آخر الأخبار

تشييع مهيب لبيونة… الجزائر تودّع أيقونة الفن والتمثيل بموكب رسمي وشعبي

شارك
بواسطة محمد بلقور
مصدر الصورة
الكاتب: محمد بلقور

تشييع مهيب لبيونة… الجزائر تودّع أيقونة الفن والتمثيل بموكب رسمي وشعبي

الجزائرالٱن _ ودّعت الجزائر، الفنانة الكبيرة باية بوزار، الشهيرة بـبيونة، في جنازة مهيبة ارتسمت فيها ملامح الحزن بقدر ما ارتسمت ملامح الوفاء لفنانة صنعت البهجة في وجدان الجزائريين لعقود طويلة.

فقد ارتقى وداعها إلى مقام الدولة، بحضور رسمي رفيع، وشعبي واسع، يجمع بين رمزية الفن ووقار اللحظة

وانطلق الموكب الجنائزي من المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، حيث أُلقيت النظرة الأخيرة على جثمان الراحلة وسط صمت ثقيل وتقدير واضح لمسار فني استثنائي، قبل أن يشقّ طريقه نحو مقبرة العالية، التي احتضنت جسدها في مشهد مؤثر ترك بصمة في نفوس محبّيها.

وحضر مراسم التشييع عدد من كبار ممثلي الدولة، تقدّمهم

• كمال سيدي السعيد، مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالإعلام والاتصال

• مليكة بن دودة، وزيرة الثقافة والفنون

• محمد حميدات، الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لباب الوادي

مصدر الصورة

في صورة تعكس الاحترام الرسمي لقامة فنية أعطت الكثير للفن الجزائري، وارتقت به إلى آفاق واسعة.

كما شارك في الجنازة لفيف كبير من الفنانين الذين رافقوا بيونة في مختلف مراحل مسيرتها، من بينهم:

حسان بن زراري، عبد الحميد رابية، حسان كشاش، سيدي علي بن سالم (الممثل السينمائي ورئيس الجمعية الثقافية “الألفية الثالثة”)، إضافة إلى الإعلامي والمخرج التلفزيوني معد حصة ألحان وشباب عامر بهلول والفنان مصطفى عياد، ابن الفنان الأسطورة رويشد، إلى جانب وجوه فنية أخرى وجمهور واسع من محبي الراحلة الذين حرصوا على توديعها.

مصدر الصورة

جنازة بيونة لم تكن مجرد مراسم دفن، بل كانت لحظة اعتراف جماعي بفنانة ملأت شاشات الجزائريين بالابتسامة، وقدمت أعمالًا خالدة في التلفزيون والسينما والمسرح، وظلت طوال مسيرتها رمزًا للفن الجزائري الأصيل.

● الرئيس تبون يبعث برسالة تعزبة

تلقّت الجزائر، نبأ وفاة الفنانة الراحلة بيونة (باية بوزار)، إحدى أيقونات الفن الجزائري، بألم وحزن عميقين. وجاءت التعازي الرسمية من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ووزيرة الثقافة والفنون، مليكة بن دودة، تأكيدًا على المكانة الخاصة التي كانت تحتلها الفقيدة في الساحة الفنية الوطنية.

فقد أبرق رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، برسالة عزاء مؤثرة إلى عائلة الفنانة الراحلة باية بوزار، الشهيرة بـ”بيونة”، معبرًا فيها عن “تأثره العميق وأساه البالغ” لرحيلها، داعيًا المولى عز وجل أن “يتغمدها برحمته، ويسكنها فسيح جناته، ويلهم عائلتها جميل الصبر والسلوان”.

مصدر الصورة

وأكد الرئيس تبون في رسالته أن الراحلة بيونة تركت إرثًا فنيًا غنيًا ومؤثرًا، إذ ساهمت طوال مسيرتها الطويلة في إثراء الدراما والمسرح الجزائريين، وخلّفت بصمة لا تُمحى في ذاكرة الثقافة الوطنية، معززًا بذلك مكانة الجزائر كحاضنة للفن والمبدعين.

