وفاة أول امرأة تقود طائرة مقاتلة بالجيش الجزائري

تلقت الجزائر بحزن كبير، نبأ وفاة الرائد عربية بن يحيى، أول امرأة جزائرية تقود طائرة مقاتلة في صفوف القوات الجوية للجيش الوطني الشعبي، حيث فارقت الحياة بالمستسفى العسكري بعين النعجة.

ولدت الراحلة عام 1957 بمنطقة الروينة بعين الدفلة وهي زوجة الرائد شاوش منصف شهيد الواجب الوطني الذي سقطت به الطائرة بولاية ورقلة.

كما أن الراحلة ابنة روينة التي كانت أول امرأة قادت الطائرة الحربية في الجزائر وإفريقيا، سليلة المحكوم عليه بالإعدام بن يحيى عبد القادر والمجاهدة بن قادة خيرة. ويعد رحيلها خسارة لشخصية نسائية شكلت علامة فارقة في تاريخ المؤسسة العسكرية الجزائرية.

وبدأت قصة عربية بن يحيى في مرحلة كانت مشاركة النساء في الأسلاك العملياتية عملًا استثنائيًا يواجه الكثير من القيود والتحديات.

واقتحمت الراحلة مبكرًا صفوف الجيش بإصرار على تجاوز الحواجز الاجتماعية والمهنية، ما دفعها إلى اجتياز التكوين العسكري الأولي ثم الانضمام إلى مدرسة الطيران، وهي خطوة كانت في تلك الفترة حكرًا تقريبًا على الرجال.

في حين أنها نجحت بعد ذلك في الوصول إلى مقعد قيادة الطائرات الحربية، في مسار وصفته المصادر العسكرية بأنه تحول تاريخي في مسار مشاركة المرأة الجزائرية في الدفاع الوطني.

كما واصلت الفقيدة بن يحيى مسيرتها المهنية بتقديم أداء متميز يشهد له زملاؤها وقادتها. واستطاعت أن تكسب سمعة راسخة في الانضباط والاحترافية والقدرة التقنية العالية، وشاركت في تدريبات عملياتية معقدة، كما ساهمت في تكوين جيل جديد من الطيارين العسكريين، حيث وصفت بأنها كانت نموذج في التواضع والصرامة وحب الوطن.

وأسهمت تجربتها في فتح آفاق واسعة أمام النساء الجزائريات الراغبات في الالتحاق بالمجالات العسكرية والتقنية، وكسر الصورة النمطية حول محدودية الأدوار الممكنة للمرأة في قطاعات الدفاع.

وتحولت قصتها إلى مصدر إلهام لجيل كامل من الشابات اللواتي رأين في نجاحها دليلًا على أن الإرادة والكفاءة تفتحان الأبواب مهما كانت الصعوبات.

ويبقى اسم عربية بن يحيى محفورًا في الذاكرة الجماعية باعتبارها شخصية فريدة، تركت بصمة لا تمحى في تاريخ الطيران العسكري الجزائري.

وتستمر سيرتها في إلهام الأجيال المقبلة، وتوثق مرحلة مهمة من مسار انفتاح الجيش الوطني الشعبي على مشاركة النساء في المهام العملياتية الكبرى.

@ آلاء عمري