وحذرت الوزارة من مخاطر سوء استعمال أجهزة التدفئة، وتدعو الأسر إلى فحص معداتها بانتظام على يد تقنيين معتمدين، باعتبار أن هذا الإجراء يشكل خطوة أساسية لتجنب الأعطال التي قد تتحول إلى حوادث قاتلة.

كما نبهت إلى خطورة الأجهزة المقلدة وغير المطابقة للمعايير، إضافة إلى الأنظمة التي تفتقر إلى قنوات لإخراج الغازات المحترقة.

وشددت السلطات على ضرورة تهوية المنازل يوميًا، ولو لبضع دقائق، تفاديًا لتراكم الغازات السامة. وأوصت أيضًا بتركيب كاشفات تسرب الغاز وأجهزة استشعار أول أكسيد الكربون، بينما حذرت بشكل قاطع من وضع سخانات الماء داخل الحمامات أو الأماكن المغلقة.

وسلط البيان الضوء على خطر أول أكسيد الكربون، الذي يوصف بـ”القاتل الصامت” كونه غازًا عديم اللون والرائحة وغير مهيج، ما يجعله غير قابل للكشف دون أجهزة متخصصة، في وقت يواصل هذا الغاز حصد الأرواح سنويا رغم الحملات التحسيسية المكثفة.

في المقابل، تكشف الإحصائيات الرسمية حجم المأساة، ففي عام 2023، سجلت الجزائر وفاة 156 شخص جراء التسمم بأول أكسيد الكربون، بينما تمكنت فرق الحماية المدنية من إنقاذ 3 آلاف و25 شخصًا من حالات اختناق مؤكدة، إضافة إلى تسجيل ما يقارب 1100 حادث عبر التراب الوطني. وتمثل هذه الأرقام، مؤشرًا صارخًا على استمرار الخطر خلال كل شتاء.

وتوضح المعطيات الدولية أن الخطر عالمي، حيث تؤكد منظمة الصحة العالمية وفاة آلاف الأشخاص سنويًا بسبب هذا الغاز السام.

وأعلنت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة تسجيل أكثر من 400 وفاة سنويًا، و50 ألف حالة إسعاف. أما في أوروبا، فتسجل فرنسا نحو 1300 حادث اختناق كل شتاء، وفق بيانات Santé Publique France.

ويدعو الخبراء إلى اعتماد إجراءات وقائية بسيطة مثل صيانة أجهزة التدفئة، وتهوية المنازل، وتركيب كاشفات CO، مؤكدين أن هذه التدابير أثبتت فعاليتها في تقليل الحوادث حول العالم.

واختتمت وزارة الداخلية، بتأكيدها أن الوقاية تبقى السلاح الأقوى في مواجهة هذا الخطر المتكرر، خاصة في ذروة فصل الشتاء.