● وزيرة الثقافة: بيونة رمز خالد للمرأة والفن الجزائري

على هامش إلقائها النظرة الأخيرة على جثمان الفنانة الراحلة بيونة من ركح المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، أكدت وزيرة الثقافة والفنون، مليكة بن دودة، أن الراحلة كانت “رمزًا حقيقيًا للمرأة الجزائرية في الفن”، واصفة إياها بأنها جسدت من خلال أعمالها التلفزيونية والسينمائية نبض الشارع وروح الإبداع الوطني.

مصدر الصورة

وقالت الوزيرة إن بيونة أصبحت “مرآة لتاريخنا الثقافي، ولأحلامنا وآلامنا وفرحنا”، مضيفة أن كل دور أدته وكل لحظة أبدعتها ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة. وأكدت بن دودة أن “اسم بيونة سيبقى خالدًا في ذاكرة الجزائر، كما يبقى التراب تحت أقدامنا، ثابتًا لا يلين”، مشددة على أن إرثها الفني يمثل ركيزة استراتيجية لتعزيز الهوية الثقافية الوطنية والمحافظة على استمرارية الفن الجزائري في نقل قيم الإبداع والذاكرة الجمعية.

● الأسرة الفنية “بيونة تغادرنا اليوم لكنها سوف تبقى إرث فني خالد وفقدان كبير للفن الجزائري

شارك في تشييع جثمان الفنانة الراحلة بيونة حشد كبير من الأسرة الفنية، إلى جانب حضور رسمي بارز، في مشهد يعكس تقدير الدولة والمجتمع لمكانتها وإسهاماتها الكبيرة في الثقافة والفن الجزائريين.

وأكد الفنان السينمائي ورئيس الجمعية الثقافية الألفية الثالثة، سيد علي بن سالم، أن رحيل بيونة يشكل “خسارة كبيرة للفن الجزائري وفقدان قامة فنية لن تتكرر”، مشيرًا إلى أن الفنانة المقتدرة، الملتزمة طوال مسيرتها السينمائية والتلفزيونية والتي نشأت في حي بلوزداد الشعبي، منحت الكثير للأعمال الفنية الجزائرية على مدار خمسين سنة من التميز والإبداع.

وأضاف أن إرثها الفني سيبقى محفوظًا في الذاكرة التاريخية للسينما الجزائرية، إلى جانب أعمال رائدات مثل فريدة صابونجي وفتيحة بربار وغيرهن من نجمات المسرح الوطني والتلفزيون الجزائري.

ومن جهته، أشاد الفنان عبد الحميد رابية بأعمال بيونة ووصف فقدانها بأنه “رزء كبير للساحة الفنية الجزائرية”، مؤكدًا أن روحها وإبداعاتها ستبقى حاضرة للأجيال القادمة، باعتبارها قدمت أعمالًا فنية راقية وحضارية تعكس رسالة الفن الجزائري وقيمه ومبادئه.

وفي الوقت نفسه، انتقد رابية الوضع الراهن للفنان الجزائري نتيجة قلة الإنتاج وضعف الدعم الاجتماعي، مختتمًا مقولته الشهيرة: “لما كان عايش كان مشتاق لتمرة ولما مات علقوله عرجون”، في إشارة ضمنية لما يعيشه اليوم الفنانون.

كما عبّر الفنان حسان بن زراري عن تأثره العميق بوفاة عميدة الفن الوطني بيونة، التي رافقته في سلسلة السيتكوم الفكاهية “ناس ملاح سيتي”، مؤكدًا أن رحيلها ترك فراغًا كبيرًا في قلب الساحة الفنية الجزائرية.

