الجزائرالٱن _ حقّق الفريق الجزائري المشارك في بطولة اللغة الروسية للأجانب لعام 2025 إنجازاً لافتاً، بعد نجاحه في تجاوز مختلف مراحل نصف النهائي واعتلائه صدارة النتائج على مستوى القارة الإفريقية. وأكدت مؤسسة “إنترأوبرازوفانيه” الفيدرالية، الجهة المشرفة على البطولة والتابعة لوزارة العلوم والتعليم العالي في الاتحاد الروسي، أن ممثلي الجزائر أثبتوا كفاءتهم في أداء المهام اللغوية المطلوبة، وتمكّنوا من ضمان مكان لهم في المرحلة النهائية إلى جانب الفريق المصري.

هذا التقدم لا يقتصر على كونه نتيجة إيجابية فحسب، بل يعكس التطور الملحوظ في الإقبال الجزائري على تعلم اللغة الروسية، وتعزيز المشاركة في الفعاليات الدولية التي تجمع متعلمين من مختلف مناطق العالم. كما يتماشى مع الاهتمام المتزايد لدى الطلبة الجزائريين بالانفتاح على ثقافات جديدة واكتساب لغات إضافية، خاصة في ظل توسع علاقات التعاون بين الجزائر وعدد من الدول الكبرى.

النتائج الكاملة لمرحلة نصف النهائي وموقع الجزائر ضمن الخارطة العالمية للبطولة

وفي بيانها المفصل، أوضحت مؤسسة “إنترأوبرازوفانيه” أن نظام البطولة يعتمد على تقسيم المشاركين إلى أقسام جغرافية، بحيث يتأهل فريقان فقط من كل منطقة. وقد أسفرت النتائج على النحو الآتي:

ـ فئة آسيا وأوقيانوسيا: منغوليا والصين.

ـ فئة دول الجوار: أوزبكستان وكازاخستان.

ـ فئة إفريقيا: الجزائر ومصر.

ـ فئة أوروبا: لاتفيا وليتوانيا.

ـ فئة أمريكا: الإكوادور وفنزويلا.

أما الفرق التي لم تتمكن من تحقيق التأهل، فستشارك في منافسات خاصة بالمركز الثالث، والمقرّر تنظيمها ما بين 24 و28 نوفمبر.

ويُظهر هذا التوزيع الجغرافي طبيعة البطولة التي تسعى إلى تحقيق تمثيل عالمي واسع، وتعزيز المنافسة بين متعلمين من خمس قارات، مع منح كل منطقة فرصاً متكافئة للظهور في المرحلة النهائية.

البطولة كمساحة تفاعلية لتعزيز اللغة الروسية

وتُعدّ بطولة العالم للغة الروسية 2025 إحدى أبرز المبادرات الموجهة لتعزيز حضور اللغة الروسية في الخارج، حيث تجمع آلاف المتنافسين من دول مختلفة في إطار تعليمي وثقافي يهدف إلى رفع مستوى الإتقان وتشجيع التبادل بين الشعوب.

ويشير القائمون على الحدث إلى أن البطولة تمنح المشاركين فرصة خوض تجارب غنية تشمل اختبارات لغوية ومهام تواصلية وتحديات معرفية، تُظهر مستوى إتقانهم للغة الروسية في سياقات متعددة.

في هذا السياق، يبرز التأهل الجزائري كإشارة مهمة على قيمة الجهود التي تبذلها المؤسسات التعليمية والمتعلمين، ويؤكد أن الجزائر أصبحت رقماً حاضراً في الفعاليات الأكاديمية الدولية المرتبطة باللغات والثقافات.

تنظيم روسي ودعم حكومي موسّع

ويجري تنفيذ المشروع من قبل المؤسسة الفيدرالية الحكومية “إنترأوبرازوفانيي”، بدعم مباشر من وزارة العلوم والتعليم العالي الروسية، التي ترى في البطولة أداة استراتيجية لتعزيز القوة الناعمة لروسيا وتوسيع انتشار لغتها خارج الحدود.

ويعتمد المنظمون على برامج تدريبية وإشراف أكاديمي متخصص لضمان سير المنافسات وفق معايير علمية دقيقة، ما يجعل المشاركة فيها تجربة تعليمية متكاملة وليست مجرد منافسة تقليدية.

تأهل يعكس حضور الجزائر ويعزز صورتها التعليمية دولياً

إن بلوغ الفريق الجزائري النهائي إلى جانب عدد من الدول المتقدمة في مجال تعلم اللغة الروسية، يمثل خطوة إضافية نحو إبراز قدرات الطلبة الجزائريين، ويعكس صورة إيجابية عن مستوى التعليم اللغوي في البلاد. كما يفتح الباب أمام مشاركة أوسع في الأعوام المقبلة، ويؤسس لمسار جديد من التفاعل الثقافي بين الجزائر وروسيا.

بهذا التأهل، تثبت الجزائر مرة أخرى قدرتها على خوض المنافسات الدولية وتحقيق نتائج مشرفة، بما يعكس طموح الشباب الجزائري ورغبتهم في توسيع آفاقهم اللغوية والمعرفية.