة علمية صلبة لمزيد من الدراسات.

@ آلاء عمري