● “بيونة”… خمسون عامًا من الفن، ووداع يليق بأسطورة

غادرتنا، ، أيقونة من أيقونات التلفزيون والسينما الجزائرية، الفنانة الخالدة باية بوزار، المعروفة في الساحة الفنية باسم “بيونة”، الفنانة الشاملة التي لم تكن مجرّد وجه كوميدي، بل إحدى علامات الفن الجزائري الأصيل التي ستظل محفورة في ذاكرة أجيال كاملة.

وُلدت بيونة في 13 سبتمبر 1952 بحي بلوزداد بالعاصمة. انجذبت منذ طفولتها إلى عالم الفن، حيث بدأت مسيرتها مغنية للألحان الشعبية والعاصمية في الأعراس والحفلات، خاصة المالوف، وحققت حضورًا لافتًا مكّنها من شق طريقها بثبات.

لكن المنعطف الحقيقي جاء عام 1973 عندما شاركت في فيلم “الدار الكبيرة” للمخرج مصطفى بديع، وهي التجربة التي غيّرت مسار حياتها لتتحول من هاوية شغوفة إلى ممثلة محترفة تعيش الفن بكل تفاصيله.

قدّمت بيونة أدوارًا سينمائية مهمة في بداياتها، أبرزها فيلم “ليلى والأخريات” سنة 1977، الذي رسّخ حضورها في السينما الجادة.

غير أن براعتها الاستثنائية في الأدوار الكوميدية جعلتها نجمة التلفزيون الأولى في الجزائر، وإحدى ضمانات نجاح أي عمل تشارك فيه.

وبرزت بقوة في سيتكوم “ناس ملاح سيتي” للمخرج جعفر قاسم (2002–2005)، الذي حقق نجاحًا واسعًا في الجزائر والمغرب العربي.

كما شاركت في أعمال تونسية ناجحة مثل “نسيبتي العزيزة” و**”المليونير”، وأبدعت في أعمال جزائرية حديثة على غرار “أخو البنات” و”معيشة فالـGOOD”**.

لم تتوقف حدود حضورها عند المحلية، فقد شاركت في أفلام أجنبية، أبرزها فيلم “ديليس بالوما” سنة 2007 مع المخرج نذير مقناش، حيث قدّمت دور مدام ألجيريا إحدى أبرز شخصيات الفيلم.

وفي المسرح، ظهرت سنة 2007 في مسرحية “إلكترا” لسوفوكليس إلى جانب النجمة جين بيركين، بإخراج فيليب كالفاريو. كما شاركت في مسرحية “لا سيليستين” سنة 2009، لتبرهن عن موهبة متعددة الأبعاد.

وفي 2011، تألقت مجددًا في فيلم “نبع النساء” للمخرج رادو ميهايلينو أمام ليلى بختي، وهو الفيلم الذي رُشّح لجوائز مهمة في مهرجان “كان”.

كما ظهرت في أعمال مثل “Belleville Cop” و**”Viva l’Algérie”**، وواصلت عشقها للغناء بإصدار ألبومها “راد زون” سنة 2001، ثم ألبوم “شقراء في القصبة” سنة 2006، حيث أعادت أداء روائع فضيلة الدزيرية والهاشمي ڤروابي. وكان آخر أعمالها سلسلة “دار الفشوش” في رمضان 2023.

وبعد صراع طويل مع مضاعفات مرض السرطان منذ 2016، رحلت بيونة عن عمر ناهز 73 عامًا، مخلفة إرثًا فنيًا ضخمًا وذكرى ضحكة لا تُنسى.

برحيل بيونة، تفقد الجزائر واحدة من أبرز رموزها الفنية، فنانة لم تُضحك الناس فقط، بل صنعت ذاكرة، وبنت مدرسة كاملة في الأداء الكوميدي الراقي، وظلت حتى آخر أيامها قادرة على إسعاد جمهورها.

رحلت باية بوزار، لكن “بيونة” ستبقى خالدة في القلوب، شاهدة على أن الفن الأصيل لا يموت.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا