آخر الأخبار

كيف تحولت محطات المترو المعزولة بالصين لانتصار حضري!

شارك

بنت الصين محطات مترو في أراض خالية تمامًا معزولة عن البشر منذ 15 عامًا، بدأت بسخرية عالمية وانتهت بدروس حضرية غير مسبوقة. ويوضح التقرير المنشور في موقع jeuxvideo كيف قلبت بكين قواعد التخطيط التقليدية وراهنت على المستقبل بثقة هائلة.

واعتمدت الصين منذ 2008، استراتيجية معاكسة تمامًا للمنطق الغربي. فبدلًا من إنشاء النقل بعد نمو المدن، بنت البنية التحتية أولًا، عبر خطوط مترو تمتد تحت مساحات خالية بلا سكان ولا محلات ولا طرق. وكانت هذه الشبكات بمثابة إعلان مبكر عن مدن لم تولد بعد، لكنها ستولد عاجلًا ام آجلًا.

وتسارع هذا النهج بعد أولمبياد بكين، عندما ضخت الدولة أكثر من 40 مليار دولار في مشاريع البنية التحتية. حيث أدت هذه الاستثمارات إلى انتشار آلاف الكيلومترات من خطوط المترو في كل أنحاء البلاد، ما أثار دهشة خارجية وتساؤلات عن جدوى بناء محطات على عمق 60 مترًا في مناطق لا يوجد فيها شيء.

وأثبتت الدراسات الصينية لاحقًا أن وجود محطة مترو، حتى وسط الفراغ، يرفع قيمة الأراضي التجارية في محيط 400 متر. وكانت البنية التحتية تعمل كضمانة للمستقبل، وكأنها شهادة تؤكد أن المدينة ستأتي مهما تأخرت.

وشكلت محطة كاوجياوان في تشونغتشينغ المثال الأشهر لهذا النموذج. حيث افتتحت عام 2015 وسط أرض مهجورة بالكامل. لمدة سنوات، ولم يكن هناك غير ثلاث مداخل تخرج إلى الحقول وصمت تام. وجعلتها صورها التي انتشرت عام 2017 رمزًا للسخرية من “جنون العمران الصيني”. لكن بحلول 2019 اكتملت الطرق وظهرت الأبراج السكنية وبدأ الحي بالنمو بسرعة.

وأصبحت المحطة التي كانت مثار انتقاد دليلًا على نجاح التخطيط طويل الأجل.

وتكرر المشهد نفسه في مشروع لانتشو الجديدة الذي وصفته الصحافة العالمية بـ”المدينة الشبح”. لكن كما ينقل التقرير، فإن الخبراء الصينيين يعتبرون هذه المرحلة مجرد بداية ضمن خطة تمتد 15 إلى 20 عامًا قبل اكتمالها.

ومع ذلك، لا يخلو هذا المسار من أعباء ثقيلة. فقد سجلت 28 شركة مترو صينية ديونًا ضخمة بلغت 4.3 تريليون يوان، بينما تتكبد بعض الشبكات خسائر يومية بالملايين. هذا ما دفع الحكومة عام 2018 إلى منع المدن الصغيرة من إطلاق مشاريع مترو جديدة وفرض قيود صارمة على التوسع.

وتتحول اليوم المعادلة من البناء السريع إلى التشغيل الفعال. فبعد أن أصبح لدى الصين آلاف الكيلومترات من الأنفاق، يبقى التحدي الحقيقي هو استدامتها.